اشار تقرير المجالس القومية المتخصصة الي ان المساحة المأهولة بالسكان في مصر تمثل نسبة لا تتجاوز 8.7%. بلغت الكثافة السكانية في القاهرة مثلا حوالي 5.41 ألف نسمة في الكيلو متر المربع مع ارتفاعها الي اعلي من ذلك بكثير في المناطق العشوائية حيث تشير بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء الي ان عدد السكان في هذه المناطق بلغ حوالي 6.5 مليون نسمة عام 2000. واضاف التقرير ان الكثافة السكانية في بعض العشوائيات تصل الي 5.128 الف نسمة في الكيلو متر المربع، اي ما يزيد علي خمسة اضعاف معدل الكثافة السكانية بالعاصمة، فضلا عن تدني الخصائص الاقتصادية والاجتماعية لسكان العشوائيات، الامر الذي يؤدي الي انخفاض مستوي المعيشة، وتزايد معدلات الجرائم في هذه المناطق حيث تتوافر البيئة الملائمة للتطرف والعنف بكل اشكاله. وأكد التقرير علي ان الزيادة السريعة في حجم السكان وارتفاع مستوي الخصوبة ادي الي اتساع قاعدة الهرم السكاني وارتفاع نسبة السكان دون سن 15 عاما وزيادة اعداد هذه الفئة العمرية تمثل عبئا علي المجتمع باعتبارها فئة معالة ومستهلكة وبذلك تمثل حملا ثقيلا علي الاقتصاد وموارده المحدودة وهذه الموارد كان من الممكن توجيهها لدفع عجلة التنمية ورفع مستوي المعيشة للسواد الاعظم من الشعب. وذكر التقرير ان مستوي البطالة قد ارتفع الي 3.9% طبقا لتعداد 2006 وتتركز البطالة في سن الشباب حيث توضح الاحصاءات ان حوالي 90% من العاطلين اعمارهم اقل من 30 عاما، مشيرا الي ان العلاقة التبادلية بين السكان والتنمية وثيقة لذلك فقد بدأت مصر في وضع تصور جديد لمواجهة المتطلبات الاساسية لاحداث تغير هيكلي في اداء الخدمة الطبية بالقضاء علي اوجه التفاوت في تقديم الرعاية الصحية لكل المستفيدين. وشدد التقرير علي ضرورة ان تكون المنظومة الصحية مستعدة من حيث الامكانيات المادية والبشرية لاستقبال الاعداد المتوقعة للسكان في مصر والتي قد تزيد علي 90 مليون نسمة بحلول عام 2021. كما اكد كمال الشاذلي المشرف العام للمجالس القومية المتخصصة علي ان التنمية البشرية هي المرتكز الاساسي لمواجهة المشكلة السكانية من اجل العمل علي تحقيق حياة افضل للمواطنين علميا وصحيا مع سد حاجاتهم الاساسية. وكان المجلس القومي للخدمات والتنمية الاجتماعية عقد اجتماعا حضره د. ابراهيم بدران مقرر المجلس ود. حاتم الجبلي وزير الصحة والسكان لمناقشة التقرير المقدم من شعبة الخدمات الصحية والسكان حول الابعاد السكانية واثارها الاجتماعية والاقتصادية.