وسط مخاوف من انفلات عقال العنف في العراق هدد مسئول عسكري أمريكي بالرد عسكريا علي الزعيم الشيعي مقتدي الصدر اذا ما نفذ تهديداته وهاجم القوات العراقية والأمريكية. وقال الجنرال ريك لينش قائد القوات الأمريكية في محافظات بابل وواسط وكربلاء والنجف الشيعية في وسط العراق "آمل ان يواصل مقتدي الصدر خفض وتيرة العنف وعدم التشجيع عليه". واضاف امام صحافيين غربيين محذرا "اذا ما اصبح الصدر وجيش المهدي عنيفين جدا، فنحن نمتلك ما يكفي من قوة النيران لنقل القتال الي ميدان العدو". وكان الزعيم الشيعي المناهض للأمريكيين هدد بشن "حرب مفتوحة" اذا ما تواصلت العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات الأمريكية والعراقية في معقله مدينة الصدر في بغداد وفي كبري مدن الجنوب البصرة. وقال الصدر في بيان "اوجه آخر تحذير وكلام للحكومة العراقية، ان تتخذ طريق السلام ونبذ العنف مع شعبها والا كانت كحكومة الهدام"، في اشارة الي الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. واضاف الصدر الذي يتزعم جيش المهدي الذي يضم آلاف المقاتلين ولكن من دون تنظيم جيد "ان لم تكبح (الحكومة) جماحها وجماح الميليشيات المندسة فيها فسنعلنها حربا مفتوحة حتي التحرير". وانتقد الصدر ايضا تحالف الحكومة العراقية مع الجيش الأمريكي. وقال ان "المحتل جعل منا هدفا لطائراته ودباباته وقاذفاته وقناصاته وسياساته الخداعة وآخرها مطالبتي بعدم الوقوف ضد الحكومة العراقية كأن المحتل قد تناسي ان جيشه هو الذي يقف ضدها حتي لا تكون حكومة مستقلة ذات سيادة كاملة". واتهم الحكومة العراقية بانها "كانت ناكرة للجميل، فهي الطرف الذي جعل من الصدريين هدفا له، متناسية اننا اخوتهم". وغداة صدور البيان، دعت غالبية المساجد في مدينة الصدر الشيعية في ضواحي بغداد الاحد عبر مكبرات الصوت السكان الي مقاومة الاحتلال. وبعد تلاوة البيان الذي وزعه الصدر، بثت نداءات الي السكان عبر مكبرات الصوت في المساجد جاء فيها "قاتلوا المحتل واخرجوه من دياركم، انهم دعاة الفتنة". وكان الصدر خاض انتفاضتين ضد القوات الأمريكية العام 2004، فقد خلالهما مئات من عناصر ميليشياته. واصبح مقاتلوه هدفا للهجوم من قبل القوات العراقية والأمريكية منذ انطلاق العمليات العسكرية في الخامس والعشرين من الشهر الماضي التي امر بها رئيس الوزراء نوري المالكي ضد الميليشيات في البصرة. وامتدت المعارك الي المناطق الشيعية الاخري، وشملت محافظة واسط، حيث تقع هذه المدينة تحت قيادة الجنرال لينش، ومدينة الصدر التي لا تزال تجري فيها معارك متقطعة. وعلقت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس بحذر علي التطورات الامنية الاخيرة في العراق بعد وصولها الاحد الي بغداد في زيارة مفاجئة. وقالت عن مقتدي الصدر "من الصعب جدا معرفة ما هي دوافعه وما هي نواياه". وقتل العشرات واصيب المئات منذ انطلاق عملية "صولة الفرسان" في البصرة، واعمال العنف التي تواصلت في مدينة الصدر. وكان مصدر امني اعلن مقتل ثمانية اشخاص علي الاقل واصابة حوالي 22 اخرين بجروح اثر اشتباكات جديدة بين القوات الأمريكية والعراقية وعناصر جيش المهدي في مدينة الصدر شرق بغداد. وقال المصدر ان "ثمانية اشخاص علي الاقل قتلوا واصيب حوالي 22 اخرين بينهم نساء واطفال بجروح خلال اشتباكات وقصف جوي أمريكي في مدينة الصدر". لكن الجيش الأمريكي اكد انه قتل خمسة اشخاص بغارة جوية، فيما قتل آخران عندما اطلقا النار علي جنود أمريكيين. في تلك الاثناء، افاد شهود بأن العديد من سكان مدينة الصدر باشروا مغادرة المنطقة بسبب الاشتباكات. من جانبه، قال صلاح العبيدي الناطق باسم التيار الصدري ان "الكرة الان في ملعب الحكومة، ولا نرضي بمزيد من التسويف والوعود الزائفة والنفاق السياسي". واضاف العبيدي "في حال بقيت الحكومة علي موقفها فان السيد الصدر هو من يحدد طبيعة الاجراءات المقبلة التي سنتعامل بها مع الحكومة". ولم تعلق الحكومة العراقية في الحال علي تهديد الصدر، لكن وزير العدل بالوكالة صفاء الصافي اكد ان جميع الاعتقالات التي تجري في البصرة تنفذ وفقا لاوامر قضائية. وقال الصافي ان "عمليات التحقيق مع المعتقلين في احداث البصرة تمت بشكل قانوني يتناسب ولوائح حقوق الانسان، ولم تسجل اي خروق في هذا المجال من قبل الاجهزة الامنية العراقية"، مؤكدا "اطلاق سراح العديد من المعتقلين لعدم كفاية او ثبوت الادلة التي تورطهم في جرم يدينهم". واشار وزير العدل الي ان العملية الامنية لم تقتصر علي مدينة البصرة بل شملت مدنا عدة، "سعيا لاعادة هيبة الدولة وفرض القانون، بعدما تحول التطاول علي القانون الي ظاهرة متفشية، فضلا عن التجاوزات الكبيرة علي الاملاك العامة وحرمة المواطنين من قبل عصابات الجريمة والخارجين عن القانون".