تستضيف مدينة شرم الشيخ القمة العربية في دورتها العادية السادسة والعشرون خلال يومي 28 و29 مارس الجاري، حيث يتولى الرئيس عبدالفتاح السيسي رئاسته لمدة عام، وتأتي بعد نجاح مؤتمر مصر الاقتصادي في تحديد بداية الطريق لتحقيق التقدم التي سيتلوه عمل شاق وطويل في خطوات عدة . تأتي القمة العربية في ظل ظروف مضطربة لم تمر بها المنطقة من قبل بين حروب في ليبيا والعراق وسوريا واليمن، وإرهاب في مصر وتونس وغيرها، لذا علي العرب ان يضعوا نصب أعينهم المثل الصحيح: عندما تترك أخاً لك لتأكله الذئاب.. فستجوع الذئاب يوماً ما ولن تجد سواك لتأكله! هذه المرة علي الزعماء العرب ان يتخذوا قرارات موحدة جادة ولن أكرر ما قيل في هذا الموضوع ملايين المرات عن (الوحدة والمصالح المشتركة) لأن هذه المرة تختلف عما سبق، فالخطر داهم وشامل ولن يترك بلدا دون العبث به وبمقدراته، وبناء عليه أري ان تشمل أجندة المؤتمر تعديل ميثاق الجامعة العربية وعدم ترك الباب موارباً، إيجاد وسائل تطوير آليات وأنظمة العمل بها؛ بحيث تستطيع الدول مواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية. وما تواجهه المنطقة من مخاطر وتهديدات تجعل ملف الأمن القومي العربي من أهم بنود أجندة المؤتمر القادم دعوة الرئيس السيسي لإنشاء قوة دفاع عربية مشتركة وبطبيعة الحال سيكون لمصر دور كبير في تقديم كافة أشكال الدعم لهذه القوات، كما أن الحفاظ على وحدة وأمن واستقرار اليمن لما يمثل تهديدا سافراً للباب الجنوبي العربي. بالإضافة الي حق الدفاع عن حدود الدول وخاصة حدود مصر ومصالحها داخل الأراضى الليبية وذلك وفقًا للقوانين والتشريعات المتعارف عليها. وللوقاية من تكوين بيئات حاضنة للإرهاب يتوجب إنشاء وحدة عمل اقتصادية مشتركة للبحث عن البؤر الفقيرة في الوطن العربي وتقديم كافة أنواع الدعم لهذه النقاط لانتشالها قبل الوقوع في براثن الإرهاب، بالإضافة إلي توفير الأدوات اللازمة لمحاربة الإرهاب الذي نواجهه الآن. قال من لا ينطق عن الهوي: «يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها» عليه الصلاة والسلام، وقد بدأت.