طالت الأزمة باليمن ..ولكن لا شك أن ما يحدث باليمن من اضطرابات سياسية صار من أهم التحديات الكبرى التي تواجه المنطقة العربية، خاصة في ظل السعي الايراني بالتمدد الطائفي بالمنطقة العربية ومحاولاتها في تكرار تجربة حزب الله بأكثر من دولة عربية، ومن هنا كان لنا هذا اللقاء مع الدكتور رياض ياسين، وزير خارجية اليمن السابق، وعضو الهيئة الوطنية لمراقبة تنفيذ الحوار الوطني الشامل في اليمن، حول أهم التحديات التي تواجه الدول التي وقعت في براثن الارهاب والفوضى وعلي رأسها اليمن، ومدي خطورة التمدد الايراني علي المنطقة، وتطورات الأزمة في الملف اليمني. أكد الدكتور رياض ياسين ، وزير خارجية اليمن السابق، أن الولاء وحب الوطن الذي امتلكته القوات المسلحة المصرية هو الذي أنقذ مصر من الانجراف في نفق مظلم، سقطت به كل من" العراقوسوريا واليمن وليبيا"، وافتقاد تلك الدول للوطنية والتضحية هو الذي أوقعها في براثن الفوضى والرهاب والتطرف، جاء ذلك خلال لقاء أجرته الأخبار المسائي مع رجل دبلوماسي من نوع خاص بدأ عمله من مدينة السلام بشرم الشيخ، الي نص الحوار: مازالت الأزمة في اليمن وليبيا وسورياوالعراق قائمة ، وأهم ما يمكن دراسته في الوقت الحالي لما يحدث بالمنطقة العربية من حروب وارهاب وتفكك هو الخروج باستراتيجية واضحة ، لابد من أن تتوافق الرؤية المستقبلية مع الارادة وذلك بوجود اليات التنفيذ الحقيقية، لنستفيد مما حدث لأننا للأسف في الفترة السابقة علي مستوي العالم العربي وعلي وضع الخصوص نجد أن القيادات العربية السابقة الموجودة في سوريا واليمن وليبيا والعراق تفتقد وجود رؤية واضحة بالاضافة الي ان افتقادها اليات التنفيذ والتطوير وهو السبب الذي جعل من شعوبها شعوب فقيرة، لتصبح تلك الدول دول فقيرة رغم زيادة مواردها وغناء ثرواتها، فنجد العراق وليبيا دول غنية لكنها لم تعمل علي ايجاد اليات، علي خلاف دول الخليج العربي وعلي رأسها الامارات، التي نجحت في الدمج بين الالية والتنفيذ ومابين الارادة ووجود رؤية واضحة ابتداء من حكمة الشيخ زايد مرورا بأبنائه الذين يقودون الان استكمال المسيرة، استمرار ذلك وتناظمه مع استخدام كلي للأشياء الحصرية الحالية وتمكين الشباب ومواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة. مصر أم الدنيا ودوما هناك استهداف لاستقرارها وبقائها، فأي تغيير بها يتبعه بالضرورة تغييربالعالم العربي، وبالفعل واجهت مخططات عديدة وتحديات صعبة، ولكن الله حفظها وتم انقاذها من أن تتجه الي نفق مظلم، وبالتالي لم تتدحرج مثل ما تدحرجت العراقوسوريا واليمن وليبيا، ويرجع ذلك لوجود قوات مسلحة مصرية لديها الولاء والتضحية للوطن، وهذا "الولاء وحب الوطن " هو الذي افتقدته الدول التي سقطت في براثن الفوضي والرهاب والتطرف ، أما الولاء لجماعة أو طائفة أو جزب أو تيار معين يعني تعرض أمن الدولة وبقائها واستقرارها للخطر وهو ما أكده التاريخ، ومن هنا تؤكد الأحداث أن الولاء للوطن هو السلاح الحقيقي الذي حفظ مصر وجعلها تعود للمسار الصحيح. بالفعل ان تفاعلات الاحداث والاضطرابات المتفرقة بالمنطقة وخاصة بليبيا واليمن انعكست اقتصاديا وسياسيا علي مصر، لذلك هناك خوف وقلق دوما علي مصر وخاصة ما يحبون مصر مثلي فمصر لنا منبر العلم والحضارة والثقافة وأغلب القيادات السياسية العربية بوجه عام اما درسوا بمصر أوعملوا بها لذا فلها من مكانة كبيرة، ومن هنا يخشي بعض الحللون للمشهد السياسي العربي، ان ينعكس ما حدث بالعراقوسوريا وما يحدث الان باليمن وليبيبا علي مصر لذلك اعتقد أن المتوقع من النخبة المصرية والشعب المصري ان يكونوا أكثر قدرة علي استيعاب التطورات الحادثة