السندباد وبابل والفردوس وسميراميس وشهرزاد من أبرز دور السينما في بغداد التي كانت في الأيام الخوالي مكتظة بالرواد لكنها اليوم موصدة الأبواب هجرها روادها بسبب تردي الأوضاع الأمنية.ووضعت أقفال كبيرة علي أبواب تلك الدور وتراكمت عليها الأوساخ وهاجر أصحابها وروادها وباتت أمرا من الماضي يتذكره البغداديون بألم وحسرة شديدين.ويقول مدير سينما أطلس الواقعة في شارع السعدون أحد أشهر شوارع بغداد التجارية ان تردي الوضع الامني وانقطاع التيار الكهربائي وعدم استقرار نفسية المواطن العراقي ادت إلي ابتعاد المواطن العراقي عن دور السينما.ويضيف من بين اربعين صالة سينما تعمل حاليا خمس فقط وعدد الرواد انحسر من نحو ألف إلي 30 أو50 شخصا ويقول المهندس نبيل عبد الحميد الذي يعمل مشغل أفلام في سينما اطلس ان الهم الأول والأخير للمواطن العراقي أصبح البحث عن مصدر رزقه والبحث عن الوقود والسينما أصبحت شيئا من الماضي.ويضيف كما انه لم يعد بامكان المواطن ان يفارق محيط سكنه بسبب الوضع الامني المتردي والاغتيالات العشوائية والعنف الطائفي.وبدأت السينما العراقية تعاني منذ بداية تسعينيات القرن الماضي حين تحولت دور السينما بسبب العقوبات الاقتصادية الدولية في أعقاب احتلال العراق للكويت إلي صالات للعروض المسرحية الكوميدية التجارية التي كانت تلقي اقبالا جماهيريا كبيرا واعتبرها المسرحيون العراقيون سطحية وهزيلة وتعتبر "سينما النصر" التي شيدت قبل نحو نصف قرن أكبر دار للعروض السينمائية في العاصمة العراقية بقدرتها علي استيعاب 1500 شخص.ويعتبر الوضع السينمائي العراقي جزءا من المشهد الثقافي العراقي الذي يعاني عدم توفر الامكانيات المالية وتدهور الأوضاع الامنية والسياسية. وتعود ولادة السينما العراقية إلي ما قبل سقوط النظام الملكي حيث قدم المخرج كاميران حسني سنة 1957 فيلم "سعيد افندي" وهو أهم فيلم انتج في في تاريخ السينما العراقية إلي جانب أفلام أخري قليلة منها فيلم "الحارس" عام 1966 للمخرج خليل شوقي ومن ثم فيلم "الظامئون" في نهاية الستينيات لمحمد شكري وفيلم "بيوت في ذلك الزقاق" لقسم حول في منتصف السبعينيات وكذلك فيلم "الأسوار" لمحمد شكري جميل