يحاول الرئيس بوش الصغير أن يضفي علي نفسه مسحة دينية، ويصبح أحد علماء الدين، أي دين، ربما يشفع له ذلك في إعلاء شعبيته المتدهورة، ويحول فشله الداخلي والخارجي الي نجاحات موهومة، لذلك سعي للربط بين ما يفعله وبين إرادة "الرب" الذي كلفه بمهمة فرض هيمنة الإمبراطورية العظمي وتحقيق مصالحها ومحاربة أعدائها ونشر تعاليمها وثقافتها، فسارع إلي ارتداء قلنسوة حاخامات اليهود، مدافعاً عن الصهيونية في مواجهة المسيحيين المتعصبين والمسلمين المتطرفين والجنس الأصفر والأخضر، الذين يناهضون ما تفعله إسرائيل في الفلسطينيين، ثم ارتدي عباءة البابا ليحارب الإرهابيين من المسلمين العرب والمسيحيين الذين يساعدونهم، ولكن بعد أن وجد أن ذلك قد أضر بمصالح الإمبراطورية نتيجة لعدائه الأعمي وعدم تفريقه بين دول عربية وإسلامية لها روابط استراتيجية وتحالفات مهمة مع الإمبراطورية والدول الأخري التي لا تنصاع لها، أسرع بارتدائه عمامة مشايخ المسلمين ليعلمهم أمور دينهم الذي أدي جهلهم به إلي معاداة الولاياتالمتحدة وفهمهم الخاطئ لسلوكها فشن حملة مسعورة للتبشير ب دين جديد يدفع من يعتنقه إلي التسليم الكامل بإرادة الإمبراطورية، وذلك من خلال العمل علي تغيير الأفكار لتتطابق مع رؤي أمريكا، وسعي إلي الضغط بكل قوة لتعديل مناهج التربية الإسلامية في جميع مراحل التعليم بالدول العربية والإسلامية لتتلاءم مع "تعاليم" بوش، واعتبر أن التحول الديمقراطي وتوسيع نطاق الحريات ومنح المرأة حقوقها حسب منظور وفتاوي المرشد الأعلي بوش أمور تتوافق مع ما تدعو إليه الشريعة الإسلامية وفق فهم الإمبراطورية لها، وفي الوقت نفسه رأي أنه من الواجب "الشرعي الأمريكي" أن تسخّر أقلام ووسائل إعلام الإمبراطورية كلها للتبشير بأهمية الالتزام بتعاليم بوش لأنه الطريق الوحيد الآمن للوصول إلي "جنة" الإمبراطورية والحصول علي رضا بوش. بدأ الأمر بطرح الخطة الأمريكية "لتغيير الأفكار" في العالم العربي وذلك بالاعتماد علي وسائل إعلام ذات وجه عربي وفكر أمريكي ورؤية أيديولوجية غربية، ربما تستطيع إقناع الشعوب العربية والإسلامية بمدي صلاحية القيم والمبادئ والأعراف والثقافة الأمريكية لكل العصور، وقدرتها علي إعادة تشكيل المنظومة العقائدية والثقافية للشباب العربي، وتكون العصا السحرية لحل المشكلات كلها، والاعتراف بها كحل عبقري يمنع الشباب من التورط في التطرف والارتماء في أحضان الإرهاب، لأنهم سيتفهمون أسباب السلوك الأمريكي العدائي تجاه العرب والمسلمين، ويعتنقون "تعاليم" بوش الصغير، عندها يتطوعون للدفاع عن مصالحه، بل ربما يعلنون "الجهاد" لمساعدته مثلما فعل ابن لادن و"الزفتاوي" ومنحوا إدارة بوش الفرصة والمبرر لتصفية حساباتهم وتنفيذ أجندتهم ونجاح فتواهم بتعبئة شعوب العالم ضد العرب والمسلمين، بل ويساعدونهم حالياً بإهدار مزيد من دماء الأبرياء في العراق والأردن ومصر والسعودية وبريطانيا.