تأملت للحظة الساحة السياسية الحزبية في مصر. تراءي لي أن المطلب الرئيسي للأحزاب من الناحية السياسية يتركز في ثلاثه أمور: 1- الديمقراطية. 2- تداول السلطة بشكل سلمي وديمقراطي. 3- ألا تستمر السلطة في يد واحدة عشرات السنين أو مدي الحياة وألا تورث. نظرت الي أحزاب المعارضة المطالبة بهذه المطالب وخاصة القديم منها مثل الوفد والتجمع والناصري وغيرها وسألت نفسي: هل تدار هذه الأحزاب من الداخل بطريقة ديمقراطية؟ فكانت الإجابة: لا. هل يتم تداول السلطه سلميا داخل الحزب؟ فكانت الإجابة: لا. والتاريخ الحديث لحزب الوفد وهو أعرق أحزاب المعارضة يشهد علي هذا. هل سلطة الزعيم أو رئيس الحزب مقصورة علي سنوات معينة يتم تغيير الزعيم بعدها؟ فكانت الإجابة: بلا. فالقيادة لا تتغير لسنوات طويلة بل قد لا تتغير إلا بوفاة الزعيم كما حدث مع فؤاد سراج الدين. وكما نري فؤاد محيي الدين ورفعت السعيد يحتفلان بالعيد ال 31 علي تأسيس حزب التجمع وهما لا يزالان علي رأسه منذ أنشائه. ليس من الصعب أن نري أن متوسط أعمار زعماء الأحزاب كلها في مصر يقارب الثمانين وليس هذا دليلا علي تمتع شيوخ مصر بالحيوية حتي الموت أطال الله أعمارهم جميعا ولكن دليل علي أن الزعيم يبقي زعيما مدي الحياه مترسخ في السياسة المصرية والمعارضة لا تختلف في هذا عن الحزب الحاكم. هنا يجب أن نتساءل. هل نتوقع أن تنفذ هذه الأحزاب تلك المطالب السياسية التي تطالب بها إذا ما هي أمسكت بزمام الحكم بينما هي لا تنفذها في عقر دارها وفي إدارة شؤنها الداخلية؟ لا أظن والأمر لا يدعو للتفاؤل للأسف. فلا المعارضة ولا الحزب الحاكم يتمتع بأي درجة من الديمقراطية في إدارة شئونه. وأقصد هنا الديمقراطية الفعلية وليست الصورية. فما الحل إذا؟ يجب أن تكون البداية من داخل الأحزاب نفسها وهي البيوت التي تسعي للديمقراطية ولأن تحكم بديمقراطية. عليها بتطبيق هذه المبادئ داخليا أولا وهذا ينطبق علي كل الأحزاب بلا أستثناء. يجب أن يكون نظام الأحزاب الداخلي ديمقراطياً واختيار القيادات والزعامات يتم بطريقة ديمقراطية وكذلك وضع برنامج الحزب. ثم أن تكون الزعامة لفترة زمنية لا تزيد عليها ويتم تداول السلطة داخل الأحزاب سلميا وديمقراطيا. عندما يتم هذا يمكن أن نأمل في حياه حزبية ديمقراطية حقيقية وأن تحكم هذه الأحزاب ديمقراطيا عندما تمسك بزمام الحكم.