كلمة حق.. فقد فجر الجمهور المصري قنبلته الانشطارية في ستاد القاهرة، وفي الوقت المناسب تماما ليوصل المنتخب الوطني المصري الي نهائي بطولة كأس الأمم الأفريقية رقم 25 ليلعب هذا النهائي غدا "الجمعة" أمام نفس الجمهور العملاق بنفس الملعب، أمام منتخب كوت ديفوار "الأفيال" للمرة الثانية خلال هذه البطولة.. وللمرة الرابعة فقد بدء تصفيات البطولة نفسها، ولولا قوة الجماهير المصرية في ستاد القاهرة ما تيسر لمنتخب مصر أن يحقق الفوز علي منتخب السنغال في مباراة نصف النهائي بنتيجة 2/،1 ولدخل الفريق المصري في حسابات محزنة، بسبب الأداء المهتز للاعبي منتخب مصر وللمدرب حسن شحاتة، ولخطورة الفريق السنغالي. لقد ابتلع الجميع مرارة أشياء كثيرة في المباراة أمام أسود التيرانجا، لأن الفوز تحقق في النهاية، والفريق واصل تقدمه المذهل الي المباراة النهائية "غدا" لأن ما حدث في الملعب لم يكن مطمئنا وأيضا يعطي مؤشرات غير مطمئنة للمباراة النهائية أمام الأفيال في النهائي، وستكون مواجهة مختلفة عن المواجهات الثلاث السابقة. لأن الفريق الايفواري سوف يعض علي الفرصة بكل شراسة، مثلما فعل أمام نسور نيجيريا وفاز 1/صفر في مباراتهما بنفس الدور، وأحرز دروجبا هدف الفوز الوحيد. الفوز المصري "2/1" جاء بهدف من ضربة جزاء أحرز منها أحمد حسن في الدقيقة 35 من البداية، وتعادل التيرانجا في الدقيقة 51 بضربة رأس من لاعب الوسط المتقدم مامادو نيانج، قبل أن تهبط السعادة علي كل المصريين برأس عمرو زكي في الدقيقة 80 الذي حول كرة قوية في شباك الحارس السنغالي توني سيلفا. وكما أن الجمهور المصري فجر قنبلته الانشطارية التي قفزت بالفريق الي النهائي، فإن الحكم الكاميروني للمباراة ايفي ديفين قدم هديته للمصرين عندما تغاضي عن احتساب ضربة جزاء صحيحة للسنغال في الدقيقة الأخيرة، كان يمكن ان تدخل المباراة في حسابات أخري صعبة.. ويبدو أنه كان يرد علي نفسه بتغاضيه عن ضربة جزاء مماثلة لعماد متعب في الشوط الأول. بنتيجتي الفوز علي نيجيريا والسنغال، يلتقي منتخبا مصر وكوت ديفوار "كلاكيت رابع مرة" في السادسة مساء غد "الجمعة" في المباراة النهائية والتي تشهد تتويج بطل أفريقيا في البطولة رقم ،25 فيما تقام في السادسة مساء اليوم بتوقيت القاهرة مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع بين منتخب نيجيريا والسنغال بملعب الكلية الحربية، ويسدل الستار علي البطولة الكبيرة مساء الجمعة وينفض المولد الأفريقي الكبير والمثير، والذي شهد صفوة نجوم الكرة الأفريقية التي قدمت في 30 مباراة أعلي مستوياتها حتي أن الفرنسي لومير المدير الفني السابق لمنتخب فرنسا، والمدرب الحالي للمنتخب التونسي وجه إنذارا الي كل المنتخبات الأوروبية بأن تنتبه الي قوة الكرة الأفريقية التي تطورت بصورة ملحوظة في هذه البطولة. للمرة السادسة منتخب مصر تأهل بهذا الفوز الي نهائي بطولة كأس الأمم الأفريقية للمرة السادسة، حيث سبق له اللعب في النهائي 5 مرات سابقة، فاز في 4 منها باللقب في بطولات 1957 بالسودان و1959 بالقاهرة و1986 بالقاهرة و1998 في بوركينا فاسو وجاء ثانيا مرة واحدة في بطولة 1962 بأثيوبيا. أما المنتخب الايفواري فهذه هي المرة الثانية التي يتأهل فيها الي نهائي البطولة الأفريقية، وكانت المرة الأولي في بطولة 1992 بالسنغال وفاز باللقب. وأمام منتخب مصر فرصة ذهبية كي يحقق الرقم القياسي لعدد مرات الفوز بكأس أفريقيا حيث يتساوي في الفوز 4 مرات مع منتخبي الكاميرون وغانا. المجموعة الأولي ومن صدف هذه البطولة ان منتخب مصر وكوت ديفوار اللذين تأهلا للمباراة النهائية أنهما من المجموعة الأولي التي ضمت أيضا منتخب المغرب وليبيا اللذين خرجا بعد الدور الأول.. كما أن الفريقين كانا من نفس المجموعة في تصفيات افريقيا المؤهلة للبطولة ونهائيات كأس العالم، وتأهل عن المجموعة المنتخب الايفواري الذي أطاح بأفضل فرق البطولة الأفريقية، وهو منتخب الكاميرون ثم نيجيريا. احداث عصيبة الأحداث في مباراة مصر والسنغال لم تكن مريحة، فجاءت المباراة عصبية، خاصة أن الفريق السنغالي أمتلك زمام المباراة بعد 15 دقيقة فقط. وظهر أكثر تنظيما وخطورة، حتي إن عصام الحضري تدخل مرتين بجسارة وشجاعة لانهاء هجمتين سنغاليتين من انفرادين صريحين في الدقيقتين 16 ضربة جزاء صحيحة من لمسة يد لأحد المدافعين يحرز منها أحمد حسن هدف التقدم.. وطوال هذا الشوط "الأول" لم يكن لأداء منتخب مصر ملامح واضحة، وانما مجرد كرات عالية أمامية الي متعب وميدو لم يستفيدا منها لأن مدافعي السنغال كانوا أطول وأشرس في التعامل مع هذه الكرات السهلة. زاد الحال تأزما مع بداية الشوط الثاني، خاصة بعد أن تعادل الأسود مبكرا بهدف امادو نياتج وزادت الخطورة علي الحضري، ويتألق إبراهيم سعيد في التصدي لكثير من الكرات الخطرة ويمنع محمد عبدالوهاب كرة خطيرة من علي خط المرمي تجاوزت الحضري بالفعل.. وسط هذا الارتباك تحدث مأساة "ميدو" الذي احتج بأسلوب "غبي" علي مدربه حسن شحاتة عندما أراد استبداله بعمرو زكي، وشهد كل من في الاستاد مهزلة لا تليق باسم النجم المحترف الكبير.. ولكن لعب عمرو، ومن الدقيقة الأولي لاشتراكه يحرز هدف التأهل للنهائي بضربة رأس قوية، من كرة عرضية تلقاها من محمد عبدالوهاب وسط ذهول الجماهير وفرحتها، وكان هذا الهدف نقطة تحول في المباراة، كي يقدم منتخب مصر أقوي 10 دقائق كاد خلالها أن يهز الشباك السنغالية بهدفين آخرين علي الأقل ولكنه فشل بسبب فردية بعض اللاعبين.