من الممكن ان أوقع للأهلي وأرتدي الفانلة الحمراء.. هذه الكلمات المقتضبة التي قالها حازم إمام كابتن منتخب مصر ونادي الزمالك فجرت عن مفاجأة مدوية، تؤكد ان البيت الابيض يعاني من عدم ثبات لمعاييره خاصة وان حازم إمام ينتمي لعائلة جذورها تضرب في أعماق القلعة البيضاء، وهو اللاعب الاوحد في مصر الذي لا تنطبق عليه أي قواعد للاحتراف، وان ارتداءه الفانلة البيضاء أمر من المسلمات ولا يمكن التشكيك فيه. ولكنه بتصريحاته الأخيرة اكد ان الامور داخل نادي الزمالك مقلوبة رأساً علي عقب ولاتوجد ثوابت، واصبح أي شيء مستحيل يمكن حدوثه في نادي الزمالك في ظل غياب الاستقرار والهدوء، ولم يعد هناك كبير أو حدود لأي شيء. ويري البعض ان ماقاله حازم ما هو إلا تعبير دقيق لحالة الاحباط واليأس التي تسيطر علي كل ماهو داخل نادي الزمالك التي اصبحت حالة مزمنة وليست مؤقتة ولا أمل في حلها أو التخلص منها. وان الزمالك في طريق اللاعودة ويحتاج لحلول جذرية لجميع مشاكله المالية والادارية. ولكن فيما يخص حازم تحديداً وإمكانية انتقاله فقد اكد الخبراء ان الاحتراف لايعترف بميول أو جذور وإنما بالواقع فقط. في البداية تحدث حمادة إمام نائب رئيس نادي الزمالك الاسبق ووالد النجم حازم إمام فقال ان نجله حر في اختياراته، ولايمكن ان يتدخل في شئونه لعدة اعتبارات اهمها أن حازم ليس صغيراً ويملك من الخبرة ما يجعله قادراً علي اختيار الافضل بالنسبة له. اضاف ان ما ردده عن موافقته باللعب للأهلي اذا كانت هناك مفاوضات بينه وبين النادي الأهلي، فهو ليس مجرد تهديد وإنما أمر واقع لانه يري انه مازال قادراً علي العطاء ويرفض ان يتم اجباره علي الاعتزال. اشار ان اللاعب هو ترمومتر نفسه وطالما انه صاحب تاريخ وله نجوميته فيجب ان تتم معاملته بأسلوب نفسي خاص لاسيما انه كابتن الفريق في ذات الوقت، واللاعبون ينظرون إليه علي انه المثل الاعلي والقدوة. وبالنسبة لحازم فأعتقد ان مايقوله شيء ناجم عن ضغط نفسي وكبت من سوء المعاملة، وهو يحتاج إلي وقت فقط حتي تنتهي هذه الأزمة وبعودته لهدوئه واستقراره سيغير رأيه بمجرد ان يعود للمران ويجد المعاملة التي تليق به. ونفي حمادة إمام ان يكون له دور في هذه الأزمة من قريب أو بعيد حيث قال لا اتدخل بالرغم من كوني عضواً في لجنة الكرة، وبالرغم من صداقتي المتينة بممدوح عباس رئيس النادي إلا ان الاحتراف ليس له علاقة بالنواحي الشخصية، ثم ان حازم امام ليس طفلا صغيراً حتي أتدخل في شئونه. وتناول الدكتور كمال درويش رئيس نادي الزمالك الأسبق اطراف الحديث حيث قال ان الاحتراف لايعترف بالعواطف والارتباط العائلي، وإذا حدث ان تلقي حازم إمام عرضاً لائقاً من النادي الأهلي ووجد انه سيحقق له طموحه ووافق فلا حرج أو عيب في هذا. اضاف وهذا الأمر يمكن ان يحصل في أي نادٍ في العالم ان يترك نجم الفريق وقائده ليلعب في صفوف منافسه طالما ان هذا الأمر سيعود عليه بالفائدة. وقال بالنسبة لحازم امام تحديداً فأستبعد أن ينفذ تهديده ويوقع للأهلي بالفعل، لأنه من خلال خبرتي اري أن ماقاله ناجم عن نرفزة ومحاولة للتخلص من