المجلس عقد مؤتمرًا جديدًا لبحث قراراته بأثر رجعي مع الممثلين! أشرف زكي يتحدث عن طغيان العنصر العربي علي المصري.. ويدعي أن القرارات استهدفت حماية النجوم العرب من إهدار موهبتهم!! نقابة المهن التمثيلية تتخبط (!) ويبدو بوضوح أن أحدا من أعضاء مجلسها لم يتوقع ردود الفعل الغاضبة والعنيفة، والتي وصلت إلي حد السخرية من المجلس ونقيبه، وتجاوز الأمر أحيانا حد السخرية إلي التطاول علي شخص النقيب، ولهذا السبب جاء الإعلان عن عقد مؤتمر صحفي جديد كاستجابة لرغبة عدد كبير من الممثلين أعضاء النقابة؛ الذين تأكد أن القرارات الأخيرة جاءت بمعزل عنهم، ومن دون عرضها عليهم، ورأي النقيب ومجلسه ضرورة عرضها عليهم بأثر رجعي في محاولة لاسترضاء الرافضين منهم!! من هنا وجهت الدعوة لعدد كبير من أعضاء النقابة لم يستجب لها سوي ممثلي الأدوار الثانية، باستثناء أحمد عز وشريف منير ومنة شلبي وفيفي عبده وهند صبري، التي جاءت فيما يبدو لاستجلاء الموقف ثم غادرت بعد دقائق، وفيما عدا هذا كان هناك: عايدة كامل وجاء الجداوي ووفاء عامر ومها أحمد وجيهان قمري ومروة عبدالمنعم وزوجها حسام الشاذلي ووفاء مكي وسليمان عيد وشادية عبدالحميد ورامي وحيد وعمرو عبدالعزيز. بالطبع كانت الفرصة مواتية للدفاع عن القرارات السابقة، والتأكيد مجددا علي أنها تستهدف حماية المهنة من الدخلاء العرب الذين يتذرعون بشعارات "مصر الحضن الدافئ" و"هوليوود الشرق"، ونفي نقيب الممثلين وجود حالة من العداء بين النقابة والنجوم العرب؛ بدليل مؤازرتها من قبل لجمال سليمان وتيم الحسن في تجربتهما في "حدائق الشيطان" و"الملك فاروق" وأيضا سلاف فواخرجي في "حليم" وأيمن زيدان في "عيون ورماد"، وجدد ترحيب ممثلي مصر بأشقائهم العرب وإيمانهم بدورهم في إثراء الحركة الفنية، وعاد للقول: "لكن هذا لم يمنعنا من رصد المحاولات الدائمة والمستمرة لتغليب العنصر العربي علي المصري في الكثير من الأعمال، فكان لابد من تحديد الإجراءات واللوائح التي تنظم هذا، بحيث لا يهدر النجم موهبته في أكثر من عمل" (!!) وجهة نظر تعكس تشوشا واضطرابا في الرؤية والفكر بشكل واضح؛ فأي موهبة التي يهدرها النجم في حال عمله في أكثر من عمل؟ وأي نجم يعني السيد النقيب؟ هل يدافع عن النجم العربي؟ ومن جعل منه وصيا عليه ليحدد له أن أكثر من عمل يجهض موهبته ويبددها؟!.. وكيف ارتضي "النقيب" لنفسه أن يطلق مصطلح "العنصر العربي" علي الأشقاء؟!.. هل يريد القول إنه عنصر دخيل، ونحن نعلم جميعا أن كل عربي هو جزء من النسيج الوطني للأمة، وليس لمصر وحدها؟.. وإذا كان "النقيب" يري أن مجلسه لم يتردد في دعم ومؤازرة النجوم العرب، وحدد منهم: جمال سليمان وسلاف فواخرجي وتيم الحسن وأيمن زيدان، فما الذي تغير؟.. وما الأسباب الحقيقية التي جعلته، ومجلسه الموقر، يرفع عنهم الغطاء الشرعي، ويدخل في مواجهة، بل حرب كما وصفها بنفسه في مؤتمره السابق، ضدهم لا هدف لها سوي تصفيتهم؟! الطريف أن "النقيب" استخدم في كلمته التي أجمع كل من حضر المؤتمر، الذي عقد يوم الجمعة الماضي في النادي النهري للنقابة، مصطلح "مصر هوليوود الشرق"، وهو أول من أفرغ المصطلح من محتواه بقراراته العجيبة الأخيرة؟.. إلا إذا كان لا يدرك معني المصطلح أو مغزاه؟.. وأري مناسبة تلك التي يقال فيها؟ لقد كان الأولي بالنقيب ومجلسه أن يدعو للمؤتمر من قبيل "الرجوع إلي الحق فضيلة" لكنه استمرأ الضلال، وسار في غيه وهو ما شجع سكرتير النقابة هشام سليم للتهديد بتقديم استقالته من عضوية مجلس نقابة المهن التمثيلية إذا تراجع النقيب.. والمجلس عن قراراته الأخيرة، وهو ما يؤكد أن النقابة تحكمها الأهواء الشخصية وتحركها المصالح الذاتية، التي ستكشف عنها الأيام، وليست هناك مصلحة عامة كما قيل وراء صدور هذه القرارات أو حماية المهنة من الدخلاء؛ فإعمال المادة 11 من القانون لا تدعو النقيب لتفعيلها بهذه الروح الانفعالية، بحيث يتخذ قرارا بإيقاف التصاريح الجديدة لمدة عام قابل للتجديد (!) فهل ستنضب مصر من المواهب طوال العام؟.. وهل سيترتب علي هذا القرار كما يظن النقيب ظهور وجوه جديدة فجأة من بين أعضاء النقابة يمكن أن يطلق عليهم وصف مواهب جديدة؟! هل هناك انتخابات جديدة في الأفق؟ سؤال تردد علي ألسنة الكثيرين؛ منذ بداية الأزمة، وطرح نفسه بقوة في المؤتمر الثاني عندما اقترب "النقيب" في حديثه من معاشات أعضاء النقابة، وتأكيده علي زيادتها بثلاثة أضعاف ما هي عليه في الوقت الراهن، بحيث يصل معاش العضو إلي ستمائة جنيه بدلا من مائتي جنيه الآن، بالإضافة إلي الإعلان عن المشروع الذي يتزعمه عضو المجلس الفنان محمود الجندي، ويحصل العضو بمقتضاه علي 210 آلاف جنيه عند بلوغه سن المعاش، وهو المشروع الذي لم يتضح تفاصيله ولا معالمه أو هويته، وكان علي النقيب أن يدرسه بدقة قبل أن يوظفه في "لعبته الانتخابية"، ولأنه لم يفعل عليه أن يجيب عن تساؤلنا الذي فرض نفسه: أي مشروع هذا الذي يتبناه محمود الجندي ويقفز بالمعاش فجأة إلي عشرة آلاف جنيه لمن يبلغ سن التقاعد في الفترة القادمة للمجلس، ولا ينطبق بالضرورة علي الذين أحيلوا من قبل للمعاش؟ وهل تحري "النقيب" عن الجهة التي ستمول هذا المشروع، حتي لو كان صاحب الدعوة إليه فنان مشهود له بالثقة والاحترام وهو محمود الجندي؟ وماذا لو افترضنا جدلا أن الجماعة المحظورة مثلا هي التي ستتولي تمويل مشروع "الجندي"؟! كان ينبغي علي نقيب الممثلين، بدلا من أن يورط نفسه في أزمة جديدة، أن يبحث أبعاد وتوجه المشروع قبل إعلانه بوصفه "ضربة معلم"، وأن يكف عن تنصيب نفسه ومجلسه كأوصياء علي الفن والإبداع، وهو ما فعله عندما فاجأ الجميع بالقول بغرابة شديدة أن مجلس النقابة سيقوم بتنظيم جلسات مشاهدة لأفلام الوجوه الجديدة قبل الموافقة علي منحهم تصاريح بالتمثيل، وهو القرار العجيب الذي يعني أن المجلس تحول إلي جهاز جديد للرقابة (!) ويعني من ناحية أخري أن المجلس لا يعرف شيئا عن العملية الإبداعية أو الصناعة نفسها؛ فالواجب عليه أن يمنح التصاريح للوجوه الجديدة قبل العمل وليس بعده، وإلا فليقل لنا: ماذا لو أنه اعترض علي الوجوه الجديدة، بعد تصوير الفيلم وإعداد نسخته النهائية للعرض؟ هل سيعترض علي منحه التصريح وبهذا يتسبب في إهدار أموال المنتجين ويوقف دوران عجلة الصناعة؟ عبث وعدم فهم ووعي غائب لا يبرره ادعاء المجلس والنقيب أن هناك نية لزيادة أجور العاملين في قطاع الإذاعة من أعضاء النقابة لأن هذا الوعد أيضا يصب في خانة "اللعبة الانتخابية"!!