أيمن وأمير أحمد سليم صبور شقيقان برعا فى السباحة والفروسية وألعاب القوى والبولينج وحققا بطولات متعددة فيها والأهم أنهما كسرا إعاقتهما الذهنية الممثلة فى التوحد وطوعت والدتهما مرضهما الذهنى إلى أيقونة نجاح لعمل وتألق غير عاد رسمت به خطوطاً عريضة فى عزف أنشودة الإرادة والتحدى وكما يقول أمير الشعراء أحمد شوقى (الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق) وهو ما لمسه كل من تعامل مع أيمن وأمير وعن قرب حيث قالت والدتهما: إيمان السيد رشاد دورى: أن أصنع بطل وأصادق التوحد وأهزم كبرياؤه وفى السطور التالية قصة أهم وأفضل شقيقين متوحدين. فى البداية تشير إيمان السيد رشاد والدة البطلين أيمن وأمير أحمد سليم إلى اعداد الأسرة نفسياً وتهيئتها للتعامل مع ابنها المعاق أمر لابد منه حتى تعرف ما هو الأنسب للمعاق وكيف يفهم إعاقته ويستفيد منها لتكون طاقة وقوة تنفعه ولا تكون عائقاً أمامه. وتقول أدركت منذ معرفتى باصابة أيمن بالتوحد وهو أول فرحة لى أننى أمام حدث ليس بالهين وأغلقت على نفسى وأمضيت فى غرفتى ثلاثة أيام لا أكلم أحداً ولا أخرج منها إلا للضرورة القصوى وتناقشت بينى وبين نفسى ماذا أنا فاعلة أمام هذا الأمر وأخذت قراراً بعدها بأن أيمن هو نعمة من الله وعلىّ أن احسن استغلالها وهيأت لنفسى دورى القادم وهو أن أكسر التوحد وأهزمه وأصنع من فلذة كبدى بطلاً قادراً على تحقيق ما يريد ليس فى لعبة رياضية أو مجالاً فنياً ولكن أقصد منها هو أن تقهر إعاقتك ولا تجعلها مكبلة أحلامك أو قيد لك فى طموحك وسارعت بالقراءة عن الاوتيزم أو التوحد وسماته والصفات التى يتصف بها مصابوه ووجدتنى اتمرد على تلك الصفات والتى منها ان مريض التوحد لا يجب التواصل الاجتماعى نظراً لمشكلته فى التواصل اللغوى مع من حوله أو التزامه بأحد الحركات اللاارادية ورفضه للتلامس أو اصدار أصوات غير مفهومة أو عاداته الغذائية غير الطبيعية وعشقه للروتين والنمطية وكرفضه كل ما هو جديد وحب الانعزال والانسحاب من الحياة أو عدم الاهتمام بشكل ملابسه أو هندامه أو النظر فى المرأة وهو ما جعلنى (اتحدى التوحد) وبالصبر مع أيمن استطعنا التغلب على كل السمات الجامدة فيه وتوظيفها إلى عناصر نجاح وأصبح أيمن اجتماعياً بشكل لافت للنظر. واشتهر بين أقرانه بالبطل أيمن صبور ويحرص على أداء الصلاة فى وقتها وجماعة فى المسجد والجميل أنه مثالاً يحتذى به سواء فى مدرسته أو فى ممارسة الرياضة. وارتسمت علىّ علامات الدهشة عندما سمعتها تقول مدرسته ولاحظت ذلك مضيفة: أيمن يجيد القراءة والكتابة علي غير المعتاد لمصاب التوحد لأنه طالب فى الصف الثانى الإعدادى بإحدى المدارس الخاصة ومن المتفوقين دراسياً ويأمل ان يلتحق فى الثانوى بإحدى المدارس الفندقية لإجادته وعشقه للطهى وبرامجه بل أنه دليلى اذا احترت فى عمل وجبة معينة ونسيت مقاديرها أو طريقة عملها وفى الرياضة أيمن بطل الجمهورية فى السباحة فى منافسات الصدر والحرة والظهر والفراشة ومحققاً أفضل زمن فى بطولة الألعاب الاقليمية فى منافسات 100م التى شاركت فيها 23 دولة ومازال رقمه القياسى فى منافسات 25م و 50م حرة حتى ان كل المدربين يتعاملوا على أن زمن صبور (نسبة لأيمن) هو الرقم الذي لم يحطم ويسعوا لكسره بل اننى