مازلنا في خطونا الأول بالقرن الواحد والعشرين مودعين قرنا حافلا بمتغيرات مثيرة في مختلف مجالات الحياة من تطور هائل في العلوم والفنون والآداب وخاصة التقدم الهائل في الاتصالات وثورة المعلومات والفضائيات والعالم كله يلهث في محاولة فهم لما يجري.. نظريات راسخة تنهار امبراطوريات عظمي تتساقط واحدة بعد الأخري دويلات حديثة تتنمر وتطفو علي خريطة العالم المضطربة والحبلي بمولود جديد مازالت معالمه في علم الغيب.. والعقل البشري الجبار مشغول في الفهم والاستيعاب السريع لحركة التاريخ في محاولة منه لإعادة الحسابات والمشاركة الفعلية في صنع ولادة المستقبل القريب وسط خضم من الصراعات والتيارات الفكرية والعلمية والدينية وحتي العنصرية انتظاراً للحظة المخاض التي لا تخضع لمقاييس القرون الماضية، خروجاً علي المألوف ومساهمة في تحديد الهوية الذاتية والتي علي أساسها تتحدد هوية العلاقات الدولية فأين نحن من ذلك كله..؟ وهل نحن جادون في اقتحام القرن الحالي؟ وكيف أعددنا أنفسنا للمشاركة في صناعة أسس المجتمع الدولي الجديد..؟ وأين مكاننا في الصف الطويل..؟ وليس من المعقول أن نواجه هذا التغيير الهائل بمفاهيم رثة ورؤي قاصرة تعود بنا للوراء ونغمض أعيننا عن الحاضر متنكرين لمستقبلنا ومستقبل العالم من حولنا ونظل نلف وندور في دوائر قضايانا الضيقة دون اقتحام حقيقي لها والعمل علي حلها وتخطيها إلي آفاق أرحب وأوسع. ونحن نحتاج في تحقيق ذلك إلي رؤية شاملة لأنفسنا وللعالم من حولنا وتميزنا عن غيرنا قوامها الإيمان بالله وبأنفسنا والأخذ بأسباب العلم والتحلي بصفات الأمانة والصدق مع تعظيم قيمة العمل لنتعرف علي حقيقة أنفسنا ونعيد تقييم ذاتنا بمعايير حقيقية عادلة ووضع الإطار العام للعمل القومي في إطار خطة استراتيجية حقيقية للتنمية ورسم البرامج التنفيذية والتفصيلية بدقة، ثم تأتي مرحلة اختيار الكفاءات بنفس الدقة وبعيداً عن الهوي مع نشر ثقافة الثواب والعقاب والنزاهة والشرف لنحمل الأمانة كاملة.. وبدءاً من الإيمان بالمسئولية مروراً بمرحلة حب العمل نفسه انتهاء بتحقيق نتيجة متوقعة ومرضية هي حصاد العمل الجاد والمخلص والذي يقربنا من تحقيق حلمنا بمستقبل جميل سعيد ويبقي فقط السؤال المهم عن دور المواطن المصري العادي.. وهل سيظل كما هو دوما في مقاعد المتفرجين..؟ أم سيكون شريكا في وضع الإطار العام للعمل القومي بحرية أوسع وبالتالي تكون المشاركة فعلية في صنع القرار وتنفيذه مع ما يتناسب من الجرعات المتاحة من الديمقراطية الصحيحة وهذا هو الحلم الحقيقي بالمستقبل. www.mohmoudhammoublogspot.com