طه حسين منحنا المفتاح الحقيقي لالتقاء الحضارات في اطار الاستراتيجية الجديدة التي يتبناها البيت الفني للمسرح ورئيسه الجديد الفنان رياض الخولي والخاصة بتفعيل دور القطاع في الحياة الثقافية واقامة احتفاليات ثقافية حول الاعمال المسرحية التي يقدمها البيت الفني نظمت الفرقة القومية للعروض التراثية بقاعة مسرح الغد ندوة اعقبت عرضا خاصا لمسرحية "دعاء الكروان ". وكان ذلك احتفالا بذكري ميلاد عميد الادب العربي الراحل ، واسهاما في اعادة استلهام فكره وتقييم الدور الهام الذي لعبه في الحياة الثقافية المصرية والعربية. بدأت الندوة بكلمة للمخرج ناصر عبد المنعم مدير الفرقة قال فيها الفرقة منذ تغيير اسمها من الفرقة التجريبية الي " القومية للعروض التراثية " باتت رسالتها واضحة وهي ليست اعادة تقديم التراث بشكله التقليدي، وانما خلق حالة من الجدل مع التراث وهو ما يتجلي في نموذج " دعاء الكروان " الذي قدمته المخرجة كريمة بدير بشكل مختلف تماما عن شكله التقليدي. انتقلت الكلمة الي مدير الندوة الناقد الدكتور محمد زعيمة الذي حيا ناصر عبد المنعم لوعيه بفلسفة الفرقة، وطبيعة العرض، والبداية الموجزة التي ترتبط بشكل حقيقي بعرض اليوم. وقال إن رواية طه حسين جزء من ثقافتنا وموروثنا الشعبي خاصة بعد تقديمها في السينما، واعادة تناولها بشكل جديد وتقنيات حديثة شيء مهم، كما أن عودة البيت الفني لتنظيم ندوات نقدية لإثراء الحركتين المسرحية والنقدية شيء يستحق التحية. انتقل زعيمة الي تقييم ومناقشة العرض ليقول إن العرض يفجر مشاكل كثيرة بداية من طبيعة النص وتقنيات الكتابة غير الكلاسيكية في نص كلاسيكي، كما أن العرض يمزج بين الشعبي والأشكال الغربية، بين لغة الجسد ولغة الصورة، العرض له الكثير من الإيجابيات كما أن هناك بعض الأشياء التي تؤخذ عليه. ثم جاءت كلمة الناقد رفيق الصبان الذي ميز أولا بين طه حسين، والمسرحية وقال إنه من جيل لم يكن ليوجد لولا طه حسين الذي علمهم كيف تكون الكلمة لؤلوة وشهابا، وكيف تمتد كل حضارة إلي حضارات أخري، وكان مع توفيق الحكيم النافذة التي انفتحت علي العالم الغربي، وعلما تلامذتهما أنه حتي لو غرقنا في الآداب الأجنبية فلن نفقد طابعنا، وتابع أن طه حسين منحنا المفتاح الحقيقي لتلتقي الحضارات عند الإنسان بغض النظر عن الدين والجنسية والانتماء السياسي. وقد كتب في شتي الأشكال الرواية، الدراسات النقدية، عن الإسلام، عن الأدب الجاهلي، لكي يرينا أنه يمكن أن يخضعهم للمنهج الديكارتي، و من خلال ذلك خوض أي تابو وفسر الصبان عن فكرة تحويل العمل السينمائي لعمل مسرحي قائلاً: شكسبير الذي تعلمنا منه الإبداع تم تقديم مسرحياته في شكل باليه، مايم، عرائس، مقطوعات موسيقية هو قدم قماشة للإبداع للمبدعين ليقدموها بطريقتهم، وهذا ما حدث مع طه حسين.