هناك غياباً حقيقياً لمعظم الاحزاب حتي التي لها ارث تاريخي وزمن من النضال والكفاح من اجل الجماهير فأصبحوا في غياب كامل وتركوا هموم الامة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. تأتي انتخابات مجلس الشعب هذا العام بشكل مختلف عن اي انتخابات سابقة خاصة في شكل اختيار المرشحين اعضاء الحزب الوطني.. فلأول مرة يتم الاختيار عن طريق المجمع الانتخابي علي ثلاث مراحل ليتم التصويت عن طريق الامانة العامة كمرحلة أولي ثم امانات الاقسام ثم الوحدات الحزبية.. ومن خلال المراحل الثلاث للاختيار سيكون تم الفرز بشكل جيد والمفروض ان يكون المرشحون علي أعلي مستوي وبالتالي سيكون المجلس القادم خالياً من نواب القروض ومزدوجي الجنسية وما شابه وايضا سيكون همهم الاساسي خدمة الناس والمواطنين الغلابة ويتكلمون في اطار مصلحتهم وهذا ما نتمناه ولكن ذلك كله في اطار الشكل بينما المضمون والذي نراه ان عدداً كبيراً جداً من المرشحين في ممارستهم واطار حركتهم الانتخابية لايختلفون عن النواب السابقين، فهؤلاء يصرفون علي حملتهم الانتخابية الملايين في سبيل الحصول علي كرسي في البرلمان وتكون مهمته التصفيق لأي شيء والحصول علي الحصانة حتي يتم استغلالها لصالحه، وفي النهاية ينتهي دور العضو لمجرد دخوله المجلس، وينسي أهل دائرته. المهم هو أنه حصل علي الاصوات وانتهي الامر عند ذلك فهل ستكون اختيارات المجمع الانتخابي مختلفة وافضل من الانتخابات السابقة؟ هذا ما ننتظره وربما يكون أفضل او يبقي الحالي كما هو عليه والغريب ان هناك غياباً حقيقياً لمعظم الاحزاب حتي التي لها ارث تاريخي وزمن من النضال والكفاح من اجل الجماهير فأصبحوا في غياب كامل وتركوا هموم الامة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وراحوا يشتبكون في معارك هامشية من وجهة نظري بعيدة كل البعد عن دور الاحزاب والعمل السياسي فحزب كالوفد يذهب لشراء صحيفة كالدستور ويدخل معركة هامشية مع صحفيي الجريدة وهي معركة ليس لها اي جدوي للحزب ويترك المعركة الاساسية وهي حل ازمات المواطن والخوف عليه وايضا المعركة الاهم بالنسبة له وهي انتخابات مجلس الشعب المفروض ان يكون لها الاهمية الاولي لأن تمثيله في البرلمان من اساسيات عمله السياسي ليعبر عن آرائه واتجاهاته ودفاعه عن هموم الامة واحلامها ومعظم الاحزاب تترك الامور المهمة وتدخل في معارك هامشيه ليس لها اي جدوي ومنها الخلافات التي تنشب داخل الاحزاب يضيعون فيها الوقت والجهد بدون عائد وهذه المعارك الهامشية اوصلت احزاب المعارضة للخروج من الخريطة السياسية وسحبتها من الواقع السياسي لأنها تركت برامجها وبدلا من ان تشتغل سياسة وتقترب من هموم المواطن دخلت في معارك فرعية ابعدتها عن الملعب السياسي فإننا في هذا التوقيت نحتاج الي تعاطي جاد مع قضايانا ونحتاج الي دور قوي لكل الاحزاب حتي يكون المستفيد هو المواطن الذي حرم من معظم حقوقه، ونحتاج لكل البرامج حتي نقضي علي الغلاء ونعيد التوازن داخل المجتمع ولكن للأسف انصرفت معظم الاحزاب الي امور هامشية لاتفيد ولكن من خلال الواقع الذي نعيشه نحتاج الي معجزة حتي تعود هذه الاحزاب لصوابها وتترك همومها الشخصية وتنظر لمصلحة المواطن وهمومه الاقتصادية والاجتماعية وتخلص في نواياها لخدمة هذا الشعب.. ان الانتخابات المقبلة نأمل ان تأتي بشخصيات لها وزنها السياسي مؤمنة بخدمة الجماهير حريصة علي حل أزماته، مشاركة بشكل فعال في قضايا هذه الأمة راغبة في تطور هذا المجتمع ليوضع في مكانته الحقيقية بثقل ووزن هذا البلد.