أكثر ما آلمني في قضية الشباب العائد في توابيت خشبية بعد غرقه أمام السواحل الأوروبية ان هؤلاء الشباب لم يرتكبوا ذنبا أو جريرة أو جريمة وكل ذنبهم أنهم حاولوا الفرار أو الهجرة إلي بلدان توفر لهم العمل وحياة كريمة بسبب عدم وجود هذه الفرصة في وطنهم بسبب البطالة والتي باتت من الظواهر السلبية الكبيرة الآن في مجتمعنا المصري وحسب ما تشير به التقارير الحكومية فهناك أرقام كبيرة من الشباب العاطل وإن كانت حتي هذه الأرقام الحكومية لا تعبر عن الأرقام الحقيقية الموجودة بالفعل لذلك أصبح حلم الشباب الآن الهجرة إلي الولاياتالمتحدة أوأية دولة من دول الاتحاد الأوروبي للعمل ثم الزواج من فتاة من فتيات هذا البلد لضمان الاقامة والاستقرار في العمل ثم الحصول علي جنسية هذه الدولة. وعبر الإيميل سألت صديقا لي مهاجرا إلي الولاياتالمتحدة منذ أكثر من عشر سنوات عن أحوال العمل والأجر في الولاياتالمتحدة وهل يريدون مهاجرين اليهم أم لا؟ فقال لي ان العمل هناك متوافر بشكل كبير لمن يريد ان يعمل وأي عمل في الولاياتالمتحدة مهما كان صغيرا سيوفر لصاحبه حياة جيدة هناك ويستطيع الادخار منه ايضا ثم اكمل وقال الحقيقة الشباب المصري مظلوم فلو سافر إلي الولاياتالمتحدة أو أي بلد أوروبي سيجد المال والعمل ثم أضاف وقال علي من يريد الهجرة أوالسفر أوالعمل إلي أي بلد لابد ان يتحدث لغة هذه البلد أولا وبطريقة جيدة قبل سفره وأن يؤهل نفسه علي مهنة أو حرفة مطلوبة في البلد التي يريد الهجرة اليها. ومع التقدم التكنولوجي السريع في جميع المجالات تميل الحكومات الأوروبية الآن إلي فتح أبواب الهجرة لمن حصلوا علي تكوين تكنولوجي وخبرة علمية في بعض المجالات الانتاجية أو الخدمية وهذا يعني ان الاتحاد الأوروبي سيرحب بأي شخص موهوب ويملك الخبرة بدءا من مجال العلوم والطب إلي كرة القدم. أما عن الدراسات التي أجرتها مراكز البحث الأوروبية فأكدت أنه خلال الفترة 2010 - 2030 سيفقد الاتحاد الأوروبي عشرين مليونا من الأيدي العاملة نتيجة لعدم اقبال الأوروبيين علي الانجاب ويؤدي ذلك إلي الانخفاض المستمر في عدد السكان في بعض الدول الأوروبية ومع انخفاض الانجاب وارتفاع مستوي العمر وزيادة المسنين الذين لا يعملون ولا ينتجون بل ويعتمدون علي غيرهم من الانتاج والخدمات سيحتاج الاتحاد الأوروبي إلي تعويض هذا العدد المفقود ولذلك ترك الاتحاد الأوروبي لكل بلد وضع القوانين التي يراها مناسبة له لاستجلاب المهاجرين ولذلك إذن فهم يريدوننا ونحن نريد الهجرة اليهم ونضل الطريق ولابد لنا من أخذ نصيبنا من الكعكة وعدم تركها للبلدان الأخري والتي تعاني من نفس مشاكلنا وفي النهاية اترك حل هذه المشكلة للسادة المسئولين وبعض الوزارات والتي أعلنت منذ اللحظة الأولي بعدم مسئولياتها عما حدث لهؤلاء الشباب.