القدس المحتلة وكالات الأنباء: جاءت عملية تل أبيب الفدائية التي أوقعت تسعة قتلي و60 مصابا لتعطي لحكومة ايهود أولمرت الضوء الأخضر للانتقام من الشعب الفلسطيني علي انتخابه لحكومة حماس العدو الأول للدولة العبرية. وقد تلقفت إسرائيل هذه العملية لتطلق لجيشها العنان للاجتياح والقتل والاعتقال وكذلك تصفية زعماء حركة حماس والجهاد وهو ما يهدد باشعال انتفاضة جديدة وغرق المنطقة في دوامة من العنف والعنف المضاد. ولم تكتف إسرائيل باجتياح مدينة نابلسي عقب العملية الفدائية لكنها تجاوزت ذلك الرد المبدئي إلي دراسة ايهود أولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي المكلف شن أول هجوم اسرائيلي علي الحكومة الفلسطينية الجديدة بقيادة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) بعد تفجير انتحاري في تل ابيب ادي الي مقتل تسعة. ورأس أولمرت اجتماعا للحكومة المؤقتة وكبار قادة الجيش غداة العملية ليقرر الرد الاسرائيلي علي هجوم الاثنين الذي قالت حماس انه "دفاع عن النفس" في مواجهة القصف والهجمات الاسرائيلية في غزة والذي أعلنت حركة الجهاد الاسلامي مسئوليتها عنه. وذكرت المصادر ان قادة الجيش يريدون الحصول علي الضوء الاخضر لشن هجوم قد يتضمن استهداف زعماء حماس السياسيين لاول مرة منذ تولي الحركة قيادة السلطة الفلسطينية. وأعلنت اسرائيل ان السلطة الفلسطينية التي تشكلت بموجب اتفاق سلام عام 1993 اصبحت "كيانا ارهابيا" منذ ان تولتها حماس في أعقاب فوزها في الانتخابات التشريعة التي جرت في يناير لكنها حتي الان احجمت عن شن هجمات عسكرية علي قادة الحركة او مؤسساتها. وأدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن تفجير تل ابيب وقال انه ضربة جديدة للجهود المبذولة لوقف اكثر من خمس سنوات من اراقة الدماء. ووصفت اسرائيل الهجوم بانه طلقة اولي محتملة في مواجهة شاملة مع حماس. ووصف سامي ابو زهري المتحدث باسم حماس تفجير تل ابيب بانه نتيجة طبيعية "للجرائم الاسرائيلية المستمرة ضد شعبنا". وقال ان الشعب الفلسطيني "في حالة دفاع عن النفس وله كل الحق" في استخدام كل السبل للدفاع عن نفسه. وعلي مدي الاسبوع الماضي قصفت اسرائيل اهدافا في قطاع غزة تقول ان النشطاء الفلسطينيين يطلقون منها الصواريخ. وقتل 15 فلسطينيا غالبيتهم من النشطاء وهو اكبر عدد من القتلي في غزة منذ انسحاب اسرائيل من القطاع في سبتمبر الماضي. وقال روني بار عون وهو مسئول كبير في حزب كديما الذي يتزعمه اولمرت لراديو اسرائيل "تدمير دولة ارهابية.. اعتقد بالقطع هو المطلوب. "امامنا مجال واسع من الاهداف المحتملة. يجب الا يسمح لهم (لحماس) بالاختباء وراء أجنة الجهاد الاسلامي البغيضة". غير أن مسئولين بوزارة الخارجية الاسرائيلية سيسعون الي التخفيف من حدة رد اولمرت خشية أن يؤدي الي تقويض الجهود التي تقودها الولاياتالمتحدة لعزل حكومة حماس دبلوماسيا وماليا الي أن تلقي السلاح وتعترف بالدولة اليهودية وباتفاقات السلام المؤقتة. وقال مسئول بالحكومة الاسرائيلية "الشعور السائد هو أنه قد يكون من السابق لاوانه القيام برد شامل." ويمكن ان يقيد رد رئيس الوزراء الاسرائيلي أيضا أنه لم يشكل بعد حكومة ائتلافية بعدما فاز حزب كديما الذي يتزعمه في الانتخابات العامة التي جرت الشهر الماضي دون أن يحصل علي الاغلبية. وكتب المعلق الاسرائيلي بن كاسبيت في صحيفة معارييف يقول "ايهود اولمرت يواجه اليوم اختبارا هاما للزعامة". وقال ان استهداف قادة حماس يمكن ان يأتي بنتائج عكسية كمن يطلق الرصاص علي قدمه "في ذروة حملة دولية ناجحة" ضد الحركة. ومنذ فوز كديما في الانتخابات دون ان يحقق الاغلبية يحاول اولمرت تشكيل حكومة ائتلافية قوية بالقدر الكافي لتطبيق خطته للانسحاب من اجزاء محدودة من الضفة الغربية في مقابل تشديد قبضته علي التكتلات الاستيطانية الكبري في الضفة ووضع الحدود النهائية لاسرائيل. ويدين الفلسطينيون الساعون الي اقامة دولة في الضفة الغربية وقطاع غزة عاصمتها القدسالشرقية العربية خطة اولمرت ويقولون انها مصادرة للاراضي وللحل النهائي للصراع. ويرون ايضا انها تزيد التأييد لحماس التي لا تعترف بالدولة اليهودية. وعلي الرغم من ان شن هجوم علي حماس قد يكسب اولمرت تأييد الاحزاب اليمينية الا انه قد يبعد حزب العمل الذي يمثل يسار الوسط وهو الشريك الاكبر المحتمل في حكومة اولمرت القادمة والذي يدعو لاستئناف محادثات السلام مع عباس. وقال عامي ايالون وهو عضو كبير في حزب العمل مرشح لتولي منصب وزير الدفاع في حكومة كديما القادمة "علينا ان نحارب الارهاب بكل الطرق لكن ليس علي حساب القضاء علي اي فرصة لاجراء محادثات مع ذوي النزعة العملية". في المقابل هدد ناشطون من كتائب شهداء الأقصي بمهاجمة يهود في الخارج لإجبار اسرائيل علي اطلاق سراح السجناء الفلسطينيين من سجونها. وعبر فصيلان آخران هما حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وحركة الجهاد الاسل