أعده الآن وبالتعاون مع الكابتن كريم المصرى لمنافسات أوليمبياد 2020 واذا استطعنا الوصول للزمن اللازم للاشتراك وهو 35 ثانية فى منافسات 50م حرة سأعمل على سفره وعلى نفقتى الشخصية وتضيف أيمن بطل الجمهورية أيضاً فى منافسات ألعاب القوى والفروسية والبولينج ويعشق لعب كرة القدم فهو يجيد لعبها بالقدم اليسرى وتضحك بقوله ان بعض المدربين فى السباحة والفروسية تشاجروا لتسجيل أيمن فى قوائم الاتحاد كما أنه يمارس نشاطات متنوعة تجعلنى أشعر بالفخر ان هذا نجلى. وأشارت أن إلى أمير بقولها يختلف عن أيمن ونسبة ذكائه أعلى من شقيقه الأكبر ولكنه لا يتكلم وأعمل بكل طاقتى على أن أجعله ينطق وسأنجح فى ذلك وأخذه فى حضنى كتير وأقوله مستنية أسمع صوتك وهتسعدنى لما اسمعك تتكلم معايا واصنع له شخصيات كارتونية واقص له قصص طويلة حتى تكون لغة الحوار بيننا تستغرق مدة أطول وبداخله طاقة حنان هائلة أشعر بها عندما يجدنى مريضة أو لست على ما يرام فنفهم بعض من نظرة عين ونعى ماذا نريد. وتضيف أمير بطل في السباحة وألعاب القوى ومحققاً ميداليات متنوعة وهو ثانى أحسن زمن فى بطولة الجمهورية فى السباحة وهما ثروتى فى الحياة وبهما أشعر ان للحياة معنى» وقيمة لدرجة اننى تمنيت ان يكون طفلى الثالث أيضاً من ذوى الإعاقة عندما وجدت هذه النعمة بمنزلى. وتعود بالذاكرة قليلاً بقوله عندما علمت بإصابة أمير بالتوحد قررت عمل بعض التحاليل والفحوصات لمعرفة سبب اصابة نجلاى بالتوحد لأنهما من الحالات النادرة ان يكون لدى الأسرة الواحدة شقيقين بنفس المرض وقمت بعمل الخريطة الجينية. وأشار لى أحد الأطباء إلى انه قد تكون هناك تفاعل بين التطعيم الذى يمنح للطفل على عمر سنة وشهرين من مولده وبين بعض العناصر داخل الجسم وخاصة ان اكتشاف اصابتها يرجع الى هذه الفترة بعد الميلاد. وأضافت أنهما يتعاملان مع بعضهما البعض جيداً ويشدان همتها وبخاصة من أيمن تجاه شقيقه الأصغر وكثيراً ما يقرب منه ويسأله عن أحواله واذا كان بحاجة إلى ان يفعل له شيئاً ويقدم له العون فى أى أمر من أموره. وعندما بدأت فى الحديث مع أيمن بادرنى بقوله أذكر الله وهى الجملة التي علمت والدته إياها ان يظل يرددها اذا أراد أ ن يكرر بعض الكلمات مضيفاً انه يحب السباحة جداً وألعاب القوى والفروسية ويعشق سماع الأغانى ويفضل من المطربين محمد منير وعمرو دياب ويرد على مسامع من حوله دائماً انشودة (طلع البدر علينا). وأومأ أمير إلى أخيه ايماءة تحمل معانى الاعجاب والسرور لما يقوله ولاتنسى الوالدة ان تقدم الشكر لمن ساندها بقولها الدائم الأول لى هو زوجى أما المقاتلة الصغيرة سما الشقيقة الصغرى للبطلين والتي تقوم بدور الأم الثانية لشقيقها لأنها ترى ان عليها رسالة مع والديها ولابد وان تستكملها. وتختم أم البطلين بقولها أحمد الله على نعمه وأسعى لتقديم رسالتى على أكمل وجه فسر الخلطة فى أى أسرة هى الأم ولديها من المفاتيح الكثير والكثير لكى تنشأ أسرة متماسكة وتصنع أبطالاً فنجاح هؤلاء هم من نجاحها ويالتينا نتعلم كيف نستثمر قدرات وطاقات ابنائنا بدلاً من ان نكون معاول هدم لأحلامهم وطموحهم. كتبت:دعاء زكريا اعتمد د. محمد زيدان رئيس الإدارة المركزية لإقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي، فرقة