اشاعة.. وراها اشاعة.. وراها اشاعة اسراب من.. طيور الظلام.. تحوم في اجوائنا مخلفة سمومها.. في صورة كذبة مختلقة سرعان ما تسري في صورة اشاعة خرافية.. لا معقولة.. لينشغل الكل وينصرف عن مهامه ومسئولياته.. ليتفرغ في التحقق.. من صحة هذه الاشاعة... ونفيها وتفنيدها.. وقبل التقاط الانفاس.. سرعان ما تعود طيور الظلام بكذبة.. اشاعة جديدة.. سيناريو قمئ!! ملهاة... ألهتنا عن التركيز في علاج أزماتنا..! فلنقف جميعا.. وبهدوء.. لإنقاذ.. بلدنا.. من الجهلاء.. المجهولين.. فثروتنا القومية معرضة.. للخطر.. استثمارات ضخمة.. تكاد تصل إلي حوالي 20 مليار جنيه.. نطاقها الجغرافي... مصر... حجمها البشري... حوالي 10 ملايين مصري.! مهددون في أرزاقهم.. 2 مليون.. حجم أفراد أسر العمالة المباشرة في صناعة الدواجن.. 8 ملايين حجم أفراد أسر الريف المصري.. والأحياء الشعبية بالمدن والمراكز.. العاملين.. بصورة غير مباشرة يتكسبون ويتعايشون من تربية الدواجن والطيور بأنواعها.. بأعداد من 10 طيور إلي 100 طائر.. أغلبها يربي ليقايض.. تخيلوا.. من يبيع ذكر البط أو جوز الحمام.. ليشتري الخبز والدواء!! فلنقف جميعا لمواجهة.. فيرس "H5N1" الذي لايري.. والمؤكد.. أنه غير موجود في (مصرنا).. وإن جاء عن طريق طيور أخري بريئة.. لاحول لها ولا قوة. ليست مثل طيور الظلام التي أتحفتنا بمتتالية.. الفيروسات "الإشاعات".. اتخذت القرارات لمواجهة هذا الفتاك بناء علي المتاح من البيانات والإحصاءات.. والمؤكد أنها لم تكن تعبر عن الواقع.. الحقيقي.. أو المعلومات الحقيقية والتفصيلية لصناعة الدواجن في مصر.. لأنه هناك كم ضخم من المنتجين للدواجن.. عشوائي!! غير مقنن.. غير مرخص.. تخيلوا أن هناك الافا من مزارع الدواجن تعمل من فترات يصل بعضها الي 20 عاما وانتاجها يصل الي 100 الف طائر للمزرعة الواحدة في السنة.. وغير مرخصة. بسبب البناء علي الارض الزراعية.. او مخالفتها لشروط الترخيص.. او لقربها من المناطق السكنية.. او ان المسافة بينها وبين مزرعة اخري اقل من 500 متر..! تخيلوا ان حوالي 50% من الطيور التي تباع في محلات الدواجن.. والاسواق في طول البلاد وعرضها تأتي من مزارع غير مرخصة قانونا.. ومن تربية ريفية. وعشش.. وحظائر... وأحواش.. الخ.. وبالطبع حصرها ومحتواها وجميع بياناتها.. غير حاضرة تحت يد متخذ القرار.. تخيلوا أن هناك معامل تفريخ دجاج أو بط .. (معامل بلدي ومعامل حديثة) منتشرة في جميع أنحاء مصر.. وهناك صورة واقعية وحية لقرية واحدة تنتج حوالي مليون كتكوت يوميا من البط والدجاج وهي قرية برما بمركز طنطا. تخيلوا كم المنتج من هذه الطيور والذي يتم توزيعها يوميا علي جميع مدن وقري مصر..!! تخيلوا رغم مطالبتنا بانشاء مجازر آلية.. للدواجن.. منذ أكثر من 5 سنوات ليمكن إيقاف تداول الدواجن الحية من أجل بيئة صحية ونظيفة ولتقليل وتقليص حجم التلوث.. كل ما تم إنشاؤه حتي الآن لايستوعب سوي 20% من إنتاج الدواجن.. أي أنه مطلوب إنشاء مجازر جديدة وعلي وجه السرعة تستوعب حوالي مليون ونصف مليون طائر يومياً. عندما نتأمل كل هذا.. وكيف يتم التعامل معه.. وكيف يتم مراعاة التوازن بين ما يطلبه العالم منا من مقاومة لفيرس قادم من خارج بلادنا لاذنب لنا فيه والعمل من أجل احتوائه