انتقل صراع الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري في الولاياتالمتحدةالامريكية الي قلب القاهرة، فبعد أشهر قليلة من افتتاح المعهد الديمقراطي NDI مقرا له في القاهرة، يفتتح المعهد الجمهوري IRI مقرا له يوم الخميس القادم لينافس المعهد الديمقراطي في التعاون مع الاحزاب السياسية في تطوير عملها وتطوير كوادرها ونشر الديمقراطية والمشاركة في عمليات الاصلاح السياسي علي حد تعبير المعهد. واستبقت جينا لندن مديرة المعهد الجمهوري بالقاهرة والصحفية السابقة في شبكة CNN الاخبارية الامريكية موعد افتتاح المقر بالتأكيد علي ما سبقت واكدته نظيرتها فرانشيسكا بندا مديرة المعهد الديمقراطي من انه لا توجد صلة بين المعهدين وبين الحزبين الرئيسيين في امريكا وان كانا يعملان علي نفس المشروع وهو ما اعتبره المراقبون محاولة لتفعيل مشروع الشرق الأوسط الكبير الامريكي لنشر الاصلاح والديمقراطية في المنطقة خاصة وان هناك فروعا مماثلة للمعهدين في بعض الدول العربية الاخري، كما يعزز تلك الرؤية ان تمويل المعهدين يأتي من هيئة المعونة الامريكية التابعة للحكومة الامريكية وعدد من المنظمات والهيئات الدولية الاخري. وفيما يعد محاولة من الجانب الأمريكي لتطمين الحكومة المصرية أكدت جينا لندن مديرة المعهد الجمهوري في تصريحات خاصة ل "نهضة مصر" انها ستتعاون فقط مع الاحزاب الشرعية القائمة مثل الحزب الوطني والوفد والغد والناصري والتجمع مؤكدة انها لن تتصل بالاحزاب تحت التأسيس أو الجماعات السياسية المحظورة قانونا مثل الاخوان المسلمين. ومما يدلل علي سخونة السباق بين المعهدين عقد المعهد الديمقراطي الاسبوع الماضي اجتماعا حضره عدد من الشخصيات الحزبية المهمة جاء في مقدمتها الدكتورة كاميليا شكري عضو الهيئة العليا لحزب الوفد احد قيادات الوسط في الوفد وباسل الحيوان عن حزب الغد وعصام سلطان القيادي بحزب الوسط "تحت التأسيس" فيما رفض الحزب الوطني والتجمع وبعض الاحزاب الاخري الحضور وكشف باسل الحيوان عضو الهيئة العليا بحزب الغد ان الاجتماع دار حول نشر الثقافة السياسية لتفعيل دور الاحزاب السياسية وكيفية قيام الاحزاب باعادة بناء هياكلها الداخلية، وقالت الدكتورة كاميليا شكري ان الاجتماع شهد حضور احد الخبراء البرتغال الذي استعرض التجربة الحزبية هناك بعد انهيار الحكم العسكري. واعترفت فرانشيسكا بندا مديرة المعهد ان الاجتماع لم يكن معلنا، كما انه لم يكن سريا ووصفته بأنه اجتماع خاص. ورفض عصام سلطان وصف الاجتماع بأنه سري وقال انه كان ندوة عادية حضرها عدد من القيادات الحزبية مشيرا الي ان امريكا تسيطر بالفعل علي القرار السياسي في مصر وليست في حاجة لعمل خفي للقيام بذلك موضحا ان الهدف من وجود مثل هذه المعاهد قد يكون لدراسة الحركات الشعبية والمنظمات حتي لا تفاجأ امريكا بوجود حماس اخري في مصر. وفيما حذرت قيادات حزبية من اجراء هذه اللقاءات مع هذه المعاهد اكد الدكتور جمال عبدالجواد ان فرص نجاح هذه المعاهد في مصر تتوقف علي مدي تعاون القوي والتيارات السياسية المختلفة معها مشيرا الي انهم لا يستطيعون بمفردهم احداث اي تغييرات سياسية في مصر بدون معاونة القوي السياسية المختلفة لافتا الي ان هذه المعاهد نشأت في السبعينيات اثناء الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي السابق لنشر الأفكار السياسية الامريكية في دول أوروبا الشرقية.