عام نودعه بقليل من الحزن وكثير من التفاؤل والأمل وإن كان التعليم المؤرق الأول للأسر المصرية برغم ما تبذل فيه من جهود وتزال من طريقه العراقيل والأشواك التي مازالت تعوق سير القطار الذي لا يصح أن يميل ولا يجب أن يحيد عن طريق المعهود حتي وإن لعبت به الرياح الهشة التي لا نسيم لها ولا راحة تسرها لم تستطع أن تعترض أو توقف سرعة هذا القطار فهل نسير حقاً في اتجاه صحيح!؟ فكم من جهود احترمناها؟ وكم من خطوات مشيناها؟ وكم أزلنا صدأ القضبان وضبطنا الحوافي والسيقان!! ولسنا بصدد ما أنجزناه في هذا العام فهو ماثل أمام العيان يشهد له البيان ويشار إليه بالبنان.. وطالما يسير القطار فلابد من الإصلاح لم تمض أياما قليلة علي تكليفات سيادة الرئيس للحكومة بالتعليم تلك الكلمة الشاملة الجامعة القاطرة القوية التي تقود الأمة إلي مستقبل مشرق ومسار نفتخر له وتتباهي به أمتنا العربية التي تضع التعليم المصري نصب أعينها مثالاً يحتذي ونمطا فريداً لا يتجاهله أحد وقد كان لزاما علي الوزارة حمل تلك الأمانة بمحاورها المختلفة المعقدة في بعض الأحيان من معلم وطالب وولي أمر وكتاب ومناهج وتخطيط ومدارس ومواكبة ومسايرة وتطور وسرعة وعقلية وإبداع وعقبات إلي باقي ملامح المنظومة وهي تسعي إلي العطاء والانتماء والإطلاح وما أعجبني من مواقف يتشرف بها كل مصري ويعتز بتلك الثقة والأمانة ويشهد لهذا الأسلوب العبقري من وزير التعليم أحمد زكي بدر بإصلاح المعاهد القومية وما في المدارس من فساد أليس هذا بالصحيح الذي نتمناه؟ ألم يكن هذا التصرف أفضل من باطل نتمادي فيه وحتي يستقيم الطريق لهذا القطار المنشود!! لابد من التغيير أيها السادة والعمل والتخلي عن أمور كثيرة طالما عطلت وشكلت قلقا علي مستقبل الأبناء وانفلاتا لابد من ردعه.. ودائماً يحاول دعاة الفوضي والمصالح الشخصية والمنتفعين من الوقوف في وجه أي قرار جديد قد يعود بالنفع ويقوم المعوج ويجعل من العدالة والشفافية سمة للمنظومة التعليمية في عهد جديد يتوافق مع الظروف والوضع الجيد التي تسعي إليه الوزارة وما يؤلمني من الإعلام المصري لمسموع والمرئي والمكتوب تناول مثل هذه الأمور بأشكال خاطئة تفوح منها المبالغة والتهويل والإثارة تقوم الدينا لها ولا تقعد كما تعودت لأي قرار يخص التعليم أو أي محاولة للإصلاح لم نر في إعلامنا مرة وقفة جادة أو مناصرة أو مساندة لإزالة الأشواك من أمام القطار الذي لابد أن يسير ويسرع ولا يتراجع أبداً لا يعرف هذا الإعلام إلا النقد والتهويل والتصيد لأخطاء المدارس والمعلمين والتندر بها أمام العالم.. فقد كنا منذ أيام نتكلم عن العنف في المدارس بل العنف في المجتمع ككل ونالت المنظومة التعليمية النصب الأكبر مع نسيان أهم ما يؤدي إلي هذا العنف من فشل الأسر وغياب الأدوار من أب وأم ومنذ أيام قلائل ومع تكريم معالي الوزير لطلبة المدارس حفاظ القرآن الكريم يشير إلي الاهتمام بالتربية الدينية وتطوير مناهجها وهذه ركيزة أساسية في علاج ظاهرة العنف في المدارس وخلق جيل مزود بالأخلاق الكريمة ومبادئ فاضلة وقيم يعرضها كتاب جيد وموضوعات مختارة بدقة تلمس الواقع وتسايره وعلي حد تعبيراته لابد وأن يكون هناك مادة اخلاقية تثري الطالب من تربية وكتاب يثقف الطالب والمدرس يشترك فيه موجهي المدارس والأساتذة بالتدخل في المنهج واختيار ما يحلو من مظاهر تربوية تخدم المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية نعم نريد كتابا له قيمة وحقا هذا هو الكلام!! بعد أن وصلنا إلي أمية دينية شاملة تكاد تعصف بأركان المجتمع والأمم هي الأخلاق.. آن الآوان لهذا الحماس الديني الذي كنا نتوقعه من معالي الوزير الغيور علي مجتمعه الحريص علي الأبناء وتربيتهم نعم لتطوير كتاب الدين ليس الغلاف والعنوان بل المضمون وما يثري العقول والأذهان ويصل بالقاطرة إلي بر الأمان!! elshudfe.gmail.com