فرع ثقافة الإسكندرية لذوى الإحتياجات الخاصة وذلك خلال الاجتماع الذى أقيم بمقر الإقليم بالشاطبي. حضر الاجتماع كل من محمد زغلول مدير عام الإدارة العامة للتمكين الثقافي بالهيئة، محسن عبد الفتاح مدير إدارة المسرح وحازم عبد البر مدير التمكين الثقافي بالإقليم، وانتهى الاجتماع باعتماد الفرقة وأصبح المسمى الرسمي لها "فرقة فنون الإعاقة لفرع ثقافة الإسكندرية"، كما تم تعيين مدير الشئون الفنية بالفرع شريف عباس مديراً للفرقة و تخصيص قصر ثقافة الشاطبي لإقامة البروفات والعروض. الجدير بالذكر أن الفرقة تتكون من 34 عضواً تتنوع إعاقتهم ما بين الذهنية والسمعية والبصرية، وسبق وأن حصلت على المركز الأول بمهرجان الأقصر الدولي للفنون التلقائية ومسرح الطفل والذى أقيم بمحافظة الأقصر في الفترة من 6 إلى 11 نوفمبر الماضي. نظم قسم التمكين الثقافى بفرع ثقافة أسوان برئاسة محمد ادريس نجيب مدير عام فرع ثقافة أسوان محاضرة لمناقشة " العنف ضد المرأة وكيفية مواجهته" لمتحدى الإعاقة ، ألقتها الدكتورة هدى مصطفى رئيس المجلس القومى للمرأة بأسوان ، وذلك بقصر ثقافة اسوان ، وقد قام بترجمة الاشارات أ. مصطفى عبد الغالى ، باشراف عبير الصادى تحدثت هدى عن العنف وأنه يشمل السب والشتم والضرب والقتل والاعتداء و الذى يأتى من طرف رجل أو مؤسسة أو نظام أو حتى من طرف امرأة من أجل إخضاع المرأة والتسلط عليها . أما عن أسباب العنف فقال تعتبر المرأة نفسها هى أحد العوامل الرئيسية لبعض أنواع العنف والاضطهاد، وذلك لتقبلها له واعتبار التسامح والخضوع أو السكوت عليه كرد فعل لذلك ، مما يجعل الآخر يأخذ فى التمادى والتجرؤ أكثر فأكثر. وقد تتجلى هذه الحالة أكثر عند فقد المرأة من تلجأ إليه، ومن يقوم بحمايتها. وأضافت ان هناك اسباباً أخرى للعنف منها : الأسباب الثقافية كالجهل وعدم معرفة كيفية التعامل مع الآخر وعدم احترامه، وما يتمتعه من حقوق وواجبات تعتبر كعامل أساسي للعنف. وهذا الجهل قد يكون من الطرفين المرأة والمُعنِّف لها، فجهل المرأة بحقوقها و واجباتها من طرف، وجهل الآخر بهذه الحقوق قد يؤدي إلى التجاوز وتعدى الحدود ، الأسباب التربوية ، العادات والتقاليد ، الأسباب البيئية ، الأسباب الاقتصادية ، عنف الحكومات والسلطات . وأضافت أنه مهما اختلفت الأسباب والمسببات لابد من مواجهة العنف وذلك عن طريق التوعية الاجتماعية سواء كان ذلك في المجتمع الأنثوى أو فى المجتمع العام، إذ لابد من معرفة المرأة لحقوقها، وكيفية الدفاع عنها، وإيصال صوت مظلوميتها إلى العالم بواسطة كافة وسائل الإعلام، وعدم التسامح والتهاون والسكوت في سلب هذه الحقوق، وصناعة كيان واعى ومستقل لوجودها ، إنشاء المؤسسات التى تعمل على توعية المرأة بحقوقها . واختتمت حديثها بأن مشوار علاج العنف مازال في بداياته حتى تتغير العقلية والرؤية العامة تجاه المرأة، وتصبح المرأة إنسانا ذو كيان، وذو اعتبار ثابت لايمكن فى أى وقت التنازل عن حقوقه والتضحية عن مكتسباته، وإن أهم التحديات التي تواجه وقاية المرأة من العنف وتهددها هو الفرق بين ما يقال وبين ما يمارس، فهناك كلام كثير يقال عن المرأة، لكن ما يمارس يختلف ويناقض ما يقال، فمن المهم أن يتطابق القول والممارسة فى معاملة المرأة .