رفض بابا الفاتيكان الاستجابة للدول الاسلامية التي طالبته بتقديم اعتذار شخصي وصريح عن اساءته للاسلام وتجاهل بنديكت السادس عشر بابا الفاتيكان الغضب الذي انتاب مليارا ونصف المليار مسلم حيث اكتفي بالاعراب عن اسفه الشديد لردود الفعل التي اثارتها تصريحاته قائلا ان قناعاته الشخصية تختلف تماما عن الانطباعات التي نجمت عن تصريحاته. وأعلن البابا صباح امس الاحد في اول ظهور علني له منذ تصريحاته المسيئة عن امله في ان يقوم اعلان سكرتير دولة الفاتيكان بتهدئة النفوس وتوضيح المعني الحقيقي للمحاضرة التي اثارت الازمة قائلا انه كان فقط يريد العودة الي حوار صريح وصادق في اطار احترام متبادل. يأتي ذلك في الوقت الذي طلبت فيه وزارة الداخلية الايطالية من جميع مديريات الشرطة رفع مستوي التأهب الامني بعد التهديدات التي صدرت عن بعض الجماعات الاصولية المتطرفة ردا علي تصريحات البابا. وعلي صعيد ردود الفعل العالمية عبر الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانج يوديونو عن اسفه لتصريحات البابا داعيا الي حماية الانسجام بين مختلف الديانات في اندونيسيا كبري البلدان الاسلامية. وقال يوديونو في تصريحات امس ان كلمات البابا ليست مفيدة ولا مناسبة وتضر كثيرا بالجهود الداعية للحوار بين مختلف الديانات والحضارات. من جانبها اكدت الصنداي تايمز البريطانية ان اقوال البابا خلقت انقسامات كبيرة بين الكاثوليك التقليديين والتقدميين المعتدلين وحتي اولئك الذين كانوا راضين عن البابا ويقولون انه لن يدخل في مواجهة مع الجناح الليبرالي لكنيسته غيروا نظرتهم الآن مستغربين للطريقة التي كشر فيها عن انيابه العجوزة. واوضحت الصحيفة ان الثقافة الاسلامية هي التي ابقت علي تراث ارسطو حيا عبر عصور الظلمات ومكنت الكاثوليك من اعادة التوفيق بين الدين والعقل علي يد توماس اكيناس. ونقلت الصنداي تايمز عن مصدر انجليكاني رفيع قوله ان الاسلام كان دين العقل قبل المسيحية فالرياضيات والطب تطورا في العالم الاسلامي وان كان هناك صراع بين العقلانية وظلامية العصور الوسطي فعلينا الاقرار بأن الاسلام يقف في صف العقلانية. ووفقا للصحيفة فقد ترددت امس شائعات في الفاتيكان حول كون البابا قال ما قاله لاستباق رسالة شديدة اللهجة كان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد يعتزم توجيهها له وهو ما دعاه الي ذكره للجدل بمشاركة فارسي.