د. أحمد يحيي: أستاذ الاجتماع السياسي بجامعة قناة السويس يعاني الإنسان المصري في هذه الظروف التي تمر بها البلاد عدة مشكلات من شأنها التأثير علي حاضره ومستقبله، فمع ضعف مستوي المعيشة وانفلات الأسعار، وعدم وجود أي قدر من التوافق بين الدخول والاحتياجات ومشكلات الأولاد في التعليم من دروس خصوصية وغيرها، وضعف العلاقات الاجتماعية وانهيار النسق القيمي السائد بين الشباب الذي يسعي إلي إثبات ذاته عن طريق العلم الذي لا يوفر له أي قدر من الأمان المستقبلي، كل ذلك يؤدي إلي دفع هؤلاء المواطنين إلي طريقين لا ثالث لهما هما التطرف نحو التدين الزائف أو نحو سلوك البلطجة والمخدرات وغيرها من الانحرافات الاجتماعية الأخري. ونجد أن مشكلة البطالة تساهم في تفاقم هذه المأساة الحقيقية، فمن غير المعقول أو المقبول أن يوجد في مصر الآن 10 ملايين عاطل و9 ملايين عانس و4 ملايين مطلق علاوة علي وجود 40% من الشعب المصري ما بين فقير وتحت خط الفقر، والسؤال هنا والذي يطرح نفسه إلي متي يمكن للشعب المصري تحمل هذه الأوضاع خاصة الشباب منه؟! ومن ثم فإن الأمر ينذر بخطر كبير قد يتحول في النهاية إلي صراع اجتماعي أو ثورة للجياع وقد يؤدي أيضا إلي عصيان مدني تجاه السلطة التي لا تشعر بتلك المعاناة وتوقفت عند ثقافة التبرير، فكل ما تقوم به الحكومة لصالح الشعب كما تصرح وتدعي لا يشعر به المواطن ولا يعود عليه بأي قدر من التحسن في حياته. وفي نظرة واقعية إلي مستوي التعليم أو الخريجين والعلاج الطبي بالمستشفيات الحكومية وكذلك مستوي المعيشة المنزلية تؤكد أن الفقير ليس له حق الحياة.