طلب إحاطة إثبات حق جيل من شباب مصر في عمر الزهور في إثبات واقع مر!! أقدمه إلي التاريخ ليرصده ويسجله في سطور عن الحياة التعليمية في الزمن الحالي.. طلب إحاطة أكتبه بدموع الآباء وحسرتهم.. وفقد أملا لأمهات الصغيرات في مستقبل أبنائهن، وفي حال التعليم في مصر.. بدءا من وزراء تربية وتعليم متعاقبون في عشرين عاما علي كرسي الوزارة.. وحتي أصغر موظف بالوزارة.. الجميع مدانون.. من مدرسين ومفتشين ومديرين وإداريين وخبراء تعليم.. الكل متهم إلي إفساد أجيال من شباب مصر خلال عشرين عاما مضت. الإدانة تكون نتيجة جرم حدث.. وواقع وحادث.. وتلك الإدانات والوقائع موجودة وشاهدة علي حدوث الجرم.. أجيال من الشباب.. تخرجت في الجامعات وحصلت علي شهادات عليا.. وبعدها علي درجة علمية.. لا يعرفون من الحياة التي يعيشونها سوي المختصر من كل شيء.. ملخص لكل شيء.. وكلمات ساذجة تنهي مناقشة أي موضوع جاد. ومن النادر.. ومن المستحيل أن تجد شاباً أو شابة جادة في أسلوب حياتها وعيشتها ولها عقل أكبر مما يملي عليه ومن تفاهة المواد الدراسية المفروضة عليها بغرض الحصول علي شهادة.. وأن تقرأ وتسمع وتستوعب ما دور حولها.. ولها رأي.. حتي لو كان هذا الرأي رأيا يشوبه بعض الأخطاء وعدم دراية بعواقب إبداء رأي صريح علي المطلق ووضع هذا الرأي في مكان علي ورقة إجابة امتحان لغة عربية (ورقة رسمية) أقول إنه من النادر أن نجد تلك العقلية في طفلة لا يتعدي عمرها الخمسة عشر عاما (آلاء فرج مجاهد) استوعبت ما تقرأه وما سمعته.. ونقلت فكرها ورأيها علي ورقة.. إذا حدث هذا المستحيل وظهرت تلك الحالة النادرة بين الشباب في صورة طالبة في مدرسة أميرية ثانوية بإحدي قري مصر.. فسوف تواجه بهؤلاء الخريجين أصحاب المختصر المفيد والملخص الفريد في كل العلوم.. والذين أصبحوا في مواقع التقييم ومواقع تقرير مصير طلاب المدارس الثانوية. أسلوب معالجة وتداول تلك القصة تم بطريقة بوليسية.. وعلي نمط معاملة المجرمين والخائنين للوطن. كنت أتمني أن تجد تلك الطالبة صدرا رحبا وفكرا مستنيرا يشد علي يدها ويدفعها ويشجعها.. بدلا من أن يتهمها بجرائم العمالة. وتدخل رئيس الجمهورية شخصيا وبالصفة الأبوية سوف يخلق جيلاً جديداً من الشباب ينتظره مستقبل لا يقل عن علماء مصر الذين نبغوا في القرن الماضي. ففي أربعينيات القرن الماضي.. كانت هناك حالة مشابهة لما نقوله الآن.. وصاحبة الحالة هي الدكتورة والعالمة سميرة موسي.. (عالمة الذرة المصرية ومساعدة الدكتور العلامة مصطفي مشرفة تلميذ العالم أينشتين) كانت الأولي علي الثانوية العامة (1935).. ثم معيدة بكلية العلوم ثم حصلت علي الدكتوراه من أمريكا في علوم الذرة.. ولها قول مشهور.. (إنها ستجعل العلاج بالذرة أرخص من العلاج بالاسبرين) سميرة موسي واجهت مثل هذا التخبط في القرارات وفي التقييم عندما رشحت لتكون معيدة.. وهل يعقل أن تعين معيدة امرأة؟ (1939) ومع الإصرار أصبحت معيدة. ولم يمهلها الزمن وقتلت في أمريكا عام 1952 في حادث غامض. السادة المشتغلون والموظفون والمسئولون عن العملية التعليمية لشباب مصر.. اتقوا الله في عملكم.. اتقوا الله في أولادكم وراعوا الله في أظاهر النابغين منهم ودفعهم للتقدم.. فهم سندكم في المستقبل.. وسوف يذكرونكم دائما إذا كنتم معهم.