استمرارا لمسلسل سرقة مفردات المساجد الأثرية قام لصوص الآثار بسرقة النص التأسيسي لمجموعة السٌلطان المملوكي فرج بن برقوق في منطقة صحراء المماليك بصلاح سالم والتى يرجح أنها تمت يوم الأحد الماضى وفق البلاغ المقدم لقسم منشية ناصر برقم 792 فى 2 يناير الجاري فى الوقت الذى يلقي فيه الأثري عماد عثمان مدير عام مناطق آثار شرق القاهرة بمسئولية الواقعة على وزارة الأوقاف رغم وجود مكاتب إدارة المنطقة الأثرية داخل المسجد إلا أن مدير آثار شرق القاهرة يؤكد ان المسجد الأثري في حوزة الأوقاف لتضيع المسئولية كالعادة بين وزارتى الآثار والأوقاف وتتوه الحقيقة ويتم نسيان الجريمة كغيرها مع الوقت. ويعد النص التأسيسي لمسجد فرج بن برقوق بمثابة البطاقة الشخصية للأثر التي تتضمن معلومات إنشائه من خلال شريط زخرفى يعلو فتحة باب القبة الحريمي يمين إيوان القبلة ويمثل شهادة ميلاد الأثر وسرقته تفقد مسجد السٌلطان المملوكي فرج بن برقوق هويته حيث يتضمن أسماء صاحبه ومشيده ومعلومات أخري عنه. وكانت "الأخبار المسائي" قد قامت بجولة تفقدية للمنطقة فى ديسمبر الماضي فوجئنا خلالها بوحدات من دورات المياه الحديثة و"المبولات" التى شوهت السور الأثري للمسجد وشبعته بالمياه إضافة إلى تصاعد "الهباب" على جدرانه نتيجة لإحراق المخلفات بجانبه أسفل الكهرباء مباشرة مما يعرض "الأثر" للحريق وبالمخالفة لقرار "الآثار" بمنع اشعال السجائر وأي شيء داخل المناطق الأثرية !! كما اتخذت سيارات النقل الضخمة من حرم "إبن برقوق" جراجا لها فى غياب من الحي ومن المنطقة الأثرية وفى مدخل جامع فرج بن برقوق شاهدنا "البسطة العليا" وقد تم ترميمها بالأسمنت بالمخالفة لكل قواعد علم الترميم والآثار وعلى يمين ويسار الجامع فالقمامة وأكوام من أعقاب السجائر وجذوع النخيل الجافة ملقاة فى أروقة الخانقاه كما أن عدد من الأسوار الحديدية مخزنة بأحد الممرات !! والجامع أنشأه الملك الناصر زين الدين أبو السعادات فرج بن برقوق بن انس في 801 – 811 ه / 1400 – 1411 م ليكون تربة يدفن بها السلطان الظاهر برقوق عند وفاته ففيه قبة للرجال بالزاوية الشرقية وقبة للنساء بالزاوية الجنوبية من التخطيط، مع وجود المدارس الفرعية للمذاهب الفقهيه الأربعة.