كشف مسئولون في الإدارة الأمريكية، فضلاً عن دبلوماسيين آسيويين عن وجود مقاربة جديدة في التعامل مع كوريا الشمالية اقترحها مستشارون كبار للرئيس بوش وتقضي بالدخول في مفاوضات قصد إبرام اتفاقية سلام بين الطرفين، في نفس الوقت الذي تستمر فيه جهود تفكيك البرنامج النووي لكوريا الشمالية. ومن المرجح، حسب مساعدي بوش، أن يصادق الرئيس علي المقاربة الجديدة بعدما أخضعت لنقاش مستفيض من قبل جميع مكونات الإدارة الأمريكية. ولن يقدم بوش علي هذه الخطوة ما لم تعد كوريا الشمالية إلي طاولة المفاوضات السداسية حول برنامجها النووي الذي توقفت المحادثات بشأنه منذ شهر سبتمبر الماضي. ويأتي الاستعداد الأمريكي لإنهاء حالة الحرب غير المعلنة مع كوريا الشمالية وسط مطالب بيونج يانج المتكررة بتوقيع اتفاقية سلام وإنهاء الهدنة التي تعود إلي 1953. ورغم إصرار الرئيس بوش منذ توليه الرئاسة علي عدم إنهاء العزلة الاقتصادية والدبلوماسية المفروضة علي كوريا الشمالية إلا بعد تفكيكها لبرنامجها النووي، بدأ الموقف الأمريكي يداخله اللين بعدما ألمحت الإدارة الأمريكية إلي إمكانية استفادة كوريا الشمالية من بعض الحوافز في نفس الوقت الذي تعمل فيه علي تفكيك برنامجها النووي. وإذا ما سمح الرئيس بوش بإجراء مفاوضات لتوقيع اتفاقية سلام مع كوريا الشمالية بموازاة مع استئنافها للمباحثات مع الأطراف الستة حول نزع سلاحها، فإن ذلك سيدشن تغييراً جوهرياً في أسلوب تعامل الولاياتالمتحدة مع كوريا الشمالية. ويعزو البعض هذا التغير في الموقف الأمريكي إلي القلق المتنامي من البرنامج النووي الإيراني، حيث قال أحد المسئولين الآسيويين الكبار الذي استمع إلي موجز حول نقاشات الإدارة الأمريكية "هناك شعور لدي المسئولين الأمريكيين بأنهم لا يستطيعون ترك كوريا الشمالية تقدم نموذجاً لإيران كي تصبح الأخيرة دولة نووية". وليس واضحاً بعد ما إذا كانت كوريا الشمالية بزعامة كيم يونج إيل، ستوافق علي الانخراط في مباحثات جديدة، وبخاصة في حال إدراجها لقضايا حساسة مثل التغيير السياسي، وحقوق الإنسان، والإرهاب، وانفتاح البلد، وهي القضايا التي يصر الرئيس بوش علي أنها جزء أساسي من المباحثات. وفي ظل انهماك أمريكا في الحرب علي العراق ونزاعها مع إيران يشكك العديد من المسئولين الأمريكيين البارزين في إمكانية انهيار حكومة كوريا الشمالية، أو إقدامها علي نزع سلاحها خلال الفترة المتبقية من ولاية الرئيس بوش. في ظل انسداد الأفق تحمل الإدارة الأمريكية المسئولية لكل من كوريا الجنوبية والصين اللتين استمرتا في إمداد كوريا الشمالية بالمعونات حتي في ظل سعي الولاياتالمتحدة إلي قطع مصادر دخلها الرئيسية. وبعدما كان الرئيس بوش خلال فترته الرئاسية الأولي يكرر مرارا أنه لن يسمح بتحول كوريا الشمالية إلي دولة نووية، أصبح اليوم قليل التطرق لأسلحة كوريا الشمالية، مقتصراً علي إجراء لقاءات بين الفينة والأخري مع الفارين من النظام الكوري الشمالي في البيت الأبيض والإشارة إلي معسكرات الاعتقال المنتشرة في البلاد ومعاناة سكانها تحت قمع النظام وتسلطه