.طالب الصف الأول. يختتم فعاليات مهرجان الدوحة تريبيكا الثاني استقطاب مجموعة من النجوم العالميين مثل سلمي حايك وكيفين سبايسي فيلم الختام يروي قصة عجوز في الرابعة والثمانين يتعلم بالمدرسة تريبيكا الثاني، حيث سعت الدوحة هذا العام لمنافسة جارتيها أبوظبي ودبي في مجال تنظيم المهرجانات السينمائية في الخليج، وتحاول استقطاب النجوم والمخرجين للمشاركة والتنافس علي جوائز تصل بمجملها الي 410 آلاف دولار أمريكي، وعلي مرأي من قرابة 2800 مدعو، بدأت فعاليات المهرجان السينمائي بحضور شخصيات عربية وعالمية من وجوه السينما وصناع الأفلام، عبروا السجادة الحمراء ليلاقوا معجبيهم، في ليلة مميزة. في سباقها لتحقيق تقدم علي درب المهرجان سعت مؤسسة الدوحة للأفلام بشراكتها مع تريبيكا انتربرايزس، إلي استقطاب وجوه الفن السابع الذين قارب عددهم المئتين بين ممثلين ومخرجين في قائمة تطول نذكر منها الممثلين كيفن سبايسي وسلمي حايك وعادل إمام الذي سيكرمه المهرجان ويسرا وكارمن لبس ورازي شواهدة وأشرف فرح وياسمين المصري، ومن المخرجين نذكر مهدي علي علي ونادية حمزة وهشام بيزرووأدولف العسال ومحمود قعبور وإبراهيم البطوط وبهيج حجيج ومحمد عباسي وسامح زعبي وسوار زركلي وريما عيسي وهشام بن عمار وحسن علي محمود وبرهان قرباني. تترأس النجمة يسرا لجنة تحكيم المهرجان السنوي الثاني، وقد تم اختيارها بعد اعتذار هاني أبوأسعد الذي أُعلن عن تعيينه سابقاً واضطرّ إلي الاعتذار بسبب تأخير في إنتاج فيلمه الجديد "المرسال" الذي يجري تصويره حالياً في لويزيانا، وتضم اللجنة أيضاً أسماء لامعة في صناعة السينما فهناك الممثلة والمنتجة والمخرجة العالمية سلمي حايك والممثل والكاتب والمخرج البريطاني نيك موران والمخرج الهندي بهافنا تلوار والمخرج وكاتب السيناريوالبوسني دانيس تانوفيتش. وسيختار أعضاء اللجنة مجتمعين الفائزين في مسابقتي الأفلام العربية واختيار أفضل مخرج عربي. عرض المهرجان في دورته الحالية مجموعة كبيرة من الأفلام لكبار المخرجين ولمخرجين من الجيل الجديد، وسيتخلل المهرجان عرض 51 فيلماً من 35 بلدا بحضور مخرجيها، وتنوعت العروض بين أفلام كوميدية واجتماعية وسياسية، إلي جانب أفلام الحركة والإثارة والأفلام الوثائقية. وتتوزع الأفلام المشاركة علي أربع فئات هي: مسابقة الأفلام العربية، البانوراما العالمية، العروض الخاصة، ومسابقة الأفلام العربية القصيرة. وضمن الجوائز الجديدة المضافة، ستقدم مسابقة الأفلام العربية جوائز لأفضل فيلم عربي وأفضل مخرج عربي. وسيرصد المهرجان جائزتين لأفضل فيلم روائي وآخر وثائقي يختارهما الجمهور. وتبلغ قيمة جوائز كل مسابقة من المسابقات الأربع 100,000 دولار أمريكي. وهذا العام استحدث المهرجان جائزة قدرها 10,000 دولار أمريكي لأفضل فيلم عربي قصير، وبذلك تصل قيمة جوائز المهرجان المالية هذا العام إلي 410,000 دولار أمريكي. شارك عشرة أفلام في مسابقة الأفلام العربية، منها أربعة أفلام تعرض لأول مرة في العالم، هي: "تيتا ألف مرة" للمخرج محمود قعبور، "حاوي" لإبراهيم البطوط، "بدون موبايل" لسامح زعبي، و"الجبل" لغسان سلهب. كما شملت العروض المتميزة في المهرجان الأفلام التالية: "ميرال" للمخرج جوليان شنابل، "تامارا درو" للمخرج ستيفن فريرز، "سارق الضوء" لأقطان أريم كوبات، الفيلم الوثائقي "اثنان يحملان اسم اسكوبار" للمخرجين جيف ومايكل