عقب انتشار الانفلات الامنى انتفض الاطباء ضد الاجهزة الامنيه بوزارة الداخليه طالبين الحمايه من البلطجيه الذين يهاجمون المستشفيات الحكوميه ليلا ونهاراً ووافق اللواء احمد جمال الدين وزير الداخليه السابق على انشاء ادارة خاصة لحمايه لحمايه المستشفيات الحكوميه ومن خلال التحدث للكثير من المتهمين فى اثارة الشغب واقتحام المستشفيات اكدوا انهم يتوجهون بذويهم الى المستشفى التى غالبا ما ترفض استقباله للازدحام الشديد وعدم وجود سرير فارغ لاستقبال وانقاذ مريض مما يثير حفيظتهم.......تخيلت للوهله الاولى ان داخل المستشفيات الحكوميه عنايه فتئقه وان ملائكه الرحمه ينقصها فقط ذراعيين للتحليق فى سماء المريض والنظافه والنظام تطضغى على كل شئ وتحدثت للاسر التى تجلس امام المستشفى على النيل المنتظرين لميعاد الزيارة بفارغ الصبر وهم من الاسر البسيطه والفقيرة للغايه واكدوا ان الفقير فى بلادنا فقط ليس من حقه الحياه وان مستشفيات الحكومه بوابتهم للوفاة اجلا ام عاجلا .....لذا قررت اختراق واحدة من اشهر مستشفيات مصر وهى القصر العينى وثيابى وطريقه تعاملى مع افراد الامن والعاملين لم توحى لهم بأى شئ ومررت من جميع البوابات دون سؤال واحد عن مكان توجههى وارتديت البالطو الابيض وتجولت فى المستشفى لم استطع الوصول الى المشرحه ...ولاادرى اهو تقصير منى وخوفا مما سااشاهدة ام المكان كان ملئ بالعاملين...هناك بداخل المستشفى التى تشهد جدرانها على الاهمال الفظيع من يرقد على الارض باكيا من شدة الالم واونى الاطعمه وكأن المرضى فى نزهه والاقارب والاصدقاء فى زيارته ....مرور الاطباء قليل وعلى مايبدو ان مشاعر الكثير تجردوا منها واستبدلت بأخرى ولكن المشاعر الحانيه تظهر فقط فى العيادات والمستشفيات الخاصه...دورات المياة تجعل كل من يمر من امامها على استعداد للتقيئ لمدة يوم كامل وراحه العنابر تشبه رائحه الاماكن المهجورة....والجميع سيتسائل لماذا يسكت اهالى المرضى على ذلك....والاجابه كانت منهم حيث قال لى الاهالى وانا اتقمص دور الطبيبه (احنا غلابه لو طردونا من هنا هنروح فين ) وتسائلت هلى حاول احدكم الوصول للمسئولين؟؟؟ورأيت الابتسامه التى سخرت من سؤالى وانسحبت من ذلك العنبر وتوجهت لاخر ...وتحدثت لسيدة اخرى كانت تجلس بمفردها وسئلتها عن حالها وظلت تحدثنى عن المها الشديد فى قلبها واخر فى بطنها وان قدميها لاتستطيع الوقوف عليها ولفت انتباهى وجود قطط بكثرة وكأنها معتادة التردد واكتشفت انها مقيمه بالعنابر مع المرضى وسئلت ذات السيدة الريفيه البسيطه عن سر انتفاخ القطط وزيادة وزنها فقالت بأبتسامه (تلاقيهم بياكلوا فضلات العمليات الجراحيه ) مما دفعنى لانظر اليها بشدة فأبتسمت قائله (اصل القطط بتشارك المرضى الطعام ) واضافت...يابنتى ربنا يفرحك بصى عليا واكشفى عليا انا تعبانه اوى...ولكنى تحججت بأننى طبيبة امتياز وسااغادر لاحضار السماعه واعاود مجددا وتركتها وتوجهت لاخرى وسألتها كيف حالك ياحاجه:اجابت...زى ماانا فى حد سأل فينا اصلا وطلب منى النظر هل احضروا لها فاكهه فى وجبه العشاء من عدمه وعندما شاهدت الدولاب الصغير الذى يوضع فيه الطعام ذهلت لاننى تخيلت فى البدايه انه صندوق القمامه ...وضعت الغطاءعليها بعد ان طالبتنى بصرف ادويه اضافيه لها لتسكين المها...الحاد ...وهنا تذكرت عندما توجهت مع صديقتلا الى مستشفى لرعايه الحيوانات بالمعادى للكشف عن كلبها الذى يعانى من انسداد فى الشهيه وطريقه تعامل الممرض معه ودلعه له ومحايلته للاستجابه للهو معه وتمنيت ان يتم الاستعانه بمثل هولاء فى المستشفيات الحكومى للرفق بالانسان ....وانا اغادر المستشفى تجرأت وحدثت احد طاقم المستشفى من الممرضات التى اوضحت لى حاله الضياع الفكرى التى يعيشها البعض هناك