خبراء التعليم يرفضون التدخل في تعديل المناهج عرجاوي: موقف مصر واضح وعقيدتنا وتعاليمنا خطوط حمراء الناقة: المنظومة التعليمية مسألة وطنية قومية لا تقبل المساس تحقيق فاتن زكريا رفض خبراء التعليم والتربويون وأساتذة الجامعات التقرير الأمريكي الذي طالب بتغيير المناهج التعليمية في المدارس والجامعات بحجة الحريات الدينية. وأكد الخبراء معارضتهم التامة لتغيير المناهج بتوصية أمريكية واتفقوا مع الموقف الرسمي المصري مؤكدين انها مسألة قومية وطنية. حول ردود الافعال والاراء كان لنا التحقيق التالي: يستنكر الدكتور رفعت لقوشة أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإسكندرية تقرير وزارة الخارجية الأمريكية الذي يطالب بمنع ارتداء الحجاب لجميع الطالبات في مختلف المراحل التعليمية وتدخلها في إعادة صياغة المناهج التعليمية بما يخدم ما اسماه قضايا التسامح الديني، واصفا التقرير بالتدخل السافر في شئون مصر الداخلية مما يعد انتهاكاً للسيادة المصرية. ويشير د. لقوشة إلي أن مسألة ارتداء الحجاب مسألة تخص الحريات الشخصية، ومن المفترض أن تحترم تلك الحريات ولا يجب المساس بها. ويري أستاذ العلوم السياسية أن الإدارة الأمريكية في واشنطن تلقت نصيحة من البعض وهي التي تضمنت قصة الحجاب في التقرير الأمريكي باستخدام الحجاب كوسيلة أو نقطة حركة لالغاء المادة الثانية من الدستور المصري بمعني أنه إذا تم نزع شرعية الحجاب أو لو افترضنا أن الدولة اصدرت قراراً بمنع ارتداء الحجاب في موقع أو آخر فإنها بذلك تعطل المادة الثانية من الدستور المتعلقة بالشريعة وطالما تعطلت المادة الثانية من الدستور فمن وجهة نظر البعض يصبح الطريق سهلاً لالغائها الذي هو الهدف الاساسي لأمريكا، وقال إنه فيما يخص التدخل في مناهجنا التعليمية فإنها قصة متكررة في التقارير الأمريكية الصادرة والتي وصل الأمر بأمريكا إلي التدخل لالغاء مادة الاملاء في مقر اللغة العربية في إطار ما وصف بتطوير المناهج ثم ارجعها وزير التربية والتعليم الحالي مرة أخري. ويضيف لقوشة قائلاً: إن القضية في المناهج التعليمية بمصر أنها في حاجة إلي قراءة وليست القضية متعلقة بالتسامح الديني، حيث إن التسامح الديني ليس مجرد نصوص وإنما منهج قائم علي العقلانية والحقائق وبناء وعي للطالب للتعايش مع الآخر وقال إن مشكلة مناهجنا التعليمية ليست في التسامح الديني وإنما مناهج قائمة علي ركيزة غير عقلانية مشيراً إلي أنه إذا كانت المناهج تنتج في النهاية طالباً لا يستطيع التفكير، فكيف تنتج طالباً يستطيع التسامح حتي وإذا قرأ يومياً في مناهج التعليم وصفحات مطولة عن التسامح. ولفت د. لقوشة إلي أن إسرائيل منذ نهاية السبعينيات وهي ترتب لتوليد أزمات والدفع بها إلي نقاط احتقان وإلي ما هو أبعد من ذلك إلي نقاط .اللاحل. وبالتالي توجد اصابع صهيونية وراء تلك المطالب. ويرفض الدكتور محمود الناقة أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس مطالب أمريكا في تقريرها الصادر مؤخراً بالتدخل في إعادة صياغة المناهج التعليمية قائلاً: ليس من حق أمريكا أن تتدخل في المناهج المصرية بأي حال من الأحوال، مؤكداً رفض مصر رفضاً تاماً تدخل أمريكا في شئونها الداخلية. وشدد الناقة علي أن التعليم مسألة وطنية قومية ومسألة تصوغ الإنسان المصري صياغة خاصة في ضوء طبيعة المجتمع ومعتقداته وليس من حق أمريكا أن تفعل شيئاً ولا نسمح لها أن تفعل شيئاً لأن التعليم بالذات ينبغي أن يكون تعليماً وطنياً، وإذا كنا قد فرطنا في ذلك بعض الشيء للأسف فأصبح لدينا مدارس وجامعات أجنبية بحجة أن الحكومة غير قادرة علي إنشاء جامعات جديدة، وهذه مسألة خطيرة جداً وتحت حجة الاستيعاب يضيع الانتماء ويضيع ترابط المجتمع ويجعل هناك تفاوتاً في الطبقات الاجتماعية والتعليمية فنجد شريحة من الجامعات المصرية وشريحة من الجامعات الأمريكية وهذا يثق فيه سوق العمل، وذاك لم يثق فيه سوق العمل، مشيراً إلي أن الضرورة هنا ليست ضرورة حتمية لا تبيح المحظورات. ويستطرد أستاذ المناهج بعين شمس قائلاً: لتكتب أمريكا تقارير كيفما تكتب فهي تقارير ليست إلهية ولتطالب كيفما تشاء فنحن لا ننصاع إليها، فأمريكا تقول إنها تريد أن تتدخل في المناهج لتشيع فكرة حقوق الإنسان، فمصر تستطيع أن تشيع ذلك وتحث الإنسان عليها وأؤكد أن ليس من حق أمريكا أن تطلب التدخل في إعادة صياغة المناهج التعليمية، واصفاً ذلك بالتطرف الأمريكي. ويعقب الدكتور مصطفي عرجاوي رئيس قسم القانون الخاص بكلية الشريعة جامعة الأزهر فرع دمنهور علي أن هذا يعد مخالفة صريحة للدستور المصري ودعوة إلي الفوضي، والإخلال بالنظام العام مشيراً إلي أنه ليس من حق أمريكا أوغيرها من الدول التدخل في شئون مصر الداخلية بل في أخص خصوصيتها المتعلقة بالعقيدة والسلوك العام والتعليم ولذلك رفض الدولة ليس بصفتها دولة وإنما بصفتها ممثلة لكل القوانين بغض النظر عن عقيدتهم لأن احترام القيم والعقيدة نابع من إيمان جميع المصريين بغض النظر عن عقيدتهم ودينهم لذلك هذا العمل يمثل جريمة كبيرة، وتدخل مصر بالرفض حسم هذا الأمر ومنعه، ومن حق مصر أن تتخذ جميع الإجراءات التي تمنع وقوع مثل هذا في الحاضر أو المستقبل لأنه من الخطوط الحمراء. ويكمل د. عرجاوي قائلاً: إنه لا يعني علي الاطلاق أن تتدخل أمريكا في الشأن المصري يهدف إلي انتشار العلمانية أو خلافها وإنما يهدف إلي تحقيق الفوضي والصراع في داخل الوطن، ولذلك تستعمل مصطلحات الحرية والتقدم وغير ذلك للقضاء علي هذا التناسج والتآلف بين أفراد الشعب وبهذا تحقق غرضها وبالذات من خلال الدين لأن الانفعال يكون شديداً ورد الفعل يكون أشد عندما يتصل الأمر بأي مخالفة لقيم الأديان والمجتمع، فالهدف إذن هو احداث القلاقل فقط.