زيمباليست، "نسخة طبق الأصل" لعباس كيارستمي، "سكريتريات" للمخرج رندل والس، "علي الطريق" للمخرج ياسميلا جبانيتش، و"زينا بالضبط" وهوأول إخراج للممثل الكوميدي المصري الأمريكي أحمد أحمد. وأضاف المهرجان ثمانية أفلام جديدة إلي برنامجه، بينها فيلم "أسطورة القبضة: عودة تشين جين" للمخرج اندرولاو، و"ستون" للمخرج جون كوران من بطولة روبرت دي نيرووإدوارد نورتن، و"ماتشيت" من بطولة جيسيكا ألبا وداني تريخوودون جونسون، و"كازينوجاك" من بطولة كيفين سبايسي، مع عرض خاص لفيلم "نشاط خارق 2" بصيغة آي ماكس. شهد حفل الإفتتاح عرض فيلم المخرج الفرنسي الجزائري الحاصل علي العديد من الجوائز "خارج عن القانون"، وهوفيلم روائي بطولة رشدي زم وسامي بوعجيلة وجمال دبّوس وشفيا بودرة وبرنارد بلانكان وسابرينا سيفيكو. وتدور قصة الفيلم بين عامي 1945 و1962، وينقل إلينا حياة ثلاثة أخوة عاشت عائلتهم مجزرة سطيف في الجزائر، وطردوا بعدها من أرضهم وتشتتوا في جميع أنحاء العالم. ويصبح أحدهم عبد القادر (بوعجيلة) قائداً في الجبهة الوطنية لتحرير الجزائر في فرنسا، بينما يعود مصعب (زَم) من حرب الجيش الفرنسي في الهند الصينية وينضم إلي أخيه في حركة المقاومة الوطنية، أما سعيد (دبوس) فيعيش حياة مترفة وينغمس في الملذات وإدارة الكاباريه، لكنه في الوقت نفسه يشرف علي تدريب ملاكم يأمل في أن يصبح البطل الجزائري الأول في فرنسا، عندما تشكل قوات الأمن الفرنسية فرقة "اليد الحمراء" الفرنسية التي تمارس أعمالها خارج القانون وترسلها إلي الجزائر، يتصاعد العنف. وتتقاطع معركة الحياة والحرية مع مصير الأخوة الثلاثة، حيث تمثل اختياراً شخصياً صعباً وتضحيات كبيرة لكل واحد منهم. ويختتم المهرجان فعالياته بفيلم "طالب الصف الأول" لجاستن تشادويك، ويروي الفيلم قصة مثيرة لمزارعٍ في الرابعة والثمانين من عمره من إحدي القري الكينية، وهوأحد الثوار السابقين من قبيلة ماوماو، يحاول الالتحاق بمدرسة محلية ليتعلم القراءة. ويستعرض الفيلم محاولات المزارع للحصول علي العلم الذي حرم منه، وفي الوقت نفسه، يعكس صورة جيل كامل نجح في تغيير صورة قارة أفريقيا الاستعمارية من خلال نضاله من أجل الحرية. يستخدم الفيلم أسلوب الارتجاع الفني ليمنح المشاهد فرصة رؤية الصعوبات الجمة التي واجهت هذا الرجل في شبابه عندما كان جندياً يحارب الاستعمار، ثم يربط هذه المشاهد ببراعة مع نضال المزارع العجوز من أجل الالتحاق بالمدرسة في هذه المرحلة المتأخرة من حياته. إن العاطفة القوية التي أظهرها المخرج جاستن تشادويك في هذا الفيلم لا تتمثل في عودة هذا الرجل إلي المدرسة، وإنما في سعيه إلي استعادة كرامته. يتميز الفيلم بأداء استثنائي من قبل بطليه أوليفر ليتوندووناومي هاريس. وتضمنت الفعاليات الجانبية ورشات عمل وعروضا تقديمية وحضور عدد من الشخصيات الخاصة في جو تثقيفي ممتع وملهم. ومن بين مواضيع النقاش: "فن العمل المشترك: برنامج مايشا لصناعة الافلام للمخرجة ميرا ناير "، "ليتل فوكرز": تطوير ونشأة ظاهرة "قابل الآباء"، عروض "افلام الدقيقة الواحدة" لمؤسسة الدوحة للأفلام، احتفال بأفلام العشر دقائق، أصوات ساتوري السينمائية مع الملحن نيتين ساوهني، من "سيد الخواتم" إلي "افاتار" وما بعدها: ورشة تفاعلية مع مات ايتكين من ويتا ديجيتال، وأخيرا "السفر لإلتقاط صور من عالم السينما: حوار مع بريجيت لاكومب". محمد شوقي الشماع