كادت أن تهدأ الأمور بعد أن زادت عن حدها إعلاميا وإن كان الشعب نجح في تضميد الجروح بإيمان أن لكل دينه بالأمر الإلهي بعيدا عن أي تعليمات.. الغريب أن الكل تحدث عن الوحدة والنسيج وهاتان الكلمتان للاستهلاك المحلي لأننا الكل في واحد فالكل.. في مصر قبطي فهذا مسلم قبطي وهذا مسيحي قبطي.. والمسلم أنا وأنت والفلاح والطبيب والصيدلي وبائع الخضار.. الكل لا يعرف حكاية التخالف الديني.. كل المسلمين بسطاء يسعون من أجل لقمة العيش الصعبة.. والمسيحيون أشقاء وشركاء بل هم ونحن أصحاب هذا الوطن ولا يوجد أي تمييز بين المسلم والمسيحي علي الاطلاق.. إن ما يحدث بدعة ومؤامرة بقيادة المسيحية الصهيونية الأمريكية ولمن ينكر المؤامرة.. فنظرة للعراق التي تحولت إلي طوائف سنة وشيعة وأكراد ومسيحيين وقتل واقتتال.. والجاني أمريكا ولنتذكر ما قاله بوش الابن عن الحرب العراقية.. قال إنها حرب مقدسة.. وقال إنها حرب صليبية.. واعتذر بعد أن غطت الدماء أسفلت بغداد.. وذبحوا صدام الرجل الأول لهم بعد أن حرضوه علي إيران ثم الكويت.. وليتذكر معي القارئ.. بدعة السمراء كوندليزا رايس عن ميلاد شرق أوسط جديد.. وفشلت ونظرة إلي السودان الحبيب الغالي.. الجنوب أصبح دولة مسيحية لغته الإنجليزية ومن المنتظر سودان ثالث ورابع.. فها هي القبائل.. وهناك المتمردون في دارفور والملفت للنظر تصريح السيد أوباما الذي ارتدي جبة وقفطاناً في جامعة القاهرة الذي قال سيتم رفع العقوبات الدولية عن السودان في حالة نجاح الاستفتاء وتأكيد الانفصال. سؤال.. لماذا يا سيد أوباما هذا التصريح؟ لأن العقوبات جاءت وسيلة ضغط علي النظام السوداني لتنفيذ الانفصال وليبقي الرئيس مدي الحياة.. وإيه يعني ضياع أمة السودان! إنه الحكم الفرد الذي ينظر نفسه وغياب تداول السلطة. واليوم كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية في اليمن لضمان اليمن.. وفلسطين.. دولتان.. دولة حماس.. ودولة السلطة وقريبا دولة دحلان.. ولبنان.. آه.. الكل يبيع ويحدث هذا في غياب دور الشعوب.. الشيطان الأمريكي يسعي الآن للانفراد بطهران والتحريض عليها.. وتخويف الحكام الأوحدين من البعبع.. ونذكر تصريح البابا بنديكت الذي فشل في حماية الأطفال من الاعتداء الجنسي داخل الكنائس.. يتحدث عن حماية المسيحيين في مصر.. وكلام رايح جاي.. والحكام في غيبوبة. المخطط الاستعماري جار تنفيذه خطوة.. خطوة.. بنجاح وما حدث في الإسكندرية تم بمعرفة هؤلاء الأمريكان الصهاينة .وإيه يعني. واحد مسلم يلبس رداء المسيحية ويقتل أو واحد مسيحي يلبس جلباب مسلم ويقتل وليتذكر الكل أن انفجارات العراق عام 1955 في يهود العراق كانت من اليهود بقيادة عزرا فايتمان لتهجير يهود العراق إلي فلسطين.. والسيناريو القادم تفجير مسجد من باب انتقام المسيحيين.. لأن مصر علي الخريطة وتماسكها يهدد بفشل المخطط الأمريكي الإسرائيلي.. والعالم كله ضد العرب المسلمين ومعهم المسيحيون في مصر.. إنها حرب حضارات.. إنها أمريكا صاحبة الفيتو ضد أي قرار لصالح العرب.. إنها أمريكا التي أطلقت علي الإسلاميين لفظ المجاهدين عندما ذهبوا إلي أفغانستان ضد الدب الروسي الأحمر.. والآن اطلقت عليهم الإرهابيين واعلنت الحرب علي الإرهاب بعد سقوط الامبراطورية السوفيتية كل الآلام للشعوب.. صناعة أمريكية.. وهي التي تغمض العين عن احتلال الجولان. واستاءت عندما اعترفت دول أمريكا اللاتينية بالدولة الفلسطينية.. وهي التي طلبت من نتنياهو الاستمرار في الاستيطان.. وهي وراء هجوم مسيحيي المهجر علي مصر.. لكن مصر بشعبها وقياداتها وشبابها لن تسقط علي الرغم من التمييز بين كل المصريين سواء في الوظائف أو الأجور.. لن تسقط مصر رغم الجوع والحرمان للأغلبية واحتكار النخبة للسعادة.. لن تسقط مصر رغم انتشار الفساد والوساطة وخضوع كل الاختبارات للتزوير وليطمئن السيد صاحب منظمة مسيحيي المهجر أن المصريين بخير.. وهذه حكاية عشتها أهديها للكل.. في قرية بساط مركز طلخا.. مات عوض جرجس رزق الله.. المسيحي الوحيد في القرية بعد أن هاجر مسيحيو القرية للمدينة.. بالقرية كنيسة.. كل المسلمين خرجوا لدفنه بمقابر المسيحيين بالقرية وتركوه في الكنيسة لحين حضور رجل الدين.. وعادوا للدفن إنها صورة كانت في حاجة للتصوير.. وفي الطويلة حضرت دفن صديقه مسلم وعند الخروج من المسجد وجدت العائلات المسيحية التي تعيش معي ومع شقيق المتوفي في الشارع أمام المسجد معنا إلي مقابر المسلمين.. والأهم ولا نحن ولا الكل يعرف الخلاف.. إنها لعبة دول ولعبة منتفعين.. بعيدا عن الدين.