لا أحد ينكر أن الرئيس السيسي نجح في عام ونصف العام استعاد الدور المصري واستطاع أن يحرك المياه الراكدة بمستنقع عفن ورثناه كتركة خاوية من مخلفات المخلوع الذي حكمنا بغباء وجهل وعشوائية، أليس تخريب الإنسان المصري وجعله إنساناً مشوهاً في أمس الحاجة إلي إعادة تأهيل وتدريب وانضباط بعد 30 سنة خراب، يستحق ثورة يا من تدعون المؤامرة؟ إن تهدئة الشارع مفتاحها تشغيل الشباب والأمل في الرئيس السيسي بأن يستعين بالخبراء وأصخاب الخبرات من خارج الصندوق ليضعوا رؤية لمصر ينتج عنها خطط وسياسات وبرامج لاستغلال كنوز وثروات مصر المهدرة. لقد قال رئيس وزراء إثيوبيا خلال لقائه بالرئيس «إنه يتفهم بالكامل ما تعنيه مياه النيل للمصريين وأن بلاده حريصة علي عدم الاضرار بمصالح مصر المائية أشعر واتمنى أن يخاب ظني أن هذا الكلام وردي وإن كان صادقاً يجب ترجمته في ورقة يضع عليها توقيعة ويؤكد فيها أننا باعتبارنا دولة المنبع ملتزمون بعدم انقاص حصة مصر البالغة 55 مليار متر مكعب ولكن كلامه شئ من الأماني، فحالة الضبابية في سد الخراب واستمرار إثيوبيا في البناء ضاربين عرض الحائط بأي طلبات للمفاوض المصري يثير الشك، فبناء هذا السد بهذه المواصفات المعلنة يؤدي حتماً إلي عطش المصريين وهلاك الزرع وخراب البيئة. علي القائمين بالسياسة الخارجية أن يدركوا أن إفريقيا البوابة الحقيقية للصادرات المصرية ويجب إعادة مكاتب النصر للتصدير والاستيراد كما كانت في الستينيات ولا ينظروا إلي العمق الإفريقي كمصدر إرهاب وقلق أو أمن مائي فحسب بل يجب النظر في علاقتنا معها في إطار مقاربة جديدة تهدف إلي التعاون الإفريقي بما يضمن خلق المزيد من الشراكات والتعاون في جميع المجالات، والدليل هو أن إفريقيا أصبحت قبلة مستحبة لأمريكا والصين والهند وأوروبا، فعلي سبيل المثال الصين تحصل علي 40% من الموارد النفطية من إفريقيا وتقدم دعماً فنياً في مجال الزراعة، فالصخور التي تتم زراعتها موجودة بشكل أساسي في إثيوبيا. حفظ الله مصر وعاش جيشها العظيم.