صوتت لجنة نيابية أمريكية نافذة باغلبية ساحقة علي قطع الطريق امام حصول شركة موانئ دبي الدولية علي ادارة ستة مرافئ بحرية أمريكية ما ينذر بمواجهة مع البيت الابيض الذي يؤيد شراء شركة "بيننسلر اند اورينتل" (بي اند او) البريطانية من قبل الشركة الاماراتية. وباغلبية 26 صوتا مقابل صوتين، اقرت لجنة السبل والامكانات في مجلس النواب الأمريكي الاربعاء تعديلا لمشروع متعلق بالموازنة يمنع موانئ دبي الدولية من وضع يدها علي المرافئ الأمريكية الستة التي تملك "بي اند او" حق تشغيلها. واعتبر مشرعون جمهوريون وديموقراطيون ان الصفقة تشكل تهديدا للامن الأمريكي. من جهته، اقر زعيم الجمهوريين في مجلس النواب بون بونر الثلاثاء بوجود "مشكلة سياسية كبيرة" تواجهها الغالبية التي يمثلها الرئيس بوش، وذلك قبل اشهر من انتخابات تشريعية صعبة في نوفمبر المقبل. والتعديل الذي اقر في اللجنة البرلمانية ينص علي ان "وضع يد موانئ دبي العالمية او اي من الشركات المرتبطة بها علي اي ايجارات او عقود او حقوق او اي موجبات اخري ل 'بي اند او' يعتبر ممنوعا ولاغيا". ويمكن لهذا القرار ان يعلق صفقة شراء "بي اند او" من قبل موانئ دبي بما في ذلك ادارة المرافئ الأمريكية الستة. الا ان الصفقة، التي تبلغ قيمتها 6.9 مليار دولار، اصبحت نهائية بعد صدور حكم من محكمة استئناف لندنية برفض دعوي أمريكية تطالب بالغائه. وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش حذر منذ اسبوعين من انه سيرفض اي تدبير يهدف الي الغاء عقد شراء "بي اند او" من قبل الشركة الاماراتية التي تملكها حكومة دبي، وهي الصفقة التي وافقت عليها السلطات الأمريكية. ويمكن ان يقر هذا التعديل خلال الجلسة العامة للمجلس اعتبارا من الاسبوع المقبل في اطار التصديق علي نص يقر تخصيص حوالي 72 مليار دولار للعمليات في العراق وافغانستان. وفي مجلس الشيوخ حيث يبدو ان للتوجه الرئاسي تاثيرا اكبر، قام رئيس الغالبية الجمهورية بيل فيرست بمناورة بروتوكولية تجنب التصويت علي صفقة "بي اند او" كما كانت تطالب المعارضة الديموقراطية. الا ان الديموقراطيين قرروا الاستمرار في الدفع باتجاه طرح التعديل للتصويت. وقال السناتور الديموقراطي ديك دوربن "سوف نستمر بالدفع باتجاه طرح المسالة للتصويت حتي يعي هؤلاء الجمهوريون في الاغلبية الحقيقة". في المقابل اعلن تجمع للشركات الأمريكية العاملة في الامارات الاربعاء انه سيرسل وفدا الي واشنطن للقاء اعضاء الكونغرس الأمريكي بهدف دعم صفقة شراء شركة "بي اند او" البريطانية. وقالت كيم شايلدز نائبة الرئيس التنفيذي ل"مجلس العمل الأمريكي" الذي يتخذ من ابو ظبي مقرا "علينا ان نرد بشكل حازم"، في اشارة الي الجدل الدائر في الولاياتالمتحدة حول المخاطر التي يمكن ان تنجم عن شراء شركة اماراتية حق ادارة ستة موانئ أمريكية. واضافت شايلدز ان "وفدا سيزور الولاياتالمتحدة هذا الشهر لاطلاع السياسيين الأمريكيين علي طبيعة العلاقات بين الاماراتوالولاياتالمتحدة"، مشيرة الي انها سترأس الوفد الذي سيضم سبعة اعضاء. واضافت ان مفاد الرسالة التي سيحملها الوفد الي اعضاء الكونغرس هي ان "الامارات شريك متين وموثوق به وهي من اقرب الحلفاء". واشارت شايلدز الي ان الوفد سيتوجه الي واشنطن في 27 مارس وعلي جدول اعماله لقاءات مع 120 عضوا في مجلسي النواب والشيوخ. ويطرح عدة اعضاء في الكونجرس شكوكا حول المخاطر الامنية الممكنة جراء هذه الصفقة خاصة وان اثنين من منفذي اعتداءات 11 سبتمبر 2001 في الولاياتالمتحدة كانا اماراتيين وان قسما من تمويل العملية اتي من الامارات.