الدعم الحقيقي هو الفلاح لأنه علي مدار السنين يدعم الوطن ويحدث توازناً حقيقياً في الأسعار عندما تهتم به الدولة وتساهم في حل مشاكله. أختتم الزميل الأستاذ مفيد فوزي برنامجه .حديث المدينة. المشهور بصورة حياتية ومعبرة عن معاناة طبقات محدودي الدخل لأحد أبناء هذا الوطن وهي سيدة تعمل موظفة تتقاضي 800 جنيه وزوجها يعمل بمدرسة يتقاضي 600 جنيه ولديهما ولدان.. وهي تعبر في قولها كيف نعيش بهذا المبلغ مع الارتفاع الجنوني للأسعار؟.. وكانت تشكو من غلاء المعيشة والحياة وتؤكد أنها لا تعرف كيف تواجه غلاء الأسعار وخاصة الخضراوات التي تجاوزت أسعارها الفاكهة التي يشتريها الاثرياء فقط، هذا النموذج ليس فريداً بالطبع ولكن الملايين من الشعب يعيشون بهذه المبالغ المتواضعة مع الغلاء الفاحش الآن، والكثير يعيشون بأقل من ذلك أي أن معظم الشعب يعاني معاناة شديدة ورغم ذلك ممكن أن يعيش هؤلاء بهذه المبالغ لو حدث توازن في الأسعار ومن السهل أن يحدث توازن في الأسعار في حالة وجود رغبة حقيقية للحلول لاننا نترك الحلول تذهب بعيداً ونطرح معالجات لا تخدم ولا تساهم في الحل بل تعقد الأمور، فعلي سبيل المثال نتحدث كثيراً عن الدعم ونجتهد ونعد دراسات وابحاثاً لكيفية التعامل مع الدعم وهل يكون عينياً أو نقدياً حتي يصل لمستحقيه وبالذات محدودو الدخل؟ وفي الحقيقة هذا الدعم وهمي لأنه لا يساهم بشكل اساسي في تخفيف العبء الحياتي عن المواطنين، ولكن الدعم الحقيقي هو الفلاح لأنه علي مدار السنين يدعم الوطن ويحدث توازناً حقيقياً في الأسعار عندما تهتم به الدولة وتساهم في حل مشاكله فمثلاً الأزمة الأخيرة لمحصول الطماطم التي وصل سعرها إلي عشرة جنيهات للكيلو، ما هي إلا دودة دمرت هذا المحصول مع ارتفاع الحرارة، أين وزارة الزراعة والجمعيات الزراعية ومكافحة آفات الزراعة لتواجه مثل هذه الحشرات التي تدمر الزراعة، لأنه ببساطة لو راعينا الفلاح سوف يحدث التوازن المنشود للأسعار في السوق ولكن للأسف منذ سنوات ونحن ندمر الفلاح ونرفع في كل أسعار البذور والأسمدة والميكنة الزراعية حتي اصبحت تكلفة الزراعة عالية جداً، وفي نفس الوقت لا توجد ضمانات للفلاح علي الاطلاق فيكلف الفدان آلاف الجنيهات وعند الإصابة بأي مرض أو حشرة تدمر المحصول يخسر كل شيء، فعلينا أن نفكر في الفلاح بشكل مختلف ومستقبلي لانه الدعم الحقيقي لنا فهل من العيب أن نؤمن علي المحاصيل مثل أي سلعة أخري كالتأمين علي السيارات أو البضائع أو أي شيء، وبالتالي نضمن له ولو جزءاً من تكلفته علي هذا المحصول لو حدث له أي تدمير أو فقد إنتاجه وعلينا أن نوفر له كل الدعم حتي يعطينا إنتاجاً يغطي احتياجاتنا ففكرة التأمين تطبق في بلاد كثيرة علي المنتج الزراعي وبالتالي تحدث حالة من الاطمئنان للفلاح وليس من المعقول أن نستورد ما يوازي 80% من محصول الفول الذي نعتمد عليه اعتماداً أساسياً وعدم زراعة الفلاح للفول يرجع لأن هناك حشرة تأكل الفول في أول ظهوره ولذلك تضر بالمحصول ولذلك عزف الفلاحون عن زراعته وبالتالي نستورده من الخارج، أين وزارة الزراعة ودورها الحقيقي، وماذا تفعل الآن وهل كل العلماء الزراعيين الذين تمتلكهم مصر ليس لديهم معالجات لهذه الحشرات والآفات التي تهاجم محاصيلنا؟.. الحقيقة اننا لدينا نخبة كبيرة وعظيمة ممكن أن تقضي علي كل هذه الآفات.. فلماذا لا نطبق بحوثهم ودراساتهم علي زراعتنا، والكل يتساءل أين المشكلة الأمر عندنا بالتأكيد لدينا الحلول والعلاج، ولكن لماذا لم يطبق، ولدينا حلول تقريباً لمعظم مشاكلنا الغذائية، فالقمح لدينا آلاف البحوث لتغطية احتياجاتنا وفي نفس الوقت نستورده والمستفيد حفنة صغيرة من رجال الأعمال.. وباقي الشعب يعاني من حصوله علي رغيف الخبز، علينا أن نثق في قدراتنا وفي أنفسنا ونبدأ بالعلاج ونقف ضد كل من لا يحب مصر وبالتالي سيكون امامنا حلول كثيرة لكل مشاكلنا فهل نبدأ.. ننتظر!!