من المؤكد ان حزب الله أخطأ التقدير عندما بادر باختطاف الاسيرين الاسرائيليين وفاته ان يدرك وسط هذه الظروف الاقليمية المضطربة ان هناك من يتربصون به ويريدون تدميره وينتظرون مجرد فرصة سانحة مثل حادث اختطاف الاسيرين كي ينفذوا مخططاتهم ولكن من المؤكد ان ما حققه حزب الله في الحرب اللبنانية الثانية هو انتصار عسكري فقد قاوم آلة الحرب الاسرائيلية بعتادها واستطاع ان يصمد لمدة جاوزت الشهر ومنع جيش الاحتلال الاسرائيلي من ممارسة هوايته المعروفة باستلاب أراضي الخصم، هذا بالاضافة ان السيد حسن نصر الله اثبت بقبوله الشجاع قرار مجلس الامن من وقف العمليات العسكرية في لبنان رغم انه قرار جائر، انه يتمتع بقدر عظيم من المسئولية تجاه لبنان وبقدر من العقلانية دفعه ليعلن التزامه بالقرار وحرصه علي الا يكون الحزب عقبة امام الحكومة اللبنانية في اتخاذ ما تراه وتأكيده اهمية الحفاظ علي وحده لبنان الداخلية والاخطر من ذلك عندما قال ان المقاومة مجرد رد فعل وان رد الفعل سوف يتوقف حتما اذا ما توقف الفعل. الاكثر من ذلك فقد تمكن حزب الله من تحطيم خرافة ان الجيش الاسرائيلي لا يقهر، فقد حاولت اسرائيل لمدة خمسة اسابيع ان تصل لنهر الليطاني علي محور لا يبعد اكثر من 12 كيلومترا من الحدود الاسرائيلية وهذا الهدف لا يشكل عملا عسكريا معجزا لكن تكبد الاسرائيليون خسائر فادحة ولم يحققوا اي انتصار عسكري ملموس بل علي العكس فالامر المؤكد ان حزب الله قد ألحق بها خسائر فادحة في الافراد والمعدات. ومن المؤكد ان هناك زلزالا ضخما ينتظر اسرائيل بعد اتهام أولمرت بالفشل في ادارة المعركة وألحق الخسائر بالجيش الاسرائيلي كما ان هناك اتجاها قويا لاقالة اولمرت. واذا امعنا النظر في نتائج الحرب سنجد ان حزب الله انتصر عسكريا وان اسرائيل لم تعد العصا المرعبة او الذراع الطويلة التي يمكن ان تخيف الدول العربية بعد خسائرها الفادحة وعليها ان تدرك ان بقاء احتلالها للاراضي العربية مع تناقص قدرتها علي الردع لن يعطيها اي فرصة لامن حقيقي بعد ان قدم حزب الله شهادة وفاتها للعالم كله.