لم يحافظ المهاجم التشيكي ميلان باروش علي الهيبة التي فرضها في كأس أوروبا 2004 عندما توج هدافاً للبطولة برصيد 5 أهداف، فاكتسب بعدها سمعة اللاعب الشقي والمهمل. تحول نجاح باروش في البرتغال إلي كابوس اسود في إحدي لياليه الحمراء، عندما ضبطته الصحافة المحلية برفقة ممثلة لعوب، لتهجره رفيقة عمره اثر ذلك. ومنذ ذلك الوقت تحول "مارادونا اوسترافا" من قوة هجومية ضاربة إلي مصيدة "للباباراتزي" في مواقع متعددة، من حركاته العنصرية في وجه الكاميروني ستيفان مبيا لاعب نادي رين الفرنسي، إلي سهراته التي لا تنتهي وصولاً إلي ضبطه يقود سيارته "فيراري ف 430" بسرعة 271 كلم/ساعة بين مدينتي ليون الفرنسية وجنيف السويسرية! ورغم طباع باروش الغريبة لا يزال يكتسب ثقة المدرب الوطني كاريل بروكنر الذي ضمه إلي تشكيلته كي يكون حجر الأساس في خط الهجوم إلي جانب العملاق يان كولر، "أري فيه دائماً ذاك اللاعب الكبير والمهاجم الخطير وسأعتمد دائما عليه، سيعود إلي رشده عندما يتزوج". انضم باروش إلي ليفربول الإنكليزي قادماً من بانيك اوسترافا، فحمل الرقم 5 وكان يفترض أن يلعب دور المهاجم الأساسي في الموسم 2003/2004 لكن جراحة في كاحله أبعدته 6 أشهر عن الملاعب ودفعت المدرب الفرنسي جيرار اوييه أن يفضل عليه المحليين مايكل اوين واميل هيسكي. بقي باروش في ليفربول ورحل اوييه ليشرف الإسباني رافاييل بينيتيز علي "الحمر"، وفي موسمه الأول أضحي باروش المهاجم الأساسي في ظل رحيل اوين وهيسكي وإصابة الفرنسي جبريل سيسيه، ليلعب في نهاية الموسم دوراً رئيساً في إحراز ليفربول لبقه الأوروبي الخامس. ومنذ أن أحرز باروش دوري الأبطال مع ليفربول، تنقل بين أندية استون فيلا الإنجليزي الذي بادله مع النرويجي جون كارو من نادي ليون الفرنسي حيث استعان به اوييه مجدداً لكنه وجد منافسة شرسة من كريم بنزيمة وسيدني جوفو والبرازيلي فريد. وتخلي ليون عن "الهم" المتمثل في تصرفات باروش (26 عاماً) فانتقل الأخير إلي بورتسموث الإنجليزي مطلع السنة الحالية مقابل 7 ملايين يورو لكنه لم يعد ذاك المهاجم المهيب. يبقي باروش رغم هفواته ثالث أفضل هداف في تاريخ تشيكيا برصيد 31 هدفاً في 63 مباريات دولية خلف انطونين بوك (35 هدفاً) وزميله الحالي يان كولر (52 هدفاً). ويلخص مساعد المدرب السابق ميروسلاف بيرانيك طباع باروش في جملة واحدة: "عندما يقرر ميلان أن يسجل فإنه يسجل، ولا يمكن لأي مدافع أن يمنعه من ذلك". تبدو الفرصة سانحة أمام باروش كي ينفض عنه غبار النقد، فبعد مونديال 2006 الذي غاب عن مباراتين فيه بسبب الإصابة، يأمل استعادة صورة المهاجم الفتاك علي الأراضي السويسرية - النمساوية.