قال مسئول نفطي إيراني بارز أن إيران ستبيع للحكومة العراقية المدعومة من الولاياتالمتحدة وقود تدفئة يحتاجه العراق بشدة وذلك رغم محاولات واشنطن عزل الجمهورية الإسلامية. وقال حسين كاظمبور اردبيلي وهو مستشار رفيع لوزيري النفط والخارجية الإيرانيين أنه ينبغي للولايات المتدة مساندة الجهود الرامية لتوسيع نطاق التعاون بين البلدين الجارين. وقال كاظمبور "لا يمكننا تجاهل الأمريكيين في العراق ولكنهم أيضا لا يمكنهم تجاهلنا، إذا أرادوا أن يسود الهدوء والسكينة المنطقة فلا يمكنهم تحاشي إيران". وتتهم واشنطنطهران باستخدام برنامجها النووي كستار لتطوير أسلحة نووية وهو اتهام تنفيه إيران. وتحسنت العلاقات الدبلوماسية بين إيران والعراق منذ انتهاء حربهما الدامية التي استمرت ثماني سنوات وانتهت عام 1988، ويقول مسئولون إيرانيون أن بيع الوقود يمثل أول خطوة نحو توطيد أواصر العلاقات التجارية. وقال مسئول نفطي عراقي إنه لم تجر معاملات نفطية رسمية بين الخصمين السابقين منذ الستينيات عندما اشترت بغداد امدادات محدودة من وقود الطائرات. ومن شأن إحياء تجارة المنتجات النفطية بين البلدين أن يمهد الطريق أمام تبادل النفظ الخام علي نطاق واسع والتطوير المشترك لحقول النفط. وقال كاظمبور "ما نفعله مع العراق هو اغتنام فرصة كنا ننتظرها منذ وقت طويل حيث أن إقامة علاقات جيرة طيبة مع العراق كان دائما هدف إيران". وأضاف ان العراق يتسلم خلال هذه الأيام شحنة من كيروسين وغاز البترول المسال الإيراني تم سداد ثمنها نقدا بأسعار السوق العالمية. وذكر مسئول عراقي رفيع طلب عدم الكشف عن اسمه أن العقد الذي يسري لمدة 12 شهرا ويبدا العمل به من ديسمبر ينص علي شحن عشرة آلاف طن شهريا من غاز البترول المسال عبر الحدود أو نقلها بحرا من إيران. ولم تأخذ واشنطن أية خطوة لعرقلة تجارة المنتجات النفطية التي يحتاجها العراقيون بشدة في شهور الشتاء ولكن كاظمبور قال إن الولاياتالمتحدة قد لا تعطي الضوء الأخضر لمزيد من الخطط الطموح بين الجارين. ومضي قائلا "فيما يتصل بمبادلة (النفط الخام) لست واثقا من أن الأمريكيين سيسمحون بذلك، لكن العرض قائم وسينفذ في حالة الاتفاق علي تفاصيله". ويمثل تبادل النفط عرضا مغريا لمجلس الحكم العراقي المدعوم من الولاياتالمتحدة والذي تقوض أعمال التخريب في خط أنابيب النفط الشمالي الرئيسي خططه للعودة إلي الأسواق العالمية. وقال كاظمبور إنه في إطار عملية التبادل قد يتم ضخ ما يصل إلي 700 ألف برميل يوميا من خام البصرة العراقي الخفيف إلي مصافي إيرانية منها مصفاة عبدان في الجنوب الغربي، وستباع كمية مماثلة من الخام الإيراني الخفيف من مرفا جزيرة خرج. لكن كاظمبور يري إمكانية لعلاقة أوثق من خلال التعاون في تطوير حقوق نفط تمتد عبر حدود البلدين وذلك إذا سمحت الظروف.