تفجرت أمس أعمال فوضي وبلطجة داخل الحرم الجامعي بجامعة عين شمس إثر قيام عدد من الأشخاص المجهولين باقتحام الحرم الجامعي مستخدمين الأسلحة البيضاء والسنج والشوم وقاموا بإفشال انتخابات الاتحاد البديل التي نظمها أمس طلاب التيار الديني ردا علي استبعاد هم من انتخابات اتحاد الطلاب، وأكد طلاب من التيار الديني أن أجهزة الأمن لم تتصد لهؤلاء المجهولين الذين اقتحموا الجامعة وقاموا بتكسير صناديق الانتخابات. وأكدوا أن الطلاب مصرون علي استكمال الانتخابات حتي النهاية علي الرغم من الإدارة والأمن والبلطجية. وفي جامعة القاهرة ساد الهدوء النسبي الجامعة، حيث جرت انتخابات الاتحاد الحر في 8 كليات دون احتكاك مع طلاب الاتحاد، إلا أن الملاحظ أن طلاب الاتحاد حاولوا شغل الطلاب عن المشاركة بتفضيل الأنشطة الثقافية وبرز ذلك في انتشار لعب تنس الطاولة داخل الجامعة! علي جانب آخر أكد الدكتور محمد أبو الغار مؤسس "حركة 9 مارس لاستقلال الجامعة" أن جميع جامعات مصر تفتقد للحريات الأكاديمية وأنها باتت لا تستحق اسم "جامعة" لأنها لا تمنح أعضاءها فرصة نشر أبحاث علمية، وأضاف أن كل محاولات الحكومة لإصلاح التعليم الجامعي في غياب الحريات تعد نوعا من العبث الذي لا طائل منه. وقال أبو الغار في ندوة حول "الحريات كمدخل لإصلاح الجامعة" والتي نظمتها لجنة الحريات بنقابة الصحفيين إن الخطأ الأساسي للإدارة الجامعية يتمثل في السماح للأمن بالتدخل في الانتخابات الطلابية بينما تم إبعاد الأساتذة نهائيا.. لكن أبو الغار استنكر في الوقت نفسه ما قام به طلاب الإخوان المسلمين عندما كسروا البوابات وحاصروا مكتب رئيس الجامعة وأحرقوا الأعلام، فأفسدوا كل فرصته لكسب التعاطف معهم، رغم أنه كان يحق لهم الاحتجاج بعد إبعادهم قسرا عن الانتخابات. وألمح أبو الغار إلي ميله لإدانة التصارع السياسي داخل الجامعة، مشيرا إلي أن التنافس المحمود هو الذي يقوم بين الأفكار. من جانبه وجه الدكتور حس نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة اتهاما للحزب الوطني بالسيطرة علي الجامعة علي اعتبار أن تعيين رؤساء الجامعات يأتي بقرار من رئيس الجمهورية وهو نفسه رئيس الحزب الوطني. وأضاف نافعة أن الحزب الوطني يستغل الجامعة سياسيا ويحرم ذلك علي الآخرين، مدللا علي كلامه بأن جميع القيادات ورؤساء الجامعات هم أساسا أعضاء وقياديون في الحزب الوطني، وأكد أن السلطة تعتبر الجامعة مرفقا عاما من مرافق الدولة، بل تعتبرها ملكية خاصة للحكومة والحزب الوطني وتعامل الأساتذة كما تعامل الموظفين في المصالح