لم يدم الهدوء الحذر الذي شهدته بيروت غداة سيطرة مسلحي حزب الله علي أجزاء كبيرة من العاصمة اللبنانية ومعاقل تيار المستقبل حيث تجددت المعارك بين "طوائف لبنان" وامتدت إلي طرابلس وعكار مما أدي إلي مقتل 11 لبنانيا ليرتفع ضحايا المواجهات بين الأكثرية والمعارضة إلي 29 قتيلا وعشرات الجرحي منذ اندلاع القتال الطائفي يوم الأربعاء الماضي. يأتي ذلك في الوقت الذي استبعدت فيه الخارجية الأمريكية التدخل العسكري في لبنان لصالح الأكثرية النيابية وحكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورةو قالت الولاياتالمتحدة انها تستشير جيران لبنان ومجلس الامن الدولي بشأن اجراءات ل"محاسبة" حزب الله والمسئولين عن اعمال العنف الاخيرة التي شهدها لبنان. ولم يحدد البيت الابيض ما يقصده بقوله هذا، لكنه المح الي امكانية اللجوء الي مجلس الامن. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوردون جوندرو ان "علاقات حزب الله مع ايران وسوريا، وماضيه علي صعيد الانشطة الارهابية الدولية ودعم وتدريب المجموعات المتطرفة في العراق، تؤكد التهديد الذي يشكله حزب الله للسلام والامن الدوليين". واضاف المتحدث في بيان صدر في كروفورد (تكساس، جنوب) حيث يمضي الرئيس جورج بوش نهاية الاسبوع، ان "الولاياتالمتحدة تستشير في الوقت الراهن حكومات اخري في المنطقة ومجلس الامن الدولي حول تدابير يتعين اتخاذها لمحاسبة المسئولين عن اعمال العنف في بيروت". ولم يحدد المتحدث التدابير التي تناقشها الولاياتالمتحدة. وسئل في وقت لاحق عن هذا الموضوع، فاكتفي بالقول انه تتوافر للولايات المتحدة وسائل عدة. لكنه اشار صراحة الي قرارات في مجلس الامن تؤكد سيادة لبنان، وقال ان حزب الله يعارض هذه القرارات من خلال "تقويض" سيادة البلاد. ويحمل تشديد الحكومة الامربكية علي الدعم الذي تقدمه ايران وسوريا الي حزب الله علي الاعتقاد ان هذين البلدين يمكن ان تشملهما ايضا هذه التدابير. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية شون ماكورماك "تتوافر لدينا الان ادلة الي ان هذه المجموعات المرتبطة بسوريا والموجودة في الوقت الراهن في لبنان، تضطلع بدور نشط لتأجيج العنف". وقال ان الادلة تتضمن الكشف عن اشخاص ومجموعات مرتبطة بدمشق بدأت "التحرك ميدانيا وفي الشوارع ... والتشجيع علي اعمال العنف هذه علي الاقل". وذكر مسئول في وزارة الخارجية الامريكية طالبا عدم الكشف عن هويته، انه "من الصعوبة بمكان تصور اقدام حزب الله علي التحرك من دون الحصول علي موافقة داعميه الخارجيين ولاسيما منهم ايران. واكدت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس مجددا دعم الولاياتالمتحدة للحكومة التي يرأسها فؤاد السنيورة والمدعومة من الغرب واجرت اتصالات مع كبار القادة في العالم للبحث في سبل مساندة هذه الحكومة. وقالت رايس في بيان "سنقف الي جانب الحكومة اللبنانية والمواطنين المسالمين خلال هذه الازمة وسنقدم لهم الدعم الذي يحتاجونه لمواجهة هذه الزوبعة". وقالت رايس "ندين استخدام العنف من قبل مجموعات مسلحة غير شرعية وندعو الجميع الي احترام حكم القانون". واضافت "حزب الله وحلفاؤه يقومون بدعم من ايران وسوريا، بقتل وايذاء مواطنيهم ليضعفوا بذلك سلطة الحكومة اللبنانية الشرعية ومؤسسات الدولة اللبنانية". وذكر مسئولون في الخارجية الامريكية طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم ان الولاياتالمتحدة ستقدم دعما دبلوماسيا وسياسيا للسنيورة واستبعدوا اي عمل عسكري لمساندته حاليا. واعلن مسئول كبير في وزارة الخارجية الامريكية، ان مشاورات دولية كثيفة ستجري غدا الاثنين حول لبنان بعد الاجتماع الاستثنائي للجامعة العربية اليوم الاحد. وقال هذا المسئول الكبير الذي طلب عدم الكشف عن هويته في تصريح صحفي، ان مجموعة "اصدقاء لبنان" التي تضم خمسة عشر بلدا ومنظمات دولية، "قررت عقد مؤتمر عبر الهاتف غدا لتقويم المرحلة التي بلغنا اليها بعد الاجتماع الاستثنائي للجامعة العربية". واضاف "بعد ذلك، ندرس امكانية اجراء مشاورات في نيويورك في اطار مجلس الامن". ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الي القيام بكل المساعي لمنع تدهور الوضع في لبنان، بعد سيطرة حزب الله علي احياء في بيروت، كما اعلن مكتبه الاعلامي في بيان أمس الأول. واضاف البيان ان "من الضروري القيام بكل المساعي الان لمنع تدهور هذا الوضع". واوضح ان الامين العام "يدعو جميع الاطراف الي ضبط النفس" والي "حل الخلافات السياسية بوسائل سلمية وبالحوار". وذكر البيان ان الامين العام اخذ علما "بمتابعة جهود الوساطة التي يقوم بها الامين العام للجامعة العربية عمرو موسي وهو يستمر في تقديم الدعم التام له". وعبرت الحكومة البرازيلية عن "دعمها الحازم" للحكومة اللبنانية ودعت القوي السياسية فيه الي الامتناع عن استخدام القوة.