مدرسة عامر الأمريكية.. معمل لتفاعل الحضارات أم لصدامها? يجب أن يتواءم التطور التكنولوجي والعلمي للطلاب مع تعميق الانتماء للوطن والدين والتاريخ حتي لا يحدث تصادم للثقافات. التعليم الأمريكي والفرنسي منهجان من التعليم يقدمان تقنيات علمية عالية لطلابها وهذه النوعية من التعليم يلجأ إليها علية القوم لإكساب أبنائهم قدرات فكرية عالية تمهدهم لوراثة القوة والسلطة ن أهاليهم وهي فكرة سائدة منذ قرون عديدة إن صفوة المجتمع لهم نوعية تعليمية تختلف عن نوعية تعليم الطبقات الادني مما يتيح لهم دائماً التواجد في صدارة المجتمع ولأول مرة في مصر يقوم أحد رجال الأعمال وهو منصور عامر بإنشاء مدرسة أمريكية (مدرسة عامر الأمريكية بالقناطر) تدرس المنهج التعليمي الأمريكي بجميع مميزاته ولمعرفة آلية التعليم الأمريكي والفرنسي الأيجابيات والسلبيات ومقارنتها بمنهج التعليم المصري ينبغي التنبيه إلي تلك الملاحظات: أولاً: التعليم الأمريكي ومنهجه يعتمد علي الجهد الذاتي في الدراسة وفي البحث عن المعلومات وتكوين المعارف. ثانياً: التعليم الفرنسي أو المنهج الفرنسي يعتمد علي حشو رأس التلميذ بالمعلومات بالإضافة إلي تكوين قاعدة معرفية قوية تمكنه من البروز والتفوق علي غيره من خريجي باقي المدارس. والمنهجان معاً الأمريكي والفرنسي يؤهلان الطالب للتقدم لصدارة المجتمع بالعلم والثقافة والمعرفة (وهو ما يسمي ببناء الشخصية القيادية). ثالثاً: وهو المنهج التعليمي المصري وهو يعتمد علي حشو رأس التلميذ بالمعلومات بدون تكوين قاعدة ثقافية ومعرفية وهو ما ينتج عنه بناء الشخصية سلسلة القيادة، أما سلبيات النوعيات المتطورة من التعليم الأجنبي في مصر نجد أن المنهج الأمريكي في التعليم والذي يعتمد علي سيادة المادة والتكنولوجيا والاقتصاد فإن الدولة الأمريكية تعمل علي تشجيعه كونه هو القائم بنشر الثقافة الأمريكية وبتكوين جيل من المتعلمين ولاؤهم وثقافتهم أمريكية، وبالتالي وعند وصولهم لصدارة المجتمع، تصبح هذه الفئة موالية وداعمة للسيطرة الأمريكية وهو الذي نراه الآن في مصر في دول العالم النامي، أما المنهج الفرنسي في التعليم التي يمثلها مدارس الجزوليت والنوريه وهي في الأصل حركات تبشيرية، الهدف منها نشر الثقافة والذوق الفرنسي حول العالم، وأيضاً لإنشاء جيل من المتعلمين ولاؤه لفرنسا وهو ما نجحت فيه فرنسا منذ قرون وحتي الآن، وحافظت من خلالها علي مصالحها وعلي وجودها حول العالم. وكل منهج تعليمي من هذه المناهج إذ تم علي هذا الوجه أصبح له دور مؤثر وخطير في تآكل الانتماء للوطن بالنسبة لصفوة المجتمع مما ينتج عنه صدام فعلي وإن كان غير معلن بين الثقافات علي أرض مصر، ولهذا كان لابد من وجود معادلة تعليمية جديدة تجمع المنهجين معاً بحيث يكتسب الطلاب الفكر التكنولوجي الأمريكي بالإضافة إلي الذوق والثقافة الفرنسية بالتوازي مع الانتماء للجذور المصرية والعربية لتتكون في النهاية معادلة حضارية جديدة تعمل علي تفاعل حضارة الغرب الأمريكية والأوروبية مع حضارة الشرق أو بمعني آخر يجب أن يتواءم تطور العقل التكنولوجي والعلمي للطلاب مع تطور الانتماء للوطن والدين والتاريخ ليصبح هؤلاء الطلاب أو قادة المستقبل قوة دافعة للوطن وليس قوة موجهة ضده، حيث عدم اتزان طرفي المعادلة السابقة لتطوير عقلية هؤلاء الطلاب ينشأ عنه جيل أمريكي علي أرض مصر يخطط لمصلحة أمريكا التي ينتمي إليها فكرياً ولا ينتمي لوطنه. والمعادلة التعليمية التي تحدثت عنها سابقاً هي معادلة قادرة علي التصدي لحركات التطرف الموجودة في مصر والشرق حيث من يمتلك معادلة امتلاك العلم مع الانتماء يمتلك بالتالي آليات القوة. وهناك سؤال يطرح نفسه.. ماذا بعد أن يحصل الطلاب العاديون علي نوعية التعليم الأمريكي المتطور حيث الشهادة التي يحصل عليها الطلاب يستطيعون من خلالها الالتحاق بأرقي جامعات العالم وهم لن يرثوا القوة والنفوذ من أهلهم، أعتقد أن هؤلاء الطلاب سوف يصنعون القوة بذاتهم ليظهر في المستقبل جيل من القادة يستطيع أن ينتمي إلي المواطن البسيط ويعمل لمصلحته وهذا ما سوف نراه في الجيل القادم.