استيقظ مبكرا كعادته كل يوم، أدى صلاة الصبح وودع أسرته ذاهبا إلى عمله في شركة مياه الشرب والصرف الصحي بشمال وجنوب سيناء، يعمل سائق على سيارة "فنطاس" لنقل المياه لمعسكرات القوات المسلحة والشرطة، يعيش عم سعد في العقد الخامس من العمر حياة بسيطة، أكرمه الله بابن وحيد هو سنده في الحياه، لم يكن يعلم الرجل ابن محافظة كفر الشيخ أن القدر يخبيء له ما لم يتوقعه. خرج عن عم سعد ذات يوم ذاهبا إلى عمله، وأثناء سيره في الطريق بسيارة المياه، انفجر لغم أرضي في السيارة، وحولها إلى قطعة حديدية، وكاد السائق "قليل البخت" أن يفقد حياته لو تدخل العناية الإلهية، ظل عم سعد ملقى على الأرض بالطريق ينزف دما ً مدة قاربت على الساعة دون أن ينقذه أحد، ظل يصرخ في المنطقة الخاوية، إلى أن شاء القدر أن تسمعه سيده، من سكان المكان والتى اخطرت بعض معارفها وجيرانها الذين قاموا بمحاولة إنقاذ حياة الرجل، وعندما عجزو عن إحضار سيارة إسعاف، لم يكن أمامهم سوى حملة على عربه "كارو" إلى المستشفى لإنقاذ حياته. وقام قيادات القوات المسلحة بسيناء، بادخاله المستشفى وتقديم كل العون له، وفور علمه بالحادث أمر الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع، بنقله لمستشفى الحلمية العسكري بالقاهرة، وعلاجه على نفقة القوات المسلحة. دخل "سعد علي حجازي" غرفة العمليات وظل بها عدة ساعات، تنتظره زوجته ونجله، بطرقتها أعينهم تفيض من الدموع، وايديهم مرفوعة للسماء يدعون الله أن ينقذه ويعيده مرة أخرى للحياة، وبالفعل استجاب المولى عز وجل لدعائهم، ولكن الصدمة عندما أخبرهم الطبيب أن "عم سعد" لم يستطيع بعد ذلك أن يقف على قدميه، وأنه أصبح قعيدا، لاضطرارهم لبتر قدمه اليمنى. امتثل "عم سعد" لقضاء الله، وكل ما يتمناه هو حصول نجله على وظيفة ليساعده على تحمل أعباء الحياة، حيث أنه قام بتقديم طلب للمهندس ممدوح رسلان رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي للحصول على وظيفة ، ويناشده في أن يحقق حلمه بالموافقة على طلبه في إلحاق نجله في أحد الوظائف بالشركة.