تابعت باهتمام كبير مثل غيري من ملايين المهتمين داخل مصر وخارجها وقائع الدورة الثلاثين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وهو المهرجان الذي شهدته القاهرة خلال الفترة الممتدة من 28 نوفمبر إلي 8 ديسمبر الجاري وتشرف عليه وزارة الثقافة المصرية ووزيرها الفنان المبدع فاروق حسني. ولعلي أقول وبعد متابعة دقيقة للمهرجان وبدون مجاملة لأحد أن مهرجان هذا العام قد جاء مختلفًا عن السنوات الماضية مع احترامي وتقديري للدورات الماضية ومسئوليتها وما كان بها من إبداع حقيقي فالحق أن المهرجان في دورته الثلاثين قد جاء مبدعًا ومبهرًا في كل شيء ربما بداية من شعاره الذي جاء علي هيئة مفتاح الحياة الشهير "عنخ" في مصر القديمة صاحبة الحضارة المجيدة والتي حملت للعالم مشاعل التنوير منذ أقدم العصور، وليس نهاية بإهداء هذه الدورة إلي روح الأديب المصري العالمي الراحل الأستاذ نجيب محفوظ الذي قدمت له السينما المصرية الكثير من الأعمال السينمائية الجادة والتي كانت خير تعبير عن واقع المجتمع المصري لبعض شرائحه في كثير من المراحل التاريخية المختلفة التي عاشتها مصر. لقد سعدت كثيرًا حينما علمت أن إدارة المهرجان قد تشكلت من فريق عمل جاد يرأسه الفنان القدير عزت أبو عوف وهو الفنان المبدع الذي عرفناه جميعًا فنانًا مصريا أصيلاً ملتزمًا بقضايا الوطن، وكذلك رجل الأعمال المعروف المهندس نجيب ساويرس راعيا رسميًا للمهرجان وهو الرجل الذي يثبت لنا كل يوم - مع غيره من رجال الأعمال الشرفاء - انه رجل أعمال وطني يؤمن بليبرالية وطنية تعمل لصالح الوطن وأبنائه، وأيضًا رجل الأعمال عمرو بدر سكرتير عام المهرجان يشاركهم الفنان العالمي المحبوب عمر الشريف رئيسًا شرفيًا للمهرجان بالاضافة إلي دينامو المهرجان السيدة سهير عبد القادر نائب رئيس المهرجان والتي كانت كعادتها سيدة نشيطة لا تعرف إلا الدقة عملا والنجاح نصيرًا. واسمحوا لي أعزائي القراء وبعد أن حقق المهرجان نجاحًا واضحًا أن اقول أن نسبة كبيرة من هذا النجاح إنما ترجع إلي قيمة الحب التي جمعت الكل من فنانين وفنانات ورجال أعمال هو الحب الذي يبني ولا يهدم ولا يعرف إلا معني العطاء، وهو حب لا ينتظر المقابل. كما يرجع النجاح في جانب مهم منه إلي ذلك التضامن الذي شاهدناه بين الثقافة والمجتمع المدني، ولعله الأمر المتعارف عليه في كثير من الدول المتقدمة التي يؤمن رجال الأعمال بها بأهمية دورهم بل حتمية مشاركتهم في تنمية مجتمع اتهم باعتبارهم جزءاً من نسيج المجتمع الذي ينتمون إليه، وأن التنمية الاقتصادية الحقيقية للمجتمع إنما تتلاقي مع التنمية الاجتماعية والثقافية إذ انها منظومة مجتمعية متكاملة تتشابه وأعضاء الجسم في تعاونها من أجل تحقيق أفضل اداء للإنسان ولصالح الانسان. انه لا يسعني إلا أن اقول لهؤلاء الذين شاركوا في نجاح هذا المهرجان: شكرًا.. نعم.. إنها كلمة شكر واجبة تجاه من رفعوا رأس الثقافة المصرية بل ورأس مصر عاليًا.. وحقًا إن مصر بخير بوجود هؤلاء الشرفاء من أبناء الوطن، وحقًا فإن الحب أساس متين لكل نجاح ينشده الانسان ويتطلع إليه. أمين عام جمعية محبي مصر السلام مستشار الاتحاد العام للمصريين بالخارج