آثرت عدم الكتابة عن تعدي النائب طلعت السادات علي زميله في البرلمان احمد عز، وقلت ان شيمة الرجال الرجوع عن الخطأ وكلها أيام وسوف يعتذر السادات، أو يتدخل اولاد الحلال ويصلحوا بين النائبين. لكن يبدو أنه ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، والسادات كبرت في دماغه واعتبرها بطولة أن يخطئ ويصر علي الخطأ الذي لا يتوه عنه أحد، واضح ان طول اللسان والاتهامات المرسلة جايبه مع السادات للآخر، جربها قبل ذلك مرات مع شخصيات مختلفة وحققت "الشو" المطلوب وتحول إلي نجم تليفزيوني لتسخين الحلقات واحيانا لبعض رؤساء التحرير الباحثين عن عناوين شتائم، والسادات مايتوصاش، الفاظه جاهزة واتهاماته سلاسل تلف علي كل المسئولين وغيرهم وما تخلص، وفي كل مرة يقول معايا اوراق ومستندات، لكن الحقيقة انني لم اراه مرة قدم ورقا أو قرطاسا فيه كلمة تثبت ما يقوله. بصراحة العيب ليس في السادات وانما في كل من وجه إليهم اتهامات وسبهم وقال عنهم وزاد، فلم نسمع أحدا يتحرك ليرد أو يكشف عدم صدق ما يقوله. فالصمت أصبح عند المسئولين فضيلة حتي ولو كانت الاتهامات تمس الشرف والكرامة التي لم يعد لها احترام الآن. وفي المقابل استفاد السادات من الصمت أو الردود المهذبة أحيانا لانها أعطت لاتهاماته المرسلة مصداقية وجعلته وكأنه عنتر زمانه شايل سيفه وبيحارب الفساد، وكأنه أبو الاشراف في هذا البلد، وماعداه حرامية ونصابين ومرتشين ومستغلي نفوذ ارجوكم راجعوا كل البرامج والحوارات الصحفية التي تحدث فيها سيادة النائب لتكتشفوا بأنفسكم كم الاتهامات المرسلة التي لم يفلت منها مسئول تقريباً في هذا البلد، من رئيس مجلس ميت أبو الكوم وحتي أعلي راس في البلد ولا أحد يرد. حتي أولاد عمه الرئيس الراحل لم يتركهم سيادة النائب وجعلهم فرجة واتهمهم بالاساءة لوالدهم.. لانهم..... بصراحة اكثر كنت طمعان في اخلاق المهندس أحمد عز الذي أعرف جيداً هدوءه وقدرته علي كظم غيظه ومعرفته اليقينية بأن السفينة السايرة ماتعطلهاش موجة صندل أو مركب خربان، لكني تراجعت فمن حق عز ألا يصمت علي اتهام يمس شرفه. وإذا كان غيره سكت فمن حقه هو الا يهدأ له بال حتي يثبت للجميع أنه ليس كما قال السادات. أنا شخصيا أعرف انه كذلك. لكن ملايين المصريين لا يعرفون ويعجبهم الاداء التمثيلي للنائب السادات وهو يوجه الاتهامات فهم مغرمون بالكلام والحكايات ولديهم قدرة علي تحويله إلي روايات مصاطب وقعدات فلاحي، ومجتمع رجال الاعمال بالذات الشائعات فيه ترفع اقواما وتخفض اخرين ولو كانوا في نجومية ونجاح عز، وصمته فيه اضرار بمصلحته بل وبمصلحة المصريين جميعاً. واعتقد ان من حقنا كمواطنين أن نطالب عز بالاستمرار في اثبات عدم صحة ادعاءات السادات ويعطي لكل من يتهمهم السادات من جلسة لأخري ومن حوار لبرنامج أن يتحركوا ويخرجوا عن صمتهم، وإلا فلا يطالبنا أحد بأن نعتبر اتهامات السادات مجرد كلام جلسات. بالمناسبة ليت الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب يتدخل مرة ويمنع المهازل التي أعتقد انها ستكون سبباً في تقصير عمر المجلس، وكفاية انها وصلت إلي حد الجزمة والدكتور سرور جالس فوق المنصة. وقبلها الاخطاء والخروج عن النص كثر جداً