وأكد استطلاع الوطنية الإسرائيلية للعام 2008 الذي كشف عنه في المؤتمر أن ثلثي الإسرائيليين اليهود يرون أنفسهم وطنيين كما كان في استطلاع العام 2007 وبأقل من وطنية الأمريكيين (72%) في استطلاع مماثل. وكشف الاستطلاع الإسرائيلي عن ارتفاع نسبة من يفضل الهجرة إلي بلد آخر ب6% في حين ارتفعت هذه النسبة ب10% العام الماضي قياسا مع 2006. ويعرّف الإسرائيليون -بحسب الاستطلاع- الوطنية بالارتباط بمنظومة قيم حسب الأهمية هي: حب البلاد، واللغة العبرية، والجاهزية للقتال من أجل الدولة، والتراث اليهودي، والقدس، والإقرار بأهمية احترام ذكري قتلي الجيش، والاعتزاز بالهوية اليهودية، والصهيونية، والتوراة، والعيش في البلاد، والاعتداد بالإنجازات العلمية والمشاركة في الانتخابات العامة. ويبين مقياس الوطنية أن تراجعا كبيرا طرأ علي رغبة الإسرائيليين في العيش داخل البلاد مقارنة مع العام الماضي (60% مقابل 64% العام الماضي و71% عام 2006)، في حين واصلت أغلبية كبيرة إبداء الجاهزية للقتال من أجل الدولة بينما تدني الاستعداد لدي جيل الشباب (25-44 عاما) بتشجيع أبنائهم بالبقاء في البلاد بنسبة 8% ووصلت هذا العام 75%. وشدد وزير الدفاع باراك علي ضرورة العودة إلي ما أسماه منابع المناعة القومية الكامنة بوحدة الجيش وتكافل الشعب وتقليص الفوارق الاقتصادية هجرة العقول ويؤكد 22% من الإسرائيليين ميلهم للهجرة من البلاد نتيجة الوضع الاقتصادي والأمني المتدهور والفساد والتطلع لحياة أفضل من ناحية العمل والتعليم علي المستوي الشخصي خاصة لدي قطاعات اليسار. ويكشف التقرير أن 24% من أصحاب الثقافة الجامعية يفكرون بالهجرة وأن ربع الأغنياء يفكرون بذلك أيضا كما كان في العام الماضي، ويلفت إلي أن العلمانيين يميلون أكثر من المتدينين للهجرة ويؤكد 86% من الإسرائيليين أنهم لا يرون في حيازة إيران القنبلة النووية سببا للهجرة. وبحسب الاستطلاع فإن حرب لبنان 2006 باتت أقل تأثيرا علي العلاقة العاطفية بين الإسرائيليين وبين الدولة قياسا بالعام الماضي، ويظهر أن منسوب الفخار بالهوية الإسرائيلية عاد إلي ما كان عليه قبل الحرب بعدما تراجع العام الماضي. ويظهر مقياس الوطنية الجديد الذي شمل عينة نموذجية مكونة من 800 مستجوب في ديسمبر الماضي أن هناك اعتزازا باليهودية أكثر من الهوية الإسرائيلية. ويفاخر الإسرائيلي بالدرجة الأولي بحسب مقياس الوطنية بالإنجازات التقنية والعلمية والاقتصادية وبقوات الأمن والتراث الثقافي والقيمي، في حين يحظي جهاز التعليم والبرلمان بأقل تقدير بينما يظهر البالغون هذا الفخار أكثر من الشباب. الموقف من القدس وبمناسبة ستة عقود علي إقامة إسرائيل، يميل الإسرائيليون إلي تثمين نجاحات الدولة وسط تحفظات كثيرة، ويعتبرون المحافظة علي بقائها وحمايتها عسكريا النجاح الأبرز، بينما يرون في المساواة الاقتصادية أقل المجالات نجاحا. ويكشف الاستطلاع العلمي عن استمرار تدني أهمية القدس في السنوات الأخيرة عاصمة موحدة لإسرائيل، ويظهر بقاؤها رمزا هاما أو قيمة مركزية بالنسبة للإسرائيليين، وسط ارتفاع حجم التأييد لتقسيمها ويشير إلي أن 42% منهم يعزون إليها أهمية تاريخية و25% يرون أهميتها الدينية و6% منهم يولونها أهمية سياسية و4% من الناحية الأمنية. وأظهر الاستطلاع أن سكان الأطراف في إسرائيل أكثر وطنية من سكان المركز، وأن اليهود المتدينين الوطنيين وأصحاب المواقف اليمينية والأغنياء والذكور أكثر وطنية، في حين أكد فلسطينيو 48 علي قوميتهم العربية ومن ثم علي وطنيتهم الفلسطينية وعلي "وطنيتهم الإسرائيلية" أخيرا. يشار إلي أن وزير الدفاع إيهود باراك لفت خلال المؤتمر إلي أن أوساطا إسرائيلية تعزو تشوش الناحية القيمية في إسرائيل إلي الفساد وتدني مستوي التعليم وغياب التسوية مع الفلسطينيين وفقدانهم الثقة بالسياسيين. واعتبر ذلك "واقعا مؤلما"، داعيا إلي قيادة حقيقية تقدر علي مواجهة المشاكل باستقامة وذكاء وشجاعة وقوة. وشدد باراك علي ضرورة العودة إلي منابع المناعة القومية الكامنة بوحدة الجيش وتكافل الشعب والتشديد علي قيمة الخدمة العسكرية ومحاربة التهرب منها، وتقليص الفوارق الاقتصادية وتعزيز سيادة القانون.