هل تتجه منطقة الشرق الأوسط نحو حرب إقليمية جديدة؟ هذا التساؤل يفرض نفسه بقوة منذ اغتيال عماد مغنية القائد العسكري بحزب الله اللبناني، وما تلا ذلك من اتهام الأمين العام للحزب حسن نصر الله لإسرائيل بالضلوع وراء الجريمة وتهديده بشن حرب مفتوحة، وهو ما أخذته الدولة العبرية علي محمل الجد ورفعت درجة التأهب في صفوف قواتها علي امتداد الحدود مع لبنان. وقد جاء إرسال الولاياتالمتحدة للمدمرة "يو إس إس كول" إلي شواطئ لبنان ليعكس اندفاعا نحو المواجهة واستعراض القوة من جانب إسرائيل وحليفتها واشنطن ضد سوريا وإيران المتهمتين بدعم المعارضة اللبنانية وزعزعة استقرار المنطقة، وأعاد القرار الامريكي بارسال المدمرة كول قبالة السواحل اللبنانية بقوة في وسائل الاعلام اللبنانية التي اعادت مشهد الثمانينات الي الواجهة بعد نصف قرن من اخراج القوات الامريكية من بيروت. صحيفة النهار قالت في عددها الصادر أمس الأول ان الخطوة الامريكية فاجأت الاوساط الرسمية والسياسية اللبنانية خصوصا وان هذا القرار اتسم بالغموض حيث جاء من دون مقدمات واكدت الصحيفة ان التبريرات لم ترق حتي للاوساط الحكومية الموالية التي لم تكن علي علم بهذا القرار ولم يتم تبليغها من اي مسئول امريكي بهذه الخطوة. هكذا وفي وسط "المفاجأة"التي باغتت الموالين والمعارضة، فان هذه الخطوة ستترك اثرها حتما وتعيد خلط الاوراق الداخلية والخارجية. وقبل 4 ايام من زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس إلي إسرائيل وتحت ذريعة وقف التهديد السوري للبنان امرت الولاياتالمتحدة بإرسال سفينتها الحربية يو أس أس كول وسفينتين حربيتين الي قبالة السواحل اللبنانية بهدف "دعم الاستقرار الإقليمي" حسبما افاد مسئول رسمي أمريكي. وقال المتحدث باسم مجلس الامن القومي في البيت الابيض غوردون جوندرو ان بلاده "قلقة جدا من تعثر الازمة السياسية في لبنان"، وان "الخطوة تهدف الي "دعم الاستقرار خلال فترة زمنية بالغة الخطورة". وفي اول تعليق علي القرار الامريكي قال النائب عن حزب الله حسن فضل الله لصحيفة السفير أن الخطوة الأمريكية تثبت أن المواجهة الفعلية هي مع اصحاب القرار الفعليين في واشنطن. وقال فضل الله "ان محاولة الادارة الأمريكية دعم حلفائها في لبنان بأساطيلها وبوارجها الحربية هي تجربة أثبتت فشلها في الماضي ولن تؤدي اليوم لاخضاع هذا البلد للهيمنة الأمريكية". أضاف ان التلويح الأمريكي بالقوة العسكرية دليل فشل واستنفاد كل الضغوط السياسية لفرض الوصاية الأمريكية "ولئن كنا نحن ممن لا يؤخذ بالتهديد والتهويل فان ما يجري يريح المعارضة اللبنانية أكثر لأنه ينزع ما تبقي من أقنعة عن الأدوات المحلية التي يمثلها الفريق الحاكم ويثبت أن المواجهة هي أولا وأخيرا مع اصحاب القرار الفعليين في واشنطن". من جهته أكد رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون ان "امريكا لا تسعي وراء السيادة والاستقلال بل هي تريد لبنان معبرا لسياستها في الشرق الاوسط". وقال عون إن ارسال المدمرة رسالة لإظهار "قوة ردعية" الي دمشق لكنه اكد ان لا موجب لها طالما ان سوريا لا تريد الحرب مع الولاياتالمتحدة او اسرائيل. وقال ان الموالين والادارة الامريكية لا يريدان انتخاب رئيس للجمهورية بل الابقاء علي حكومة الرئيس فؤاد السنيورة.