حادث غريب تعرض له الفنان والمخرج والأستاذ الأكاديمي د. سناء شافع يري البعض أنه يدخل في سياق التشويه المتعمد لشريحة الفنانين، عبر اتهامهم الدائم والمستمر بارتكاب الموبقات، وتعاطي المخدرات، بينما يؤكد آخرون أن ما يجري بين أصحاب هذه الشريحة أمر عادي لكن الاختلاف في كونها تحت الأضواء، وبالتالي لا يترك الإعلام ثغرة دون تسليط الأنظار عليها، وعلي صاحبها، وآخرها ما تعرض له د. سناء شافع، وأثار ضجة وصلت إلي حد القول إن ثمة مؤامرة ضده لكونه مرشحا لنيل جائزة الدولة التقديرية، ولأنه كرم في مهرجان دمشق المسرحي في دورته الأخيرة! "نهضة مصر الأسبوعي" لم تجد غير د. سناء شافع وحده لتستوثق منه حقيقة الواقعة التي اتهم فيها بتعاطي المخدرات في الطريق العام فقال: حقيقة الأمر أنني وصديقان آخران كنا في مدينة نصر لنتناول طعام الغداء، ولما كان الطريق مزدحما بدرجة كبيرة، أشار أحدهما علي أن نسلك الطريق الدائري، ولأنني قليل الخبرة، والدراية، في شيئين: الاحتفاظ بالأوراق المالية، والتعرف إلي الطرق المرورية، فوجئت في أول الطريق الدائري بضيق في التنفس شعرت أنه بوادر جلطة قلبية مفاجئة، وعلي الفور توقفت في الطريق لاتنفس بعض الهواء، وفتحت نوافذ سيارتي، وأثناء هذا فوجئت بأحد الضباط يطالبني برخصة القيادة والبطاقة الشخصية، وبدوري طلبت منه أن يبرز "الكارنيه" الخاص به كضابط، ويبدو أنني أغضبته بسبب هذا الطلب بعدما احتدم النقاش بيننا، وتحول إلي مشادة انتهت باقتيادي إلي قسم ثان شبرا الخيمة، وهناك تم احتجازي طوال الليل، ومعي صديقاي، وقيل لي إن الضباط في اجتماع مع السيد مدير الأمن (!) وأبلغت بعدها أنني سأعرض علي وكيل النيابة في صباح اليوم التالي، وأيقنت لحظتها أن ثمة أمرا غريبا يحدث في الخفاء بدليل "المحضر المضروب" الذي سيعرض علي وكيل النيابة، حيث لم يجر أحد أي تحقيق معي داخل القسم. ما التهمة التي وجهت إليك؟ تعاطي المخدرات في الطريق العام، وهي تهمة ملفقة ومن السهل عليهم تحريز بعض المواد المخدرة، واتهامي بتعاطيها، والطريف أنهم قالوا بوجود "سرنجات بها سائل أحمر" تحت المقعد الخلفي للسيارة، وكانت المفاجأة عندما عاين وكيل النيابة السيارة أنها طراز 2006 حديث، وليست من النوع القديم الذي يسمح بوضع أي أشياء أسفل مقعدها الخلفي. ومع هذا حكم علي بأربعة أيام علي ذمة التحقيق. كيف استقبل الوسط الفني الاتهام والواقعة؟ كان موقف د. أشرف زكي رئيس البيت الفني للمسرح، ونقيب الممثلين، مشرفا للغاية، مشهودا ويستحق مني الشكر والتقدير؛ إذ لم يتركني لحظة واحدة، وكلف مكتب فريد الديب المحامي بمتابعة القضية، كما قام اتحاد النقابات الفنية برئاسة السيد راضي رئيس اتحاد الفنانين، ود. فوزي فهمي بتوكيل المحامي جمال الصاوي للدفاع عني، وفي موقف مشرف للفنانين فاروق الفيشاوي وصلاح السعدني وآثار الحكيم بادروا جميعا بإرسال المحامين الخاصين بهم للدفاع عني، وكانت النتيجة وجود خمسة محامين ترافعوا وأثبتوا في دفوعاتهم أن القضية ملفقة، وأكدوا استحالة وجود متهم أدمن المخدرات 4 أيام في الحجز دون تعاطي المخدر أو الجرعة، وكان قرار قاضي المعارضة بالإفراج عني بكفالة قدرها 5 آلاف جنيه، بينما أمر المحامي العام بالإفراج عن السيارة، وتسليمها فورا إلي صاحبها. هل دار في ذهنك، لحظة، أن ما حدث يخفي وراءه مكيدة ضدك؟ لا أستطيع أن أجزم بهذا، لكنني مندهش لتوقيت تفجير هذه القضية عقب ترشيحي لنيل جائزة الدولة التقديرية في المسرح وتكريمي كأفضل مخرج مسرحي في مهرجان دمشق للمسرح في دورته الثالثة عشرة التي اختتمت الشهر الماضي.