أعرب المراسل الصحفي ياروسلاف تروفيموف مؤلف كتاب " حصار مكة : الانتفاضة المنسية في الحرم المكي وميلاد القاعدة " عن اعتقاده بأن انتفاضة مكة التي اندلعت في 20 نوفمبر 1979 كانت السبب الرئيسي وراء شن هجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية والتي بدورها دفعت الولاياتالمتحدةالأمريكية إلي إعلان الحرب علي الإرهاب في كافة بلدان العالم التي تحكمها أنظمة متطرفة. وأضاف تروفيموف الذي يعمل حاليا مراسلا لصحيفة " وول ستريت جورنال " أن انتفاضة مكة مثلت أول مخطط ينفذه ما وصفه بحركة " الجهاد العالمية " مشيرا إلي أن الطريقة التي تعامل بها النظام السعودي لاجهاض هذه المخططات خلفت أثرا عميقا في نفس زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الذي كان آنذاك في عنفوان شبابه. وأوضح أن هذه الأحداث كانت أحد العوامل التي لعبت دورا بارزا في تشكيل أفكار بن لادن المتطرفة ودفعته إلي رؤية الأسرة المالكة في السعودية علي أنها مجموعة من المرتدين أو اعداء الإسلام. علي الجانب الآخر أسفر رد الفعل السعودي وطريقة تعامل النظام الحاكم مع الانتفاضة من خلال محاولة شراء الشيوخ المتطرفين وتمويل حملات لنشر الإسلام المعتدل بدرجة مبالغ فيها إلي خلق جيل من الشباب والكوادر المنتمين للقاعدة. وبالتالي - والكلام علي لسان تروفيموف - كانت انتفاضة مكة هي الشرارة التي أحرقت الولاياتالمتحدة عام 2001. وإبان الفترة التي شهدت محاولة الانقلاب علي النظام الحاكم في السعودية فرضت السلطات هناك حالة من التعتيم علي كافة الأخبار التي تمت بصلة لمخططي الانتفاضة أو التفاصيل المتعلقة بالأحداث التي وقعت. وخلال عملية الحصار التي صاحبت محاولة الانقلاب لم يكن يسمح لأي مراقب مستقل دخول المدينة بل وفرضت السلطات السعودية طوقا أمنيا علي جدة والرياض مما حال دون دخول المراسلين الأجانب للمدينتين. ويصف تروفيموف حالة الهلع التي كانت تسيطر علي المواطنين في مكة والتي لم يكن مبعثها الخوف من منفذي الانقلاب بقدر ما هي نابعة من الخوف من السلطة نفسها.