والقضاء عليه حتي لايتهموننا بأننا قصرنا. وأهملنا.. وقمنا بنشر الوباء في العالم.. وبين الحفاظ علي صحة المواطن المصري في الدرجة الاولي وبعدها الثروة القومية! لقد كان التعامل سريعا.. ومتسما بالشفافية.. لدرجة التشكيك!! كان من الواجب والمفروض ان يتكاتف الكل في خندق واحد لمواجهة الكارثة القومية.. ولكن وللاسف الشديد.. نجد بعض اجهزة الاعلام والصحف تتناول الازمة باسلوب مثير.. وتهويل.. وجهل بين في بعض الاحيان.. ومواطن بسيط عرضة لجميع انواع الاثارة والاشاعات.. من بعض.. المغرضين.. واغلبهم ظاهرون. مع غياب واضح لجميع الاحزاب.. وجمعيات المجتمع المدني!! واصبحت الدولة وحدها في الميدان.. وبعض الشرفاء من هنا وهناك إن اردت ان تطاع فأمر بما يستطاع.. في مواجهة الازمة كان احد القرارات... هو عدم تداول الدواجن الحية.. ومنع الذبح في محلات الدواجن لمدة 15 يوم.. والعمل علي إحتواء ومقاومة هذا الفيرس بعدة اجراءات ايجابية.. وكان التجاوب رائعا من جميع طوائف المجتمع.. والاستعداد التام بالتضحية من الجميع رغم الخسائر الهائلة. لكن.. ظهرت مشكلة معقدة تحتاج الي الحكمة في معالجتها.. وهي.. وجود مالا يقل عن مليون طائر يوميا في عمر الذبح.. يتراكم بداخل المزارع.. المغلقة والمحمية.. من هذا الفيروس. وبحالة صحية جيدة.. وبالكشف عليها.. نتيجة التحليل سلبية.. وحسب القرار يجب أن يتم ذبحها عن طريق المجازر الآلية غير موجودة!! فالمتاح من المجازر يستوعب حوالي 400 الف طائر فقط.. هذه الدواجن السليمة والمحبوسة مهددة بالمرض لعدم وصول الاعلاف اليها. بسبب توقف موردي الاعلاف عن امداد المزارع بالعلف.. وعدم التصريح بخروجها للتسويق.. لعدم وجود مجازر كافية.. كيلو كل ساعة تمر علي هذه الأرواح بدون تصريف. ماذا يحدث؟ كما تخيل البعض في العالم سيناريو لتفشي الوباء عالميا.. فأنا أتخيل ان تنخفض مناعة هذه الطيور المحبوسة لتصبح عرضة للاصابة بجميع الامراض الاخري ثم تتحول إلي وباء اكبر من طاقاتنا جميعا. . ولا قبل لنا به.. ونصبح بعد ان كنا نجابه وباء وهميا.. نعيش وباء حقيقيا!! ومن منطلق غيرة.. وحس وطني اناشد من يقودنا للخروج من هذه الازمة ان يدرس الحل الذي تقدمت به لاحتواء الخطر القادم.. وهو ان يتم الموافقة علي اعتبار محلات الدواجن التي تصلح لجميع الشروط الصحية والبيطرية والبيئية وتحت الاشراف المكثف مجازر يدوية لاستقبال الدواجن الحية التي لاتستوعبها المجازر الالية مع اشتراط وجود ثلاجات تجميد وحفظ بهذه المحلات تمهيدا للتحول المطلوب عند استكمال المجازر التي تستوعب انتاجنا كاملا.. وهذه رؤيتي لاحتواء المشكلة الاولي والملحة.. وبفتح هذه المحلات.. ستكون بداية لعودة الطمأنينة للجميع. وقد بدأنا في أول خطوة عملية لطمأنة المواطن والمستهلك وتطهيره من أثر الشائعات الفاسدة والمغرضة.. بأن قمنا بدعوة السيد محافظ الغربية وجميع المسئولين ولفيف من شرائح المجتمع بطنطا علي مأدبة غداء.. مكونة من حوالي 700 دجاجة.. تم تناولها امام كاميرات التليفزيون وبوجود الصحافة.. حتي يطمئن الجميع ان دواجن مصر سليمة والحمد لله. وهذه الخطوة ستكون بداية التعامل مع الازمة بواقعية.. لان حجم المشاكل ضخم ويحتاج الي تضافر جميع الجهود والمخلصين.. والله المستعان