اتهم حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان الحركة الشعبية لتحرير السودان بتكريس الخلافات بشأن منطقة أبيي المتنازع عليها وإعاقة الجولة المقبلة للمفاوضات بشأنها، وهو ما رفضته الحركة، معتبرة أن الاتهامات محاولة من المؤتمر الوطني للضغط عليها مؤكدة استعدادها للمفاوضات. وتأتي هذه التطورات في خضم الجدل الذي أثاره اقتراح مصري بخصوص إمكانية تأجيل الاستفتاء علي تقرير مصير الجنوب وطرح خيار الكونفدرالية بين شمال السودان وجنوبه. وقال الدرديري محمد أحمد، مسئول ملف أبيي بحزب المؤتمر الوطني في مؤتمر صحفي إن لدي الحزب "معلومات تؤكد أن الحركة الشعبية تسعي لإعاقة الجولة المقبلة" من المفاوضات بين الطرفين التي تهدف لتجاوز الخلافات الشديدة بشأن الاستفتاء. وأضاف أن "تأجيل وعدم الذهاب إلي جولة 27 أكتوبر الماضي تتحمل مسئوليته الحركة الشعبية بسبب نكوصها عن المواقف التفاوضية التي قدمتها في جولة أديس أبابا ورفضها مشاركة الوفود الأهلية". وفي المقابل رفضت الحركة الشعبية هذه الاتهامات معتبرة إياها محاولة من المؤتمر الوطني للضغط عليها لتغيير موقفها إزاء منطقة أبيي، وأبدت استعدادها للمفاوضات. وقال توماس واني رئيس كتلة الحركة بالبرلمان للجزيرة إنه ليس هناك أي اتجاه لعرقلة المشاركة في المفاوضات المقبلة بأديس أبابا مؤكدا استعداد الحركة للمشاركة.وأدي اتساع الهوة بين الجانبين في تعليق جولة مفاوضات سابقة كانت مقررة في 27 من الشهر الماضي بأديس أبابا بشأن النزاع حول أبيي ومن يحق له التصويت في الاستفتاء الخاص بالمنطقة التي تتقاسم النفوذ فيها قبيلتا دينكا نقوك الجنوبية، والمسيرية الرعوية ذات الأصول العربية. وفي سياق متصل أكد محمد عثمان النجومي أمين مفوضية الاستفتاء لتقرير مصير جنوب السودان للجزيرة مواصلة الهيئة لجهودها لإجراء الاستفتاء في موعده رغم صعوبات ضيق الحيز الزمني. وفي نفس الإطار قال مراسل الجزيرة إن طلبة ينحدرون من منطقة أبيي نظموا مسيرة بالخرطوم للتأكيد علي رفضهم تأجيل الاستفتاء حول تبعية المنطقة للشمال أو الجنوب. وتأتي هذه التطورات بعد الجدل الذي أثاره الاقتراح الذي تقدم به وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط بإمكانية تأجيل الاستفتاء علي تقرير مصير الجنوب في يناير المقبل وطرح خيار الكونفدرالية بين الشمال والجنوب لحل مشكلة السودان، في إطار دولتين لكل واحدة منهما جيشها وسفارتها لدي الأخري. ووصف وزير التجارة الناطق باسم حكومة جنوب السودان ستيفان ديو الاقتراح المصري بأنه "غير مناسب وجاء في وقت غير مناسب" قائلا للجزيرة إنه "يعد مضيعة للوقت ويؤدي إلي تعكير الأجواء بين شريكي الحكم في السودان". ومن جهته قال القيادي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم ربيع عبد العاطي إن المقترح المصري لا يمكن قبوله إلا بموافقة شريكي الحكم حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان، مضيفا أن هذا المقترح يمكن أن يكون موضوعا للحوار بين طرفي اتفاقية السلام الشامل. ونقل مراسل الجزيرة في جوبا عادل فارس أن الدعوات إلي تأجيل الاستفتاء لا تجد آذانا صاغية في الجنوب، باعتبار أن حكومة الجنوب أوفت بالتزاماتها تجاه مفوضية الاستفتاء فيما يتصل بتمويل العملية، وبالتالي لا مجال للحديث عن تأجيل الاستفتاء لأسباب لوجستية. وأضاف المراسل أن مقترح الكونفدرالية ينظر إليه في الجنوب علي أنه سبق أن تقدمت به الحركة الشعبية خلال مفاوضات السلام ورفضه حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الشمال، وبالتالي فليس هناك ما يدعو للحديث عنه مجددا. علي المستوي الخارجي رحب عمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية بالمقترح المصري موضحا أنه سيزور السودان قريبا لمتابعة التطورات عن قرب، ووصف الوضع الحالي في السودان بأنه مقلق.