كنا نسعد كلما أقرت بعض المحافل الدولية استعمال اللغة العربية في اجتماعاتها حتي تم ذلك في الأممالمتحدة نفسها وأصبحت اللغة العربية لغة عالمية معترف بها. ولا شك أن اللغة العربية هي من أقوي اللغات إن لم تكن أبلغها فهي لغة القرآن الكريم وهي اللغة التي توحد بين العرب جميعاً ويمكنها وحدها ان تكون نواة لتكتل عربي يعمل له ألف حساب. منذ أيام دعيت لحضور ورشة عمل نظمتها إحدي الوزارات وفوجئت بأن الوزير المختص يفتتح ورشة العمل بكلمة باللغة الانجليزية وتبعه في ذلك رئيس هيئة عامة الذي أدار الجلسة باللغة الانجليزية وكانت كلمته أيضا بتلك اللغة. ورأيت أن المقاعد بالقاعة مزودة بسماعات للترجمة الفورية. وعند متابعتي لأحداث المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ هالني ما رأيت كل الأحاديث بالمؤتمر كانت باللغة الانجليزية. ولا شك ان قاعات المؤتمر بلا استثناء بها إمكانات فائقة لترجمة الأحاديث فورياً لأكثر من عشر لغات إنني أتساءل ولعلني أجد الإجابة لماذا نتحدث بغير لغتنا التي نعتز بها هل مقياس النجاح هو أن يتحدث المسئول باللغة الانجليزية أم هي وجاهة نتمسك بها. كان وسط هذه المظاهرة الانجليزية استثناء يدعو للاحترام فقد سئل رئيس وزراء تركيا سؤالاً أجاب عنه باللغة التركية وأحسب أنه كان قادراً علي الإجابة بالانجليزية ولكنه لم يفعل. كما أنني أري السفير الروسي في بعض الاجتماعات وهو يتقن العربية ويتحدثها بطلاقة، يتحدث بالروسية ويأتي دائماً ومعه مترجم للترجمة من الروسية للعربية وهو أمر يدعو أيضا للإعجاب. إننا نريد أن نزيد من قوة اللغة العربية ونسعي جميعاً إلي مزيد من انتشار هذه اللغة في العالم. ويمكن للمسئولين الذين يريدون أن يثبتوا للعالم انهم يتحدثون اللغة الانجليزية أن يقوموا بالتحدث بها في جلسات المفاوضات المغلقة المختلفة وأن يتمسكوا بلغتهم التي شرفها الله بجعلها لغة القرآن الكريم في جميع المحافل الدولية. وإنني أؤكد لهم أن العالم سيحترمهم أكثر في هذه الحالة وسيكون ذلك محط إعجاب الجميع. إنني أرجو أن يتفضل الرئيس حسني مبارك بالتوجيه الحاسم لان يتحدث كل مسئول في المحافل الدولية سواء بالخارج أو بالداخل باللغة العربية فإن ذلك سيدعم قوميتنا ويدعو إلي احترامنا من قبل دول العالم أجمع ويعيد للغة العربية مكانها ومكانتها