اختلف نوع البضاعة المباعة وهيئة البائع المتجول هذه الايام عن العقود الماضية .. فالبائع الامي الذي كان يرتدي الجلباب البلدي ويحمل جوال لبيع مناديل الرأس للسيدات (الايشارب) وفلايات الشعر (الأمشاط) اصبح الان حاصل علي الشهادات العليا ويرتدي الملابس "الكجوال " ويبع كل شئ واي شئ بداية من الأدوات المدرسية للتلاميذ والزينه للسيدات ولعب الأطفال والملابس إلي اجهزة المحمول والادوات الكهربائية الخفيفة .. كما تغيرت صورة "الدلالة " بائعة الملابس ومفارش الآسرة في البيوت إلي فتيات وسيدات يتسابقن في عرض بضائعهن التي لاتختلف كثيرا عن بضائع البائع الرجل وذلك في المواصلات العامة والشوارع ..وزيادة نسبة البطالة بعد الثورة وضرب السياحة وخروج عدد كبير من العاملين بالدوله معاش مبكرجعل شرائح كثيرة تلجأ للعمل كبائعين واصبحوا بين مطرقة المجالس المحلية التي تطاردهم وتصادر البضائع بعد دفع الغرامة المحددة وسندان المظاهرات التي غالبا ما تتحول من سلمية إلي عنف في ظل الانفلات الأمني مما يؤثر علي حياة البائع أو سرقة بضاعة ..فمن المطاردات وعنف المظاهرات نبعت فكرة إنشاء نقابة عامه مستقلة للباعة الجائلين بالقاهرة وتدشينها في 26 سبتمبر 2012 وتضم 7200 عضو بالاضافة لإنشاء افرع في المحافظات (الاسكندرية والسويس والفيوم واسيوط) بهدف حماية الباعة والدفاع عنهم أمام الجهات التنفيذية في الدولة والتفاوض حول تقنين اوضاعهم بعمل اسواق في مساحات الارض الفضاء في الميادين المختلفة .. والاخلاق الحميدة للبائع شرط العضوية بالنقابة وذلك من خلال تقييم كبار البائعين في المنطقة ..وكشف أحمد حسين نقيب الباعة الجائلين إن عدد الباعة الجائلين 6 مليون بائعا علي مستوي الجمهورية وذلك استنادا لإحصائية الغرفة التجارية - بحسب قوله - منهم 45% سيدات و10% أطفال .. وقال لسنا سعداء بالعمل في الشوارع والمواصلات العامه والمارة يتعاملون معنا في كثير من الاحيان بتعالي وتأفف ولكنها حرفة شريفة تجنب الشباب الوقوع في الاعمال الاجرامية مشيرا انه اكمل عامة الثلاثين في العمل كبائع متجول في العتبة !!.. ووضعت نقابة الباعة مع بعض الجمعيات الاهلية تصور للخروج من الازمة مؤقتا لتسهيل مرورالطرق بإستغلال حوالي 1200 قطعة ارض غير مستغلة لعمل اسوق مجمعة بأكشاك خشبية للبيع منها علي سبيل المثال الارض التي تمتد من شارع علي الكسار إلي المسرح القومي بالعتبه وقطعة الارض التي خلف مبني بريد رمسيس وأيضا التي أمام محطة مترو المرج الجديدة وغيرها وذلك لحين استقرار الاوضاع الاقتصادية للبلاد ..ويتضرر الباعة المصريون من البائعين العرب السوريينو الاجانب الصنيين الذين يفترشون الطريق ويبيعون سلع رخيصة الثمن ..وقسم الباعة المناطق إلي أقسام ويتولي 3 بائعين مهام كل منطقة خاصه في وسط القاهرة بشوارع رمسيس و26 يوليو وطلعت حرب وانهاء اي ازمة طارئه قد تحدث لأي بائع مع المجالس المحلية أو البلطجية الذين يفرضون اتاوات علي الباعة بالإضافة إلي الاشتباكات التي قد تحدث في المظاهرات وتهدد حياتهم وارزاقهم مما ادي إلي تعليق لافتات في أماكن تجمع المظاهرات تؤكد ان الباعة مع الثورة وضد العنف وتؤكد أنهم لاينتمون لأي فصيل سياسي .. وإقترح عبدالعال محمد عبدالعال رئيس لجنة 26 يوليو حلا مؤقت لإنهاء أزمة إعاقة الطريق بالنسبه للمارة في الشارع بتأجير السور الحديدي الذي يفصل بين المحلات والشارع وعمل السور باكشاك للبيع بإيجار شهري محدد القيمة تصمم بشكل معين لتضيف منظر جمالي للمنطقة بعيد عن العشوائية . يذكر أن الباعة الجائلين نظموا عدة وقفات احتجاجية بعد اصدار القانون 105 الذي اصدرة رئيس الوزراء السابق الدكتور كمال الجنزوري لرفع غرامة اشغال الطريق من 10إلي 5000 جنيه وحبس 6 أشهر ومصادرة البضاعة وتم تجميد العمل بالقانون كما التقي مؤخرا الباعة بوزير الادارة المحلية الدكتور محمد علي بشرومحافظ القاهرة لتقنين اوضاعهم .