في اليمن وليبيا وأن يتعلموا أن الاستقرار أولا ثم ياتي بعده اي شيء، فلن توجد عدالة أو حرية أوسياحة دون استقرار، ولا يمكن أن تبني وتتقدم الدول في حالة الانقسام والارهاب. ارتباط العرب بمصر ارتباط كبير، بالنسبة للشعب اليمني ارتباط تاريحي منذ السيتانيات، هناك دماء عربية وبالتالي مصرية مختلطة داخل اليمن ، وهو ما يؤكد أن مصيرنا واحد مصيرالاستقرار والتنمية لايقل عن مصير المشاركة في الدفاع عن الوطن أما اي حروب سابقة علينا أن نتجاوزها من أجل مستقبل أفضل من حاضر أليم، الجميع يأمل أن تستقر الامور وان يكون هناك دور كبير للمصريين في عودة تنمية واستقرار اليمن. الرسالة المهمة للشباب اليمني عليهم ان يدركوا أن القيادات السابقة التي أدت لهذا المصير مثل المخلوع علي عبد الله صالح وجماعة الحوثيين من اختطاف اليمن ليس سوى امتداد للجرائم المستمرة لهم التي كانوا يرتكبونها فيما سبق، وهم أيضا السبب الرئيسي لما يحدث اليوم بالاضافة لانقلاب الحوثيين ، ونأمل أن يكون القيادات القادمة داخل اليمن شبابية قيادات لاتحمل اي ضغينة ولا كراهية وتنظر الي المستقبل لان ما حدث لا يمكن استعادته فقط التعلم والاستفادة منه. الاهم في الوطن العربي الان ان يتحول من مرحلة الصراعات والحروب والارهاب الي مرحلة الاستقرار البناء والتنمية ،لاشك انها تحديات صعبة لكن ان ايقن الجميع اننا لن نستطيع ان نخطو خطوة من اجل الاستقرار اذا لم ندخل جميعا في الشراكة الحقيقية التي تستوعب الاخر، والتي تحاول ان تبني علاقات قوية تواجه أي تيارأو اي فكر او حزب توهم أنه يمتلك كل الحقيقة وحتى لو كان يعتقد انه مبني علي ادعاءات دينية أوطائفية أوعقائدية او شبه ذلك ، وكل التجارب التاريخية تؤكد ذلك مرورا بمحاكم التفتيش المسيحية وبالنازية ومرورابماحدث بافغانستان وحكم طابان ومرورا بالشيوعية أو الاشتراكية،و تلك التيارات صاحبة الرؤية الوحيد لن تكون الا منطقة معزولة قابلة للزوال مثل كوريا الشمالية ومثلما انهارت المنظومة الشيوعية والمانيا الشرقية والاتحاد السفيتي ،ان عملية التعايش واستيعاب الاخر والتنمية تحتاج أن نتجاوز كل الصراعات لان ،في النهاية حياة المواطن هي التي تحدد مصيراي دولة يتحصل علي أبسط مقومات الحياة والاستقرار وتبني الحضارات، ولن يعود الأمل العربي الا بالتحالف العربي العربي. وبالفعل نجد أن دولة الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية قدمت لنا نماذج إيجابية يمكننا التعلم منها في بناء الدولة ومن الدروس المستفادة من الماضي الحاجة إلى وجود قادة وخبراء وعلينا اعتماد التفكير"خارج الصندوق" ويجب إيجاد وجوه جديدة واستراتيجية غير نمطية للتعامل مع كافة الأزمات التي تواجة المنطقة العربية. تحديد رؤية مستقبلية واضحة وشفافة، خاصة بعد النجاح الذي تحقق من خلال انطلاق "عاصفة الحزم" و"إعادة الأمل" ثم "السهم الذهبي"، من خلال الدعم الأخويّ المستمر الذي يتلقاه اليمنيون من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومصر الشقيقة وبقية دول التحالف العربي، من أجل الوصول إلى الحل السلمي المستدام، وبناء اليمن لمؤسساته على أساس مدني ومؤسسي، ليتجاوز الإخفاقات الكارثية والاختراقات المتسمة باستخدام القوة والعنف والسلاح والنفوذ والطموحات والادعاءات الوهمية لتصدُّر المشهد السياسي المستقبلي ، بوجود رؤية واضحة للمستقبل خطة استراتيجية تشكّل لَبِنات إعادة الأمن والاستقرار وتعزيزهما وإطلاق عملية إعادة الإعمار والتنمية. أهم ما حققته هو تعرفي علي العديد من الشخصيات الهامة واستفدت وكانت فترة حاسمة ابتداءا من عاصفة الحزم وانا بدات عملي بوزارة الخارجية من شرم الشيخ ،