بينما أسير في طرقات الكلية إذا بمجلة حائط خطها الطلبة وبها حديث عن الرسول صلي الله عليه وسلم، مغزاه أن المرأة التي تتعطر وتتزين أمام الرجال فهي زانية ومن يراها فهو زان... بهت ووقفت مشدوهة ثم ناديت علي الطلبة المسؤلين عن هذه المجلة وسألتهم عن الحديث وناقشتهم في أن تلك القضية مغلوطة لأن الزنا يحتاج إلي اربعة شهود عدول ثم إلي إثبات عملي ثم انه اتهام يهتز له عرش السموات لأن من يرمي المحصنات في الدرك الأسفل من النار..... ثم مرت السنوات وإذا بذات الموقف يتجدد، ففي أحد فقرات برنامج القاهرة اليوم الذي يذاع علي قناه أوربت يوم الاثنين 30/4 ناقش الدكتور محمد سليم العوا قضية الأحاديث النبوية الصحيحة والضعيفة والمغلوطة من خلال فقرة في البرنامج وأشار سيادته إلي ذات الحديث وأكد صحته بل وأضاف أنه من الأحاديث التي تدعو إلي الفضيلة وتنهر الرذيلة... وبعد انتهاء الفقرة قابلت الدكتور في غرفة الضيوف وقلت له إن هذا الحديث يحتاج منه إلي أعاده قراءة منهجية وعلمية في ضوء المرجعية الأساسية الا وهو القرآن الكريم والذي يطالب في خطابه المرأة والرجل بغض البصر، وسألته هل هذا الخطاب والأمر الالهي موجه للرجل فقط أم انه موجه للمرأة والرجل، ومن ثم فأن المرأة أيضاً تغض البصر ومن هنا فأن الرجل يعد مثيراً للمرأة بل وأضفت أن هناك أبحاثا علمية تقر بأن المرأة تتأثربل وتثار بالعطر وأن الرائحة مثيرة للمرأة أكثر منها للرجل وطلبت منه أن يقرأ تلك الأبحاث العلمية وأضفت أن المرأة كائن بشري لديه كل مقومات الأنسانية ورغباتها في الحياة مثلها مثل الرجل ولكن الرجل فسر الحياة وهيأها لصالحه ولمصالحه ومن ثم فإن أعادة قراءة الموروث الوضعي بحاجه إلي منهجية بحث علمي بين العلم والدين في بوتقة أنسانية لصالح المجتمع والفرد... ولكني لم أحصل علي وسيلة اتصال بالدكتور سليم العوا ورفض ان يجري حوارا حول هذا الموضوع، وأنا معه أنه موضوع لا يستحق النقاش والحوار لأن العطر من سمات المرأة فهي عطر الحياة وبهجتها ولأن الزهور وعبقها جزء من اشكالية الحياة التي خلقها المولي عز وجل ولأن الرائحة الكريهة للمرأة والرجل ضد الطبيعة البشرية وهي ذات الرائحة التي جعلت نساء الرسول يحكن مؤامرة ضده بسبب الغيرة التي كانت بين النساء حين تزوج الرسول من زينب بنت جحش فاشتعلت نيران الغيرة النسائية وادعين أن رائحة الرسول عليه الصلاة والسلام مغافير و هي رائحة كريهة لسائل صمغي يشبه العسل فأنزل الله سوره التحريم ليبدل الرسول نساء غيرهن إن شاء.... المنهجية العلمية في البحث هي التي دعتني لأن أناقش هذا الحديث ولأن التليفزيون جهاز اعلامي يبث مفاهيم ترجع بنا مئات السنين. ففي العصر الذي تعرض فيها علي القنوات المحلية والفضائية اعلانات مزيلات العرق والعطور الفاخرة نجد أن حديثاً وفقرة مثل تلك علي لسان عالم جليل تثير البلبلة بين الشباب والفتيات ولو ترجمت إلي لغات أجنبية ينظر إلينا الغرب بتخلف شديد ويتهمنا بعدم النظافة الشخصية وأن ما يشغل علماءنا الأجلاء وأعلامنا هو قضية العطر النسائي وعلاقته والزنا والخطيئة ونترك أموراً أكثرقيمة وأهمية تتعلق بالمجتمع والسلوك وفضايا الرشوة والفساد والسرقة والواسطة وكل موبقات المجتمع العربي والتي أودت بنا إلي أن تكون مصر مثلاً في المرتبة السبعين من حيث الواسطة والفساد علي مستوي العالم، فهل من المنطقي ان نناقش موضوعا مثل هذا ونغفل قضايا أكثر حيوية وأهمية مثلما حدث للمصريين وللعرب من تدن في المستوي العلمي والأخلاقي والفكري بحيت إنه أصبح ما يهم المواطن أوالمشاهد العربي هو أن يناقش قضية العطر والمرأة والزنا كدليل علي صحة الأحاديث النبوية وهل فرغت الأحاديث مما يثير فينا النخوة والصحوة ويحفز العقل البشري العربي للمنهجيه العلميه والموضوعية والأنتاجية حتي لا نكون مثل الذي يكتفي بالمظهر ولا يري الجوهر ويرتدي اقنعة التدين ومظهرية الأداء ولكنه يؤمن أن تلك نقرة وهذه أخري... الحوار العلمي البناء هو الايمان الحقيقي بأهمية الدين في تنقية السلوك البشري من الشوائب "انما يخشي الله من عباده العلماء" صدق الله العظيم...... العلماء هم الذين يعرفون الله بأبصارهم ويصيرتهم وهم الذين يخرون سجداً مسلمين له وجوههم عن إيمان ويقين... المرأة هي عطر الحياة ومن تتعطر فانها تهتم بنظافتها ووجودها مثلها مثل الرجل حين يأخذ زينته عند كل مسجد فيتعطر بالمسك والطيب فهل هذا حق ذكوري أم أن الزينة للرجل والمرأة عند كل مسجد وفي كل وقت.... ولحديث النساء بقية.....