اعتبر مسئولون إسرائيليون أن استهداف حيفا انعطافة هامة في ساحة المواجهة بين إسرائيل وبين المقاومة اللبنانية لسببين: أولهما كونها ثالث مدينة في إسرائيل بعد تل أبيب والقدس وثاني مدينة فيما يتعلق بالمنطقة الصناعية الإستراتيجية التابعة لها والمرافق التجارية والسياحية. وبعد تنفيذ حزب الله تهديده بقصف حيفا بصواريخ "رعد" والتسبب بقتل ثمانية وجرح العشرات باتت حيفا مدينة أشباح تعطلت فيها مختلف أوجه الحياة العامة. وقد أعلنت سلطات البلدية والجيش عن تعطيل حركة المواصلات العامة من قطارات وحافلات إضافة إلي إغلاق الميناء والجامعة وكافة المرافق التعليمية حتي إشعار آخر. وفي الليلة الأولي بعد قصفها بثلاث رشقات من الصواريخ التزم نحو نصف مليون نسمة في حيفا ومحيطها المنازل والملاجئ فبدت شوارعها خالية تماما من الحركة المرورية ومن المشاة. أما منطقة "الخليج" الممتدة من حيفا إلي عكا فتعتبر المركز الرئيسي للمصانع والمنشآت الكيماوية والبتروكيماوية الأهم في إسرائيل أبرزها مصانع الأسمدة المخصصة للزراعة والصناعات، ومصفاة البترول التابعة لشركة "تشان" ومصانع الإسمنت. ويخشي المسئولون الإسرائيليون من استهداف هذه المنشآت مشددين علي مخاطر جمة تترتب عليها بالنسبة لمئات آلاف السكان من حولها رغم نقل كميات من المواد القابلة للانفجار مع بدء العدوان علي لبنان إلي مناطق أكثر أمنا. وحمل نائب رئيس بلدية حيفا المحامي وليد خميس من التجمع الوطني الديمقراطي علي وزير الدفاع عمير بيرتس الذي زار المدينة ومقر البلدية بعد إصابتها بالصواريخ. وأكدت مصادر إسرائيلية أن مدينة صفد التي لم تتعرض إلي صواريخ الكاتيوشا من قبل كما هو الحال مع حيفا قد باتت هي الأخري مدينة أشباح بعد أن هجرها 60% من سكانها بحثا عن النجاة فيما لا تزال متاجرها ومشاغلها مغلقة.