العبء النفسي الذي يعاني منه نتيجة المعاملة السيئة التي يلاقيها. اشار إلي ان حازم امام له اخلاقياته والتزامه علي مدار ارتدائه الفانلة البيضاء. اضاف ان المشكلة ليست أزمة بين لاعب ومدرب، وانما هي أزمة ادارة لان أي مجلس ادارة يجب ان يتدخل من وقت لآخر في فض الاشتباك بين اللاعبين والجهاز الفني لحماية اللاعب من جانب، وكذلك للحفاظ علي هيبة الجهاز الفني من جانب آخر، والاهم من هذا ان يشعر الطرفان بأن هناك جهة يمكن ان تحاسبه وليست الامور تسير بلا ضبط وربط. اما عصام بهيج شيخ المدربين في نادي الزمالك وعضو مجلس الادارة السابق للنادي فقال ان تصريح حازم امام بموافقته هجر الزمالك واللعب للأهلي جاء تحت ضغط المعاملة السيئة التي يلقاها النجم من الجهاز الفني، ومن المؤكد انه سيغير رأيه بمجرد ان تنتهي هذه الأزمة. اضاف اننا لو سألنا حازم امام عن حقيقة رغبته في اللعب للأهلي بعد حل مشكلته مع المدرب البرتغالي كاجودا سيكون له رأي مختلف تماماً ومن المؤكد انه سيعتذر لجماهير الزمالك. وقال إنني أتساءل اين مجلس ادارة النادي في مثل هذه الأزمة؟ ولماذا هو بعيد تماماً عن الفريق الذي يعاني العديد من المشكلات ولابد من تدخل فوري لانقاذ ما يمكن انقاذه لاسيما وان هناك خرابا داخل الفريق سببه غياب الدور الاداري الذي يفتقر للخبرة لحل مشكلات الفريق. من جانبه قال اللواء حازم فوزي نائب رئيس الزمالك حالياً ان مجلس الادارة لايمكن ان يفرط في لاعب مثل حازم إمام لانه لايعتبر مجرد لاعب أو كابتن عادي للفريق، فهو علامة من علامات القلعة البيضاء ولايمكن الاستغناء عنه فهو جذور عميقة وسنجدد له للحفاظ عليه. أضاف ان تصريحاته بموافقته علي اللعب للأهلي وارتداء الفانلة الحمراء لايمكن ان تؤخذ مأخذ الجد لاسيما وانها ناجمة عن غضب وعدم تركيز. اشار إلي ان مجلس الادارة ليس بعيدا عن هذه الأزمة ولكن نتابعها ونرفض التدخل لعدة اسباب أهمها ان الفريق كان يستعد لخوض مباراة العودة أمام الاتحاد الليبي في دوري ابطال العرب، والطبيعي ان نبعد أي مشكلات حتي لايفقد الفريق تركيزه. وقال ان ماحدث بين كاجودا وحازم امام سببه ان المدرب الاجنبي لاعلاقة له بالاسماء أو التاريخ ويتعامل مع أمر واقع ولايهتم إلا باللاعب الجاهز وليس معني هذا اننا سنفرط في حازم امام. وقال أشرف قاسم المدير الفني للاوليمبي حالياً ونجم الزمالك السابق مع احترامي لكل قواعد الاحتراف التي لا تعترف بالتاريخ أو الجغرافيا لكن هناك استثناءات لايمكن تجاهلها ومنها حازم امام أري انه يستحيل ان ينفذ تهديده بترك الزمالك والاحتراف في الأهلي لان مستقبل حازم امام في الزمالك خاصة في المجال الاداري مثل والده وجده. اضاف حتي في اوروبا هناك لاعبون لايمكن ان يتركوا انديتهم مثل راؤول في ريال مدريد، ومن قبله هيرو كابتن الفريق ذاته فهو استمر حتي اعتزاله في ريال مدريد دون غيره من الاندية. واختتم اشرف قاسم قائلاً: حازم امام رمز من رموز الزمالك وابتعاده عن البيت الابيض يكون بمثابة ضربة قاضية له ولجماهيره لانه قيمة لايمكن الاستغناء عنها بعيداً عن مستواه الفني.