من الاخوان من إن تأمنه بدينار لا يؤده اليك الا ما دمت عليه قائما .في قصة للاديب الرائع ديستوفسكي ان المسيح ظهر في مدينة اشبيلية . ترك الناس صناديق النذور وخرجو للقاء المسيح العاري حافي القدمين .. فخرج الكاردينال بملابسه المذهبة ، واستقبل المسيح في الشارع وأمره بالخروج فورا من المدينة . المؤمنون تركوا صناديق النذور . مصيبة . قال الكاردينال للمسيح انه لو لم يعد من حيث آتي ، لامر باعادة صلبه بتهمة الخروج عن الدين ! صحيح فاروق حسني ليس المسيح ، لكن " الاخوان " هم كاردينال ديستوفسكي . السياسة صناديق نذورهم، يبغونها عوجا .. ليس ابتغاء مرضاة الله ! نواب الوطني سموا وكبروا.. وذبحوا الوزير ، مع ان حسني ليس في الجانب الاخر من النهر . الاخوان صوروه هكذا. قالوا حقا يراد به باطل ، ونواب الوطني رغم ذلك " خانوه " مع ان المعركة ليست فاروق حسني وحده ، وقطار الاخوان "قشاش "يطمح في كل المحطات . جل من لا يخطيء . لكن الوزير لم يفعل ..كلامه عن الحجاب ليس سياسة حكومية . ولا قضية أمن قومي .. ووزارة الثقافة مليئة بالملثمات من النساء . حسني عنده حق ، ثقافةالحجاب ارجعتنا 700 عام للوراء. الحجاب سلوك اسلامي بعد تمام العقيدة ، الوزير تكلم بعدما تحول الحجاب نفسه لعقيدة .وتحولت العقيدة ل "دعاء دخول الخلاء " واختلاف في " احوال المستحاضة "! مسكوا للوزير " الحجاب ".. بينما ثقافة "التكفير " لا تشق عن قلوب المؤمنين قبل ذبحهم.. ثم لا تحسن القتل. " حجاب" الله عف اللسان ، وإماطة الاذي عن الطريق . لكن "حجاب " الاخوان لبس الجلباب ، والتقصير في الثياب ، وتفسير الاحلام بكتاب الله ، وشفاء الامراض بسنة رسوله . الحجاب ليس فريضة لمجرد ان ابنة معالي كمال الشاذلي وزوجته محجبتان ، ولا ثورة احمد عمر هاشم في مجلس الشعب دليلا علي خطأ وزير الثقافة. غطاء رأس نائبة الوطني هيام عامر ليس حجة . فالنائبة المحجبة فحشت للوزير في القول ، وتنابزت بالالقاب ! فاروق حسني استعد لمعركة مع " الاخوان"..لكنه فوجيء بحرب في جبهتين .. صعب تفرقة نواب " الاخوان "في جلسة " محاكمة " الوزير بمجلس الشعب . قالوا ان الحكم الا لله ..ثم حاكموه هم . و نواب الوطني استعانوا علي قضاء حوائجهم بالاخوان! ظهر للوزير كمال الشاذلي زوجة وابنة محجبتان ، و" زهزهت"رؤوس نائبات الوطني ب " الايشاربات " ( جمع ايشارب .. لفظ اعجمي يقال في غطاء الرأس ). فاروق حسني ليس فقيها في الدين ، لكن نواب الاخوان ليسوا كذلك ايضا . ومعظم المحسوبين علي الجماعة اطباء ومحاسبون ! ليسوا رجال دين ، وليسوا اهل اختصاص .. لكنهم صدروا الامر علي انهم كذلك ، بلع بعضنا الطعم .. ولم يقل اخرون خيرا.. فصمتوا . وزير الثقافة لم يجنح . الحجاب ليس ركنا في الدين . احاديث الحجاب ما زالت محل جدل المتخصصين . وتفسير الايات القرآنية في غطاء الرأس ووجوبه مازالت بين بين . الصلاة عماد الدين ، لكن نواب الوطني ( ليسوا كلهم من المصلين) هم انفسهم الذين حاسبوا وزير الثقافة علي رأيه في الحجاب . غريبة . الاغرب .. كليبات "فايزة العايزة " و" نحط النقط فوق الحروف قبل ما نطلع سوا علي الروف " التي لم يرها احد ، مع ان " فايزة العايزة "و " بطلة نقط الروف " من الذين نسوا الله فأنساهم انفسهم .. وانسانا انفسنا معهم .. ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون . لكن احدا لم ير الا وزير